صدمت السيارة هذا الشاب حديث الزواج،فسقط و بدأت دماؤة تنزف بغزارة
حتى شعر المارة انة قد مات، فغطوة بأوراق الجرائد، و لكن سمح الله فى تلك اللحظة بمرور طبيب، و عندما كشف علية ، أعلن أن قلبة ما زال ينبض، فنقلوة بسرعة إلى أقرب مستشفى وهو مستشفى شبرا العام0
و فى المستشفى ، بعد التحقق من شخصيتة تم إستدعاء أهلة ووالدة الكاهن، الذين قرروا نقلة بمشورة الأطباء ألقصر العينى فى القسم الفرنسى لوجود إمكانيات أكبر هناك0 و كان فى غيبوبة كاملة و وضعوة على جهاز التنفس الصناعى و عملوا لة الاستقافات اللازمة و لكن الغيبوبة استمرت0
ارتفعت الصلوات الكثيرة من اجلة، و بدأ الأقارب و الأحباء يطلبون صلوات القديسين و خاصة الشهيد مارجرجس ، الذى اهتمت راهبات ديرة برفع الصلوات من أجل هذا الشاب0
مرت الاسابيع و الشاب على الجهاز التنفس الصناعى و قد صارح الاطباء والدة بأنة من الناحية العلمية ، مادام قد مر علية سبعة أيام فى غيبوبة و لم يتنبة ، فهو بعد ميتاً ، لذا لا داعى لكثرة المصاريف ، اما الأب و كل الأقارب فقرروا مواصلة الصلوات، ثقة فى الله و شفاعة القديسين0
و فى أحد الأيام أسرع أحد الأطباء و أخبر أقاربة بأن الشاب قد فارق الحياة ، أما الأهل فاستمرت صلواتهم مرفوعة و دموعهم تنساب من أجلة ، و العجيب أنة بعد سبع دقائق عاد للحياة مرة أخرى و هنا قال الأطباء:
ننا لم نر مثل هذا ، فهو غريب عن كل ما درسناة فى الكتب0
استمرت الصلوات و طلب صلوات الكثيرين ، و فى دير ماجرجس للراهبات ، قالت إحدى الراهبات عندما سألوها أن تصلى من أجلة: إن مارجرجس سينخسة و يقيمة فى عيدة يوم 16 نوفمبر0
و عندما سألو أحد الرهبان أن يصلى لأجلة قال: هو لسة ما فاقش! أنا بعت لة الملاك ميخائيل ، حاضر هقولة لة تانى0
بعد مرور ثمانية و أربعون يوما فى الغيبوبة ، انتبة الشاب و عاد للحياة و كان ذلك يوم عيد مارجرجس، و ساد الفرح و الدهشة قلوب كل المحيطين بة0
عندما سألوة كيف أفاق و بماذا شعر قال:
أن شخصاً راكباً على حصان اقترب منى و جعل حصانة يرفسنى و نخسنى بحربتة، فأنتبهت و علمت من منظرة أنة الشهيد العظيم مارجرجس، و وجدت شخصاً أخر يمد يدة و يرتب على كتفى فشعرت بحنانة و بقوة تسندنى ، فتشدد جسدى و انتبهت تماما و سألتة : من أنت
فقال لى: أن الملاك ميخائيل
فتعجب السامعون لقوة الشفاعة التى تمت بهدة التفاصيل كما طلب المصلون، العجيب أن هذة الغيبوبة التى مر بها الشاب هى أفضل ما حدث لهذا الشاب، إذ أنة ان قد أصيب بكسر فى الجمجمة و ارتشاح فىالمخ و كسر فى الضلوع، مما يسبب ألاما شديدة تفوق الاحتمال، فسمح الله ان يكون فى غيبوبة لمدة ثمانية و أربعين يوما ، متخطياً بذلك كل ما يعرفة الطب حتى لا يتألم الشاب0
و هكذا تعافى هذا الشاب و عاد لحياتة ، لينعم ليس فقط بالصحة الجسدية و لكن بحياة روحية أعمق ، إذ شعر أن حياتة الجديدة هى قيامة من الموت، و انة ينبغى أن تكون لله كلها، فهو الذى وهبها لة بشفاعة قديسيةو قد ذادت بالطبع علاقتة بالقديسين و ثقتة فى شفاعتهم0
ثابر فى صلواتك و ثق أن قوة الله التى تفوق النطق و الطب، تستطيع أن تقهر المستحيل ليس فقط فى حالات المