صفات الله
الله هو خالق الافكار الفطرية فينا وكل النفوس الانسان تصل الى معرفة الذات الالهية بواسطة مرة الكامل . فالله اذا من صفاته الكمال . والكامل يجب ان يكون واحدة ،، علة لذاته ازليا ابديا
ويصفه ديكارت فى التاملات بانه لا متناهى اى اننا لا نستطيع ان نحصى صفاته عدا ، والله عقل خالص ، وارادة فعاله وخالقة وارادة الله ومشيئته حرة ،، وهو واجب الوجود ولا يوجب عليه شىء ، وقدرة الله لا يحدها شىء قادرة على كل شىء . والحق اننا حين ندرك هذه الصفات انما ندركها من زاويتنا ، اى على نحو نسبى اما الله ، فهو بدرك صفاته وافعاله على نحو مطلق .
كل هذه الصفات ذكرها الفلاسفة من قبل ، فى العصور الوسطى والقديمة ولكن ديكارت قد اضاف الى هذه الصفات ، صفة جديدة هى صفة الصدق الالهى اللهى صادق لايكذب ولا يخدع لان الخداع والكذب من صفات النقص لا الكمال ومن هنا استبعد ديكارت فكرة الشيطان الماكر الذى يخدع عن خبث وضعف . ان الصدق الالهى هو الضامن الوحيدد للحقيقة والعلم والاله لصادق اى خالق الحقائق الازلية والابدية ، هو اله العلم والعلماء الضامن ليقين فى نفوسنا وفى العلوم كلها .
وقد تسءال البعض : كيف ياتى الصدق الالهى كصفه للذات الالهيه بعد اثبات وجودها واذا افتراضنا ان الصدق الالهى هو الضامن لحقيقة الفكرة " الكامل " فى عقولنا ، فان ذلك معناه ان هناك مصادرة على المطلوب ومنطقيا اننا نجعل المبدا شاملا للنتيجة التى نريد اثباتها .
ويرد ديكارت على هذه الاعتراضات بقوله ، انا لسنا بحاجة الى الصدق الالهى عند معرفة الحقائق البديهية ، ولكننا فى حاله الى هذا الضمان فى المعرفة الاستنباطية وحدها . ويبقى سؤال الم نكن بحاجة الى هذا الضمان فى الاستدلالات العقليه على وجود الله يبدو ان بداهة الفكرة او يقين الفكرة الواضحة والمتميزه كان كافيا فى نظر ديكارت لسلامة الاستدلالات العقلية على وجود الله . لذلك ، فربما كانت علوم مثل الرياضة والميتافيزيقا ، التى تقوم اساسا على بداهة ويقين بعض الافكار البسيطة ، ليست فى حاجة الى الشمان الالهى منذ الداية بينما تكون العلوم الطبيعية فى حاجة الى الصدق الالهى . لذلك كان اثابات وجود العالم هو اليقين الثالث والاخير ، بعد يقين النفس والله .
ديكارت والدين
من الواضحح ان ديكارت قد وضع العقائد الدينية جانبا ، فلم يجعلها موضوعا للشك ، او موضوعا للتامل والفكر ، لهذه العقائد فى نظرة تتجاوز قدرة العقل الانسانى . لذلك لم تقم فلسفته الميتافيزيقية من اجل تدعيم هذه العقائد والدفاع عنها كما كان الحال فى العصور الوسطى . لقد كان ديكارت يرى ان الميتافيزيقا العقلية ، لا تتعارض مع العقائد الدينية ، وانه من الممكن ان يسلم بها الناس ودياناتهم . ذلك لانه يقرر فيها استنادا الى نور العقل وفطرته الطبيعية ، ان الله موجود وتلك بدايه لازمه لكل عقيدة او فكر دينى
كان ديكارت مسيحيا مخلصا ،/ الى الحد الذى جعله يفكر فى تفسير بعض اسرار هذا الدين تفسيرا عقليا وسليما ، وكان يقول : انا افاخر بان الايمان يجد هنا ما يستند اليه من اسباب انسانية قويه . او احمد الله ان الاراء التى بدت لى صادقة جدا فى علم الطبيعة بالنظر الى العلل الطبيعية فقط ،ن كانت دائما هى الاراء التى تتفق جيدا مع الاسرار الدينية ومن اشهر عبارته ان الفلسفة الجيدة ،ن هى مثل العهد الجديد تمجيد للخالق .
حقا اننا فى حاجة الى قوة عالية لفهم الدين لكل العقل يجب ان يكون هو االمسلة لمعرفة الله معرفة يقينية لا شك فيها .
الانسان سيد ومالك للطبيعة ( اليقين الثالث )
وجود العالم
هذا اليقين ياتى بعد يقين النفس والقين بوجود الله الذى يضمن وجود العالم الخارجى . والمعرفة اليقينية بالعالم لا تتحقق عن طريق الحواس بل عن طريق فكرة واضحة ومتميزة هى فكرة " الامتداد " والامتداد هنا هو الامتداد الهندسى الذى ندركة بالعقل . ويضرب لنا ديكارت مثلا بقطه شمع العسل ، التى لها حلاوه العسل وارئحة الزهور ، وهى جامده نستطيع ان نلمسها فاذا وضعنا هذه القطعة قرب النار ، فانه يتغير شكلها ولونها زحجمها .. الخ . ويكشف العقل وراء هذه التغيرات المحسوسة ، وبواسطة الحدس ، الطبيعة البسيطة الثابته فى قطعةة الشمع هذه ، نعنى الطبيعة المادية التى هى الجوهر المادى او الامتدادد وفى هذا ، يقول " اننى افهم قطعة الشمع " ، يعنى الحواس لا تكشف لنا الا عن وجودها .
هكذا يسلم ديكارت بوجود جوهرين متميزين : الجوهر المفكر المادى ، وهذا هو اساس الثنائية فى مذهبه . وقد وصفه البعض بانه ابا للمثالثية والمادية والحق انه من الاصواب تفسير فلسفته على اغلاساس مذهبه العقلى الذى يدرك كلا الجوهرين المادى ، الامر الذى يجعل التفسير المادى الصرف بعيدا عن روح الفلسفة الديكارتبه العقليه . يؤكد ديكارت سيادة العقل على المادة وسيادة الفكر والعلم على العالم . وتلك هى اهم نظريات ديكارت التى توصل اليها فى معرفة العالم .
الامتداد والحركة
كان ارسطو يفسر الحركة فى العالم ،، على الاساس القوة والفعل ،، اى على اساس تصورات ميتافيزيقية . ولكن ديكارت يريد تاسيس العلم الحديث على اليقين العقلى والرياضى . ولذلك جعل الامتداد الرياضى الذهنى جوهرا مقوما للاجسام . تلك هى الصفة الاولى التى تتصف بها الاجسام المادية ، وهى ان تكون ممتدة ،ن ولا توجد ايه مادة فى الكون لا تتصف بالامتداد . اما الصفات الاخرى التى تتصف بها المحسوسات مثل الالوان والاصوات والروائحح والطعوم ، فكلها " صفات ثابته " ندركها بالحواس لا بالفعل .
هذا العالم المادى الذى جوهره الامتداد كله ملا وليس به خلاء مطلقا لان الخلاء معناه وجود مكان فارع من المادة ، وهذا خلف لان المكان هو نفسه مادة عند ديكارت . والمادة جوهر لا يتغير سواء فى السماء اوفى الارض . وقوانين العالم الطبيعى تنتطبق بنفس الصورة الرياضية على جميع الموجودات
وكان لابد وان يجد ديكارت تفسير لحركة الكون والافلاك بعيدا عن نظرية ارسطو فى " عقول الافلاك التى سادت فى العصور الوسطى .
