نحتفل بنياحة القديس " مقاريوس الأسكندرى " ( 395 ميلادية )، وكان معاصراً للقديس مقاريوس الكبير ، أب الرهبان ، بركة صلواته تكون معنا ، أمين .
+ ونتعلم منه المحبة الباذلة والإتضاع العجيب ، والجهاد من أجل ربح النفوس ، والحكمة العملية ، والصمت الإيجابى ، والقدوة الصالحة .
+ ومن دروس اليوم أيضاً ، أنه ينبغى أن يكون فعل الخير للغير ( العمل الصالح ) بمحبة وباتضاع وفى الخفاء وبسخاء وبنية حسنة ، وبفرح وبتطوع وليس بالغصب ، أو من أجل مجد باطل ( مديح الناس ) ، أو من أجل مقابل مادى أو أدبى !!.
+ وظهر عمل المسيح على الصليب بمحبة كاملة وتضحية لا حدود لها ، حسب وعده " أحببتكم ، يقول الرب " ( مل 1 : 2 ) .
+وتظهر تلك المحبة الحقيقية ، فى الدماء التى نزفت من جنبه المطعون بالحربة ، تعلن الغفران والإحسان لبنى الإنسان ، بالخلاص التام من عذاب جهنم بالدم ،كما قررته كل الأديان .
+ إذا ما دخلت المحبة فى توبة الخاطئ ، جعلت الدموع تعبيراً عن الندم ، وأحب الإنسان الإعتراف ، مع الندم على جرح قلب الرب الحنون والمحب .
+ وإذا دخلت المحبة فى التناول .. التهب القلب شوقاً ، منتظراً موعد الوليمة المقدسة القادم ، فيأكل بحب ، ويشرب بحب ، ويشكر ويسبح الرب بكل حب ، ويكرس حياته كلها للرب .
+ وإذا دخلت المحبة فى الصوم ، تتسامى النفس عن الشهوات ، وينهض الجسد من كسله ، وترتفع الصلوات كبخور ، فالصوم بمحبة يصاحبه صلاة بشوق ، ويصبح القلب مذبحاً – داخلياً- لتقديم الشكر الدائم ، على الشبع الروحى والجسدى .
+ وإذا ما دخلت المحبة فى العطاء ، صار بلا حساب ، ولتقاسمت الأسر العشاء الواحد ، فيصير العطاء سهلاً ، والأختزان والبخل قتلاً وظلماً للمسكين ، الذى بلا معين .
+ وإذا ما دخلت المحبة فى الخدمة ، تصير الكنيسة جنة على الأرض ، ويجتمع فيها المؤمنون برباط المحبة المتين ، الذى لا ينقطع بسهولة ، وتكون الكرازة شهادة حية وعملية ، لتنفيذ كتاب الله بحب ، وليس بالغصب ، او لسبب الخوف من عقاب ، وتفرح النفوس المحبة بلقاء الرب والشعب ، فى ود وهناء وحب .
+ وإذا ما دخلت المحبة فى التعامل اليومى ، ساد اللطف والعطف والرحمة والسماح والصفح ، وطول الأناة ، والبعد عن الظنون ، وزاد العطاء ، وكثرت الصلوات من أجل الضعفاء ، والأعداء والمسيئين الينا ، وتم غض النظر عن عيوب الخطاة المساكين ( مرضى الروح ) .
+ فلنطلب من الرب المحب ، أن يسدنا ويعضدنا ، لكى نسير بالحب فى العبادة ، وفى الخدمة ، وفى التعامل اليومى مع الناس ، ومع كل نفس تعانى من الألم فى هذا العالم .
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووول