الى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكملة لشريعة العهد القديم ؟؟
+ إذا قلنا ان شريعة العهد الجديد مكمله لشريعة العهد القديم فلابد أن نعرف الى أى مدى هذا التكميل :-
+شريعة العهد القديم كانت شريعته مناسبة و ملائمة للشعب اليهودى و هو بعد من طفولة الايمان و جهالة المعرفة و كان ولابد من ربطة بقيود غاية فى الدقة و الصرامة و نظراً لمجاورته لشعوب وثنية ربما يتأثر بمعقداتها و طقوسها .
+ الناموس إذن مقدس و صالح فهو بمثابة المرشد و القائد الى المسيح ففى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية ( 3 : 19 – 27 ) .
+ لو كانت الشريعة الى اعطيت قد استطاعت ان تعطى الحياة لكان حقاً أن البر بالشريعة ( بالناموس ) .
+ قبل أن يجئ الايمان كنا " كما لو مغلقا علينا تحت رقابة الشريعة فى انتظار الايمان الذى سوف يعلن " .
+ فلما جاء هذا الايمان صرنا فى غير حاجة بعد الى هذا المرشد ( لأنكم جميعاً أبناء الله بإيمانكم بيسوع المسيح ( غلاطية 4 : 1- 9 )
+ و الشريعة أيضاً كانت وصى على قاصر و القاصر أو الطفل هو الشعب المختار قبل مجئ المسيح .
+ طالما الوارث طفل ( قاصر ) فهو لا يختلف فى شئ عن العبد و نحن أيضاً عندما كنا أطفال مستعبدين بأفكار العالم + فلما ولد المسيح خضع للشريعة لكى ما يفتدى الذين كانوا تحت الشريعة
+ بواسطة المسيح ضرنا أبناء وارثين وليس عبيد . + معنى هذا أن الشريعة القديمة و ما حوته من طقوس ورسوم كانت موقوته بظهور المسيح المنتظر الذى كانت الرموز و تشير اليه ولم تكن فى حقيقتها غير مرشد يدل على الايمان بالمسيح ولذلك يقول الرسول . " لأن غاية الناموس هى المسيح " رومية 10 : 4 " .
+ ويقول القديس لوقا البشير " كان الناموس و الانبياء الى يوحنا لو 16 : 16 " . أى الى زمن يوحنا المعمدان اما بالمسيح فقد بدء عهد جديد عهد الايمان و الكمال المسيحى .
+ فإذا كانت الشريعة القديمة مؤدية الى المسيح أو الى شريعة العهد الجديد فليس بين الشريعتين تناقض فالشريعتين تومان على مبدأ واحد و تتلقيان فى مركز واحد .
+ اما المبدأ الواحد فهو حاجة البشر الى فادى و مخلص يكون بموته و سفك دمه فداء للناس و خلاصهم .
+ و اما المركز الواحد فهو يسوع المسيح مخلص العالم فأى فرق بين الشريعتين يكون من هذه الناحية .
+ وشريعة العهد القديم تتطلع الى المسيح الآتى أما شريعة العهد الجديد فتقوم على اساس المسيح الذى اتى ، فكان لابد فى شريعة موسى من طقوس تشير الى مجئ المسيح و خلاصه العتيد حتى اذا جاء المسيح لم تعد ثمة حاجة الى تلك الطقوس المشيرة الرامزة فأى تغير أو تبديل يدرك الشريعة القديمة لتصبح ملائمة للعهد الجديد هو تغير و تبديل نرى فيه فرقاً بين شريعة ممهدة و شريعة نهائية أو بين شريعة مفتقرة إلى مخلص وشريعة كاملة به
الشريعة الطقسية
قد اصابها تحوير و تغير لان الشريعة قد امرت بطقوس تشير الى مخلص آتى لابد ان تتغير طقوسها عندما ياتى هذا المخلص و تتبدل بطقوس تشير الى المخلص الذى آتى لتذكرنا بفدائه و خلاصه فمثلا فى شريعة العهد القديم طقوس فى الذبائح و المحرقات تقدم من حيوانات يحرق دمها ليكون تكفيراً و تطهيراً ولكن هل دم الحيوانات قادر على التكفير ؟ لا ولكن بما انها رمز للذبيح العظم فقوة الذبائح الحيوانية قائمة فى هذا الذبيح الأكبر الى تشير اليه الذبائح الحيوانية و تبدلت بذبيحة المسيح وذبيحة المسيح واحدة على الصليب لا تتكرر و انما يتكرر فينا فعلها كلما تقدمنا الى طقوس أخرى قامت على أساسها و بها ننال استحقاقات تلك الذبيحة الطاهرة اما هذه الطقوس فهى أسرار الكنيسة السبعة هى طقوس العهد الجديد التى صارت بديلة لطقوس العهد القديم اذا هى تقوم على عمل المسيح الذى أتى . و بالتالى لم يعد ثمة و جود للكهنوت اللاوى و طقوسه ( عب 9 : 10 )
+ " و هى قائمة بأطعمة واشربه و غسالات مختلفة وفرائص جسدية فقط موضوعة إلى وقت الإصلاح عب 9 : 10 " .
+ فتغير بكهنوت المسيح القائم على أساس تقديم جسده ودمه ذبيحاً عن حياة العالم .
+ ويوجد طقوس لم تكن فى العهد القديم رمزاً الى شئ كالصلاة و البخور فلا بد من بقائها فى العهد الجديد و أن كانت هنا تكتسب قوة أخرى و نعمة اخرى تلائم روح العهد الجديد .
+ فالبخور اصبح عبادة ترتفع الى السماء محمولا مع صلوات القديسين فى ايدى الملائكة و كهنة السماء " رؤ 5 : 8 ، 8 : 3 " بعد ان كان تقربا الى قدس الأقداس الأرضى .
+ و الصلاة اصبحت فى عهد المسيح فرصة تأمل فى آلامه وقيامته ( صلوات الأجبية ) .
+ و الصوم اصبح غنيا بمناسبات العهد الجديد بعد ان كان قائما على ذكريات محدودة ملائمة للعهد القديم و كذلك قل عن سائر الطقوس كالأعياد و خلافه .
اذن التكميل فى الشريعة لم يكن فى جوهرها بل فى صورتها ففكرة الذبيحة و الصوم و الصلاة و البخور والأعياد باقية كما هى فى جوهرها أما التغير فقد اصاب الصورة لتكون ملائمة للعهد الجديد و بركاته فالشريعتان واحد فى الجوهر و الجوهر غاية الشريعتين
الشريعة الأدبية
مر بنا أنة كملت فى شريعة العهد الجديد و تكلمنا عن القسم كمثل لذلك والآن نتكلم عن مثالين آخرين من الشريعة الأدبية حتى تبيين الى اى مدى شريعة العهد الجديد مكملة للعهد القديم .
+يقول السيد المسيح " قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل أنما أنا فأقول لكم كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم " ( مت 5 : 21 – 26 ) .
+ قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم و اما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا ( كلام باطل ) يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم فإن قدمت قربانك الى المذبح و هنا تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هنا هناك قربانك قدم المذبح و اذهب أولا أصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك . كن مراضيا لخصمك سريعا مادمت معه فى الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضى و يسلمك القاضى الى الرطى فتلقى فى السجن " الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير " .
+ هذا النص فيه مقارنة بين شريعتين تنهى عن القتل فقط وشريعة لا تنهى عن القتل فقط بل وحى عن الغضب و هى الى جانب هذا تطالب بالعمل على الصلح و السلام بين الأفراد المتخاصمين ليس بين النصين تناقض فالسيد المسيح لم يقل ( أما أنا فأقول لكم اقتلوا ) .
+ كان القتل فى العهد القديم هو الاعدام أو إراقة الدماء أو الموت كما قتل قايين هابيل . وكما قتل موسى الرجل المصرى و كما قتل داود جليات ولكن السيد المسيح اراد ان يوسع مفهوم القتل فيجعله شاملا للبواعث عليه كالغضب و التراع و الحقد و الشتم باعتبارها مولدات للقتل وعله له .
كيف ينهى عن القتل و لا ينهى عن الاسباب المؤدية له ؟
نعم جاء فى العهد القديم بعض المفاهيم عن القتل مثل :
(أم 21 : 25 ) شهوة الكسلان تقتله لأن يديه تابيان الشغل .
(أم 7 : 26 ) من المرآة ( لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء ) .
(أر9 : 9 ) ياليت رأسى ماء و عينى ينبوع دموع فأبكى نهاراً و ليلاً ، قتلى بنت شعبى
نلاحظ :
1- أن هذا الفهم توصل اليه الأنبياء فيما بعد حيث مرت ألامه الاسرائيلية باختبارت كثيرة اما فى أسفار التوارة لم يرد هذا المعنى بل جاءت عن القتل المباشر .
2- نتكلم عن الاسباب التى تدعو الى القتل المادى ( هلاك الجسد ) أما السيد المسيح فمد من أفاق الوصية و تحدث فى اسلوب واضح أن من يتسبب فى اغاظة غيره بالسب أو الشتم و الإهانة يكون مستحقا لعقوبة النار الأبدية
+ فكان القتل فى العهد الجديد ليس هو القتل المادى فحسب وانما هناك ثلاثة أنواع أخرى من القتل 1- قتل نفسى 2- قتل روحى . 3- قتل أدبى .
+ ويدخل فى القتل النفسى ( السب / التعيير / الخداع / المكر / الحسد / البغضة ، و هى صفات تتلف نفوس المتصفين بها و قد جمعها بولس الرسول فى رسالته الى رومية ( 1 : 29 ) . " مشحونين حسداً و قتلا و خصاماً و مكراً وسوءاً نمامين مفترين مبغضين الله ثالبين ( يتكلم فى غياب غيره الاخرين " مدعين مبتدعين شروراً غير طائعين الوالدين كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفسى ( 1يو 3 : 15 ) . ويدخل فى القتل الروحى إهمال الروح و إهمال الروح وإهمال الجسد والإسراف إلى الشهوات و المسرات العالمية التى تتلف حياة الإنسان روحيا ( رومية 7 : 11 ) . لأن الخطية و هى متخذة فرصة بالوصية خدعتنى بها و قتلنى ( يو 8 : 44 ) ويقول السيد المسيح عن إبليس " ذاك كان قتالا للناس روحى بالخطية " . و يدخل فى حدود القتل الأدبى التشهير و الذم و العمل على إشاعة الشر عن شخص أو العمل على فصله من عمله وقطع رزقه .
+ فكلام السيد المسيح ليس عن هلاك الجسد فقط بل عن قتل النفس فهو يهمه خلاص النفس لا قتلها
+ إذن شريعة العهد الجديد اكملت وصية القتل فى شريعة العهد القديم من خلال الايضاحات و المفاهيم الجديدة و لكن الوصية لم تبدل و لن تلغى .
مثال آخر لا تزن :
سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن أما أنا اقول لكم أن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه .
فى العهد فهموا الزنى انه اتصال جنسى غير مشروع بن رجل و امرأة و أما الزنى فى شريعة الكمال فقد يكون بالقلب فالنظرة الشريرة الى تصحبها شهوة تولد إحساساً شريراً يقود الى ارتكاب الشر فى القلب بالتصورات و التأملات الشريرة .
التغير اذن لا فى جوهر الوصية بل فى شكلها وحدودها .
و الخلاصة اذن ان الشريعة الادبية لم تتغير فى جوهرها غير أن المعلم الأكبر كشف عن كونها مستوراً منها عن الشعب القديم
الشريعة السياسية
تنقسم الى : داخلية – خارجية
+السياسة الخارجية :- كانت ضيقة و لا يختلط الشعب المختار بغيره من الشعوب و لما جاء المسيح المنتظر كان به خلاص اليهود و الأمم فأصبحت السياسة الخارجية اوسع وأرحب فكل من اصطبغ بالصبغة المقدسة يدخل دائرة الشعب المختار .
+السياسة الداخلية :- لم يدركها تغير أكثر مما ادراك السياسة الخارجية من حيث الهيئة الحاكمة أو من السيد المسيح بالخضوع لها ( اعطو ما ليقصر لقيصر { الحاكم } و مال لله لله حتى أن من يقاوم السلطات يقاوم الله ( رومية 13 : 1-7 )
من حيث المعاملات جعلها تقوم على أساس المحبة و الانتفاع بالنفس و التقدم فى الفضيلة وحل المنازعات بروح المحبة و التسامح سمعتم أن قيل عين بعين و سن وبسن وآم فأقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر بل من لطمك على خدك اليمن حول الآخر أيضاً و من أراد أن يقاضيك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء ( متى 5 : 38 – 41 )و ايضاً سمعتم أن قيل تحب قريبك و تبغض عدوك أما أنا فأقول أحبوا اعدائكم باركوا لاعينكم وأحسنوا الى بعضكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ( متى 5 : 43 – 48 )
بالنسبة للوصول للشخصية من زواج وطلاق ( قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق و أما أنا فأقول لكم أن من كل طلق امرأته إلا لعله الزنى يجعلها تزنى ... ) أما قرأتم من البدء خلقهما ذكر أو أنثى
العقوبات
أصبحت عقوبات الروحية :-
أن أخطى أخوك إليك فاذهب إليه و عاتبة بينك و بينه فإذا سمع منك فقد ربحت أخاك فان لم يسمع فقل للكنيسة و ان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثنى و العشار ( متى 18 : 5-18 ) و فى إيجاز أن الشريعة السياسية تتوقف أحكامه على الشريعتين الطقسية والأدبية و لما كانت الشريعة السياسية فى العهد القديم قد ترتبت فى حدود مرسومة قدت بها ظروف الأمة اليهودية فكانت موفقة لطقوسها وآدابها فإن التغيير الذى يدرك هذه الشريعة السياسة فى العهد الجديد يكون تابعا لما أدرك طقوسها و آدابها من تغيير فى الشكل لا فى الجوهر .
+ إذا قلنا ان شريعة العهد الجديد مكمله لشريعة العهد القديم فلابد أن نعرف الى أى مدى هذا التكميل :-
+شريعة العهد القديم كانت شريعته مناسبة و ملائمة للشعب اليهودى و هو بعد من طفولة الايمان و جهالة المعرفة و كان ولابد من ربطة بقيود غاية فى الدقة و الصرامة و نظراً لمجاورته لشعوب وثنية ربما يتأثر بمعقداتها و طقوسها .
+ الناموس إذن مقدس و صالح فهو بمثابة المرشد و القائد الى المسيح ففى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية ( 3 : 19 – 27 ) .
+ لو كانت الشريعة الى اعطيت قد استطاعت ان تعطى الحياة لكان حقاً أن البر بالشريعة ( بالناموس ) .
+ قبل أن يجئ الايمان كنا " كما لو مغلقا علينا تحت رقابة الشريعة فى انتظار الايمان الذى سوف يعلن " .
+ فلما جاء هذا الايمان صرنا فى غير حاجة بعد الى هذا المرشد ( لأنكم جميعاً أبناء الله بإيمانكم بيسوع المسيح ( غلاطية 4 : 1- 9 )
+ و الشريعة أيضاً كانت وصى على قاصر و القاصر أو الطفل هو الشعب المختار قبل مجئ المسيح .
+ طالما الوارث طفل ( قاصر ) فهو لا يختلف فى شئ عن العبد و نحن أيضاً عندما كنا أطفال مستعبدين بأفكار العالم + فلما ولد المسيح خضع للشريعة لكى ما يفتدى الذين كانوا تحت الشريعة
+ بواسطة المسيح ضرنا أبناء وارثين وليس عبيد . + معنى هذا أن الشريعة القديمة و ما حوته من طقوس ورسوم كانت موقوته بظهور المسيح المنتظر الذى كانت الرموز و تشير اليه ولم تكن فى حقيقتها غير مرشد يدل على الايمان بالمسيح ولذلك يقول الرسول . " لأن غاية الناموس هى المسيح " رومية 10 : 4 " .
+ ويقول القديس لوقا البشير " كان الناموس و الانبياء الى يوحنا لو 16 : 16 " . أى الى زمن يوحنا المعمدان اما بالمسيح فقد بدء عهد جديد عهد الايمان و الكمال المسيحى .
+ فإذا كانت الشريعة القديمة مؤدية الى المسيح أو الى شريعة العهد الجديد فليس بين الشريعتين تناقض فالشريعتين تومان على مبدأ واحد و تتلقيان فى مركز واحد .
+ اما المبدأ الواحد فهو حاجة البشر الى فادى و مخلص يكون بموته و سفك دمه فداء للناس و خلاصهم .
+ و اما المركز الواحد فهو يسوع المسيح مخلص العالم فأى فرق بين الشريعتين يكون من هذه الناحية .
+ وشريعة العهد القديم تتطلع الى المسيح الآتى أما شريعة العهد الجديد فتقوم على اساس المسيح الذى اتى ، فكان لابد فى شريعة موسى من طقوس تشير الى مجئ المسيح و خلاصه العتيد حتى اذا جاء المسيح لم تعد ثمة حاجة الى تلك الطقوس المشيرة الرامزة فأى تغير أو تبديل يدرك الشريعة القديمة لتصبح ملائمة للعهد الجديد هو تغير و تبديل نرى فيه فرقاً بين شريعة ممهدة و شريعة نهائية أو بين شريعة مفتقرة إلى مخلص وشريعة كاملة به
الشريعة الطقسية
قد اصابها تحوير و تغير لان الشريعة قد امرت بطقوس تشير الى مخلص آتى لابد ان تتغير طقوسها عندما ياتى هذا المخلص و تتبدل بطقوس تشير الى المخلص الذى آتى لتذكرنا بفدائه و خلاصه فمثلا فى شريعة العهد القديم طقوس فى الذبائح و المحرقات تقدم من حيوانات يحرق دمها ليكون تكفيراً و تطهيراً ولكن هل دم الحيوانات قادر على التكفير ؟ لا ولكن بما انها رمز للذبيح العظم فقوة الذبائح الحيوانية قائمة فى هذا الذبيح الأكبر الى تشير اليه الذبائح الحيوانية و تبدلت بذبيحة المسيح وذبيحة المسيح واحدة على الصليب لا تتكرر و انما يتكرر فينا فعلها كلما تقدمنا الى طقوس أخرى قامت على أساسها و بها ننال استحقاقات تلك الذبيحة الطاهرة اما هذه الطقوس فهى أسرار الكنيسة السبعة هى طقوس العهد الجديد التى صارت بديلة لطقوس العهد القديم اذا هى تقوم على عمل المسيح الذى أتى . و بالتالى لم يعد ثمة و جود للكهنوت اللاوى و طقوسه ( عب 9 : 10 )
+ " و هى قائمة بأطعمة واشربه و غسالات مختلفة وفرائص جسدية فقط موضوعة إلى وقت الإصلاح عب 9 : 10 " .
+ فتغير بكهنوت المسيح القائم على أساس تقديم جسده ودمه ذبيحاً عن حياة العالم .
+ ويوجد طقوس لم تكن فى العهد القديم رمزاً الى شئ كالصلاة و البخور فلا بد من بقائها فى العهد الجديد و أن كانت هنا تكتسب قوة أخرى و نعمة اخرى تلائم روح العهد الجديد .
+ فالبخور اصبح عبادة ترتفع الى السماء محمولا مع صلوات القديسين فى ايدى الملائكة و كهنة السماء " رؤ 5 : 8 ، 8 : 3 " بعد ان كان تقربا الى قدس الأقداس الأرضى .
+ و الصلاة اصبحت فى عهد المسيح فرصة تأمل فى آلامه وقيامته ( صلوات الأجبية ) .
+ و الصوم اصبح غنيا بمناسبات العهد الجديد بعد ان كان قائما على ذكريات محدودة ملائمة للعهد القديم و كذلك قل عن سائر الطقوس كالأعياد و خلافه .
اذن التكميل فى الشريعة لم يكن فى جوهرها بل فى صورتها ففكرة الذبيحة و الصوم و الصلاة و البخور والأعياد باقية كما هى فى جوهرها أما التغير فقد اصاب الصورة لتكون ملائمة للعهد الجديد و بركاته فالشريعتان واحد فى الجوهر و الجوهر غاية الشريعتين
الشريعة الأدبية
مر بنا أنة كملت فى شريعة العهد الجديد و تكلمنا عن القسم كمثل لذلك والآن نتكلم عن مثالين آخرين من الشريعة الأدبية حتى تبيين الى اى مدى شريعة العهد الجديد مكملة للعهد القديم .
+يقول السيد المسيح " قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل أنما أنا فأقول لكم كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم " ( مت 5 : 21 – 26 ) .
+ قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم و اما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا ( كلام باطل ) يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم فإن قدمت قربانك الى المذبح و هنا تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هنا هناك قربانك قدم المذبح و اذهب أولا أصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك . كن مراضيا لخصمك سريعا مادمت معه فى الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضى و يسلمك القاضى الى الرطى فتلقى فى السجن " الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير " .
+ هذا النص فيه مقارنة بين شريعتين تنهى عن القتل فقط وشريعة لا تنهى عن القتل فقط بل وحى عن الغضب و هى الى جانب هذا تطالب بالعمل على الصلح و السلام بين الأفراد المتخاصمين ليس بين النصين تناقض فالسيد المسيح لم يقل ( أما أنا فأقول لكم اقتلوا ) .
+ كان القتل فى العهد القديم هو الاعدام أو إراقة الدماء أو الموت كما قتل قايين هابيل . وكما قتل موسى الرجل المصرى و كما قتل داود جليات ولكن السيد المسيح اراد ان يوسع مفهوم القتل فيجعله شاملا للبواعث عليه كالغضب و التراع و الحقد و الشتم باعتبارها مولدات للقتل وعله له .
كيف ينهى عن القتل و لا ينهى عن الاسباب المؤدية له ؟
نعم جاء فى العهد القديم بعض المفاهيم عن القتل مثل :
(أم 21 : 25 ) شهوة الكسلان تقتله لأن يديه تابيان الشغل .
(أم 7 : 26 ) من المرآة ( لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء ) .
(أر9 : 9 ) ياليت رأسى ماء و عينى ينبوع دموع فأبكى نهاراً و ليلاً ، قتلى بنت شعبى
نلاحظ :
1- أن هذا الفهم توصل اليه الأنبياء فيما بعد حيث مرت ألامه الاسرائيلية باختبارت كثيرة اما فى أسفار التوارة لم يرد هذا المعنى بل جاءت عن القتل المباشر .
2- نتكلم عن الاسباب التى تدعو الى القتل المادى ( هلاك الجسد ) أما السيد المسيح فمد من أفاق الوصية و تحدث فى اسلوب واضح أن من يتسبب فى اغاظة غيره بالسب أو الشتم و الإهانة يكون مستحقا لعقوبة النار الأبدية
+ فكان القتل فى العهد الجديد ليس هو القتل المادى فحسب وانما هناك ثلاثة أنواع أخرى من القتل 1- قتل نفسى 2- قتل روحى . 3- قتل أدبى .
+ ويدخل فى القتل النفسى ( السب / التعيير / الخداع / المكر / الحسد / البغضة ، و هى صفات تتلف نفوس المتصفين بها و قد جمعها بولس الرسول فى رسالته الى رومية ( 1 : 29 ) . " مشحونين حسداً و قتلا و خصاماً و مكراً وسوءاً نمامين مفترين مبغضين الله ثالبين ( يتكلم فى غياب غيره الاخرين " مدعين مبتدعين شروراً غير طائعين الوالدين كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفسى ( 1يو 3 : 15 ) . ويدخل فى القتل الروحى إهمال الروح و إهمال الروح وإهمال الجسد والإسراف إلى الشهوات و المسرات العالمية التى تتلف حياة الإنسان روحيا ( رومية 7 : 11 ) . لأن الخطية و هى متخذة فرصة بالوصية خدعتنى بها و قتلنى ( يو 8 : 44 ) ويقول السيد المسيح عن إبليس " ذاك كان قتالا للناس روحى بالخطية " . و يدخل فى حدود القتل الأدبى التشهير و الذم و العمل على إشاعة الشر عن شخص أو العمل على فصله من عمله وقطع رزقه .
+ فكلام السيد المسيح ليس عن هلاك الجسد فقط بل عن قتل النفس فهو يهمه خلاص النفس لا قتلها
+ إذن شريعة العهد الجديد اكملت وصية القتل فى شريعة العهد القديم من خلال الايضاحات و المفاهيم الجديدة و لكن الوصية لم تبدل و لن تلغى .
مثال آخر لا تزن :
سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن أما أنا اقول لكم أن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه .
فى العهد فهموا الزنى انه اتصال جنسى غير مشروع بن رجل و امرأة و أما الزنى فى شريعة الكمال فقد يكون بالقلب فالنظرة الشريرة الى تصحبها شهوة تولد إحساساً شريراً يقود الى ارتكاب الشر فى القلب بالتصورات و التأملات الشريرة .
التغير اذن لا فى جوهر الوصية بل فى شكلها وحدودها .
و الخلاصة اذن ان الشريعة الادبية لم تتغير فى جوهرها غير أن المعلم الأكبر كشف عن كونها مستوراً منها عن الشعب القديم
الشريعة السياسية
تنقسم الى : داخلية – خارجية
+السياسة الخارجية :- كانت ضيقة و لا يختلط الشعب المختار بغيره من الشعوب و لما جاء المسيح المنتظر كان به خلاص اليهود و الأمم فأصبحت السياسة الخارجية اوسع وأرحب فكل من اصطبغ بالصبغة المقدسة يدخل دائرة الشعب المختار .
+السياسة الداخلية :- لم يدركها تغير أكثر مما ادراك السياسة الخارجية من حيث الهيئة الحاكمة أو من السيد المسيح بالخضوع لها ( اعطو ما ليقصر لقيصر { الحاكم } و مال لله لله حتى أن من يقاوم السلطات يقاوم الله ( رومية 13 : 1-7 )
من حيث المعاملات جعلها تقوم على أساس المحبة و الانتفاع بالنفس و التقدم فى الفضيلة وحل المنازعات بروح المحبة و التسامح سمعتم أن قيل عين بعين و سن وبسن وآم فأقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر بل من لطمك على خدك اليمن حول الآخر أيضاً و من أراد أن يقاضيك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء ( متى 5 : 38 – 41 )و ايضاً سمعتم أن قيل تحب قريبك و تبغض عدوك أما أنا فأقول أحبوا اعدائكم باركوا لاعينكم وأحسنوا الى بعضكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ( متى 5 : 43 – 48 )
بالنسبة للوصول للشخصية من زواج وطلاق ( قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق و أما أنا فأقول لكم أن من كل طلق امرأته إلا لعله الزنى يجعلها تزنى ... ) أما قرأتم من البدء خلقهما ذكر أو أنثى
العقوبات
أصبحت عقوبات الروحية :-
أن أخطى أخوك إليك فاذهب إليه و عاتبة بينك و بينه فإذا سمع منك فقد ربحت أخاك فان لم يسمع فقل للكنيسة و ان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثنى و العشار ( متى 18 : 5-18 ) و فى إيجاز أن الشريعة السياسية تتوقف أحكامه على الشريعتين الطقسية والأدبية و لما كانت الشريعة السياسية فى العهد القديم قد ترتبت فى حدود مرسومة قدت بها ظروف الأمة اليهودية فكانت موفقة لطقوسها وآدابها فإن التغيير الذى يدرك هذه الشريعة السياسة فى العهد الجديد يكون تابعا لما أدرك طقوسها و آدابها من تغيير فى الشكل لا فى الجوهر .