[size="6"]
العذراء في الإنجيل – للقديس افرام السوري
ساكنَها بالطهارة حتى وضعتْ ابنها البكر”. كانت هذه طهارة لازمة، وإن تكن إرادتهمَا ساعدتْ على ذلك، أما الطهارة التي حافظا عليها بعد ولادة الرب، فقد نشأت عن حريتهمَا الخاصة.
يوضح لنا الإنجيليُّ ماهيَّة هذه الضرورة، وكأنه يبيِّن لنا حدَّها بكلمة “حتى”: “ساكنها بالطهارة حتى ولدتْ ابنها البكر”. فإذا كان الأمر كذلك، لا يكون قد ساكنَها بالطهارة بعد الولادة، لأنه يقول: “حتى”. غير أن “حتى” لا تدلُّ على حد. لأنَّ النبيَّ يقول في المزامير: “قال الربُّ لربي، اجلسْ من عن يميني حتى اجعل أعداءَك موطئاً لقدميك” (مزمور 109: 1). فإذا كانت كلمة “حتى” تدل على حدّ، يقتضي إذن أن يترُك يمين أبيه عندما يوضَعُ أعداؤه تحت قدميه. “كان يساكنها بالطهارة”. أليس أنْ الزواج مقدس، بشهادة الرسول حيث يقول: “مضجَعُ الزواج نقي” (عبرانيين 13: 4) وإذا قالوا إنَّ إخوة الرب مذكورون في الإنجيل، أُجيب: لو كان لمريم أولاد غير يسوع وكان يوسف زوجها، لما سلَّمها ربنا إلى يوحنا. إن من قال: “أكرم أباك وأُمَّك” (مرقس 10: 19) كيف يكون قد فرَّق بين مريم وأولادها ليسلِّمها إلى يوحنا
(الديتسرون، 2،
[b]
العذراء في الإنجيل – للقديس افرام السوري
ساكنَها بالطهارة حتى وضعتْ ابنها البكر”. كانت هذه طهارة لازمة، وإن تكن إرادتهمَا ساعدتْ على ذلك، أما الطهارة التي حافظا عليها بعد ولادة الرب، فقد نشأت عن حريتهمَا الخاصة.
يوضح لنا الإنجيليُّ ماهيَّة هذه الضرورة، وكأنه يبيِّن لنا حدَّها بكلمة “حتى”: “ساكنها بالطهارة حتى ولدتْ ابنها البكر”. فإذا كان الأمر كذلك، لا يكون قد ساكنَها بالطهارة بعد الولادة، لأنه يقول: “حتى”. غير أن “حتى” لا تدلُّ على حد. لأنَّ النبيَّ يقول في المزامير: “قال الربُّ لربي، اجلسْ من عن يميني حتى اجعل أعداءَك موطئاً لقدميك” (مزمور 109: 1). فإذا كانت كلمة “حتى” تدل على حدّ، يقتضي إذن أن يترُك يمين أبيه عندما يوضَعُ أعداؤه تحت قدميه. “كان يساكنها بالطهارة”. أليس أنْ الزواج مقدس، بشهادة الرسول حيث يقول: “مضجَعُ الزواج نقي” (عبرانيين 13: 4) وإذا قالوا إنَّ إخوة الرب مذكورون في الإنجيل، أُجيب: لو كان لمريم أولاد غير يسوع وكان يوسف زوجها، لما سلَّمها ربنا إلى يوحنا. إن من قال: “أكرم أباك وأُمَّك” (مرقس 10: 19) كيف يكون قد فرَّق بين مريم وأولادها ليسلِّمها إلى يوحنا
(الديتسرون، 2،
[b]