وقال ديكارت بان فكرة الامتداد مرتبة بفكرة الحركة لان الحركة هى خاصية الامتداد الطبيعى ( الفيزيائى ) ، ولا يمكن ان نتصور الحركة بدون امتداد هذه الحركة تخضع لقوانين اليه ، اى ميكانيكية . وقال ديكارت بمبدا " القصور الذاتى " بمعنى ان كل جسم يحتفظ بحاله من سكون او حركة ، ولا ينقل الى الحال المضادة ، الا بواسطة مؤثر خارجى ، وانه اذا اصطدم جسم باخر تغيرا اتجاهه . ويرى ديكارت ان الله قد اودع فى العالم عند خلقه له كميه من الحركة ثابته لا تزيد ولا تنقص ، وانه قد دفع الاجسامن الدفعة الاولى ، ثم جعلها تحتفظ بحركتها وهذه الاجسام تتحرك بحركة الدوامات اى حركة دائرية تشبه حركة داومه المساء .
والحق ان ديكارت قد وضع هنا اصول علم الميكانيكا والفيزياء الحديثة التى تخضع للرياضيات بصورة مطلقة .
حركة الكائن الحى
كل الاجسام عند ديكارت تتحرك تتحرك بحركة اليه الحيه منها والجامده . ولقد طبق هذه الاليه على جسم الحيوان وقال انها " حيوانات اليه " وهذه الحركة فى الاجسام الحيوانية ، انما تظمها " الروح الحيوانية التى تنتقل من القلب الى الخ
، وتنتشر فى الاعصاب والحياه والحركة اذا يتوقفان على الدورة الدموية (1) بحيث اذا تعطلت ، كان الموت
ولا فرق بين جسم الانسان وجسم الحيوان من هذه الناحية . فيبدا الفحياة واحد لا يتغير . ولكن هناك مساله يجب ان نتثيرها بالنسبة للانسان وهى عن طبيعة الصله بين النفس والجسم .
الصله بين النفس والجسم
لو كان الانسان مجرد جسم ، لكان مثل سائ الكائنات الطبيعية ،/ ولكن الانسان نفس وجسم ، فما هى اذا الصله التى يمكن ان كون بين هذين الجوهرين ؟...
وبالتالى ، فهل هناك اثر للنفس اساسية من بين المشاكل التى صعب على ديكارت والديكارتيين حلها . بالرغم من كل محاوله للموازنه بين احوال الجسم واحوال النفس ولقد حاولوا جميعا ان يفسروا وحده الطبيعة الانسانية
وتساءل ديكارت : على اى موضع من الجسم تؤثر النفس مباشرة ؟... واجاب هو عن سؤاله بقوله ، ان ذلك الموضع هو " الغده الصنوبرية " التى هى بمثابه الوسيط بين النفس والجسم . انها تتلقى من النفس الاوامر ، فتوصلها الى الاعصاب والعضلات ، كما تتلقى من الاعصاب الرسائل الوارده من العالم الخارجى فترسلها الى النفس ، والجسم يؤثر فى النفس بواسطه الاحساس والعاطفة ، ويتاثر بها عن طريق " الادادة " التى توجه حركاته وتغيرا تجاهاته ولقد اهتم ديكارت بدراسة انفعالات النفس الانسانية (1) وقال انها طبعية فى الانسان ، ولكن يجب ان تتجنب انحرافاتها وسؤ استعمالها وعلى الادارة ان تسيطر عليها ، لكى لا تعوق افعالها الادارة وتلك هى بداية الاخلاق التى ارجا ديكارت النظر فيها ، لكى ياخذ السائده فى المجتمع ، فتكون تلك الاخلاق ، اخلاقا مؤقته . اما الاخلاق العقلية عنده فهى تدعو الى مايسميه " الحب العقلى لله ، الذى يصبح حبا للنظام فى العالم ، وحبا للمخلوقات التى خلقها البادى وحبا للناس جميعا .
هذا هو الانسان كما مثلته هذه الفلسفة العقلية انسان يخضع لعقله ، ويعرف القوانين الطبيعية والاجتماعية ولكن هذا الانسان ينعم بحريته فى هذا العالم ،ن وتكاد ان ، العقل مستقبل عن الجسم ، والروح مسقله عن المادة