العذراء والقيامة وقفت أمام صليب ابنها وتفنن الآباء الأولين في وصف مشاعرها لقد تحققت نبوءة سمعان الشيخ وجاز سيف الحزن قلبها إلى العمق . إنه ابنها وحيدها حبلت به من الروح القدس وقد ظللتها قوة العلي . لقد عانت ما عانت في حياتها من ألم يفوق الوصف من ألمها بفقدان والديها وهي صغيرة إلى وجودها في الهيكل ونظراتالحيرة وهي ترقب منظر الكهنة يلقون القرعة في من يأخذها وتمضي لبيت يوسف على أنها خطيبته وتقتلها نظرات شكه فيها عندما بان حبلها الإلهي تحس به يخاطب نفسه ليتركها سرا . عانت آلم فراق ابنها لها وهو يطوف المدن والقرى يعظ ويعلم ويشفي ربما حسدت الجموع وهم جوعى لكلمة الحياة بلهفة وشوق ويقضي الليل كله في الصلاة وهي فقط البعيدة التي لا تراه إلا نادرا . تألمت حين كانت تسمع أن اليهود حاولوا قتله ورجمه بالحجارة وكيف وصفوه ببالعته والجنون وأنه رئيس الشياطين رغم كل أفعاله التي فعلها وكيف أعاد الرجاء للعشار والزانية بالخلاص والحياة الأبدية . لحظة الصلب أصرت على مرافقته حتى النهاية وقلبها قلب الأم ترى وحيدها يموت رويدا رويدا ويتصفى دمه قطرة قطرة ولا بد أنها عانت من مشهد إنزاله عن الصليب ميتا عريانا ويدفن خارج المدينة كالغرباء والمجرمين . ولكن يا للعجب . فجأة تبدل كل شيء في طرفة عين قام الرب وسمعت صيحات الفرح من حاملات الطيب وتأكدت من الخبر من يوحنا الحبيب الذي حلَّت في بيته بركة عظيمة قام الرب قاهرا الموت قام الرب سابيا الجحيم قام الرب فاتكا بأعدائه قام الرب وسبى الموت بموته وكسر شوكة الموت ، تنهد الجحيم ممرمرا قوات السماوات شملها الفرح لقد قام الرب . فرحت العذراء كمن لم يفرح منذ زمن فجأة زال أثر سيف الحزن من قلبها . لقد تحقق الوعد وتم الخلاص وكانت مريم شاهدة عيان لكل ما حدث بواسطتها أتى الفرح بالخلاص لكل العالم . فرحت العذراء لأنها لن تحزن أبدا فرحت العذراء لأنها أم الرب وأم الكنيسة وأم كل من يؤمن بابنها قائما من بين الموات فرحت العذراء لأنها ستتوج ملكة للسماء والأرض فرحت العذراء لأنها ستقف عن يمين الملك موشاة ومزدانة بثوب مذهب فرحت العذراء الآن لأن أمومتها أمومة تفوق الوصف وفرح معها كل من أشرق نور القيامة في قلبه وعقله فرحت العذراء لأن وعد القيامة والحياة والغفران والملكوت قد استبان واضحا لكل العالم . ونحن يا عذراء نفرح معك ونضم صلاتنا إلى صلاتك كيف لا فإن لك الدالة الوالدية على ابنك وإلهك كيف لا وابنك هو نفسه من قال في الوصية الرابعة أكرم أباك وأمك فكيف لا يكرمك . بشرى الخلاص وإشراق نور النعمة نفرحه معك فقد ألبسك البر رداء فضفاضا وكساك بنعمة الفرح الذي لا يزول . فافرحي في حزنك عند الصليب وافرحي بقيامة ابنك ظافرا من الموت وافرحي بأمومتك للرب وأمومتك للكنيسة وافرحي بانتقالك بالنفس والجسد إلى السماء ومن فرحك الغمر هذا صلي لابنك وربك أن يفيض هذا الفرح في قلوبنا فيضا لا ينقطع ورجاء لن نتركه يضيع منا وفي النهاية الفرح بنيل الملكوت السماوي لنعيش معا حياة الفرح وحياة التسبيح بل وحياة الملائكة آمين منقول عن الاب فادى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
العذراء والقيامة
فرايم حبيب- مشرف عام المنتديات
- عدد المساهمات : 549
عدد النقاط : 12323
تاريخ التسجيل : 14/03/2010
العمر : 74
- مساهمة رقم 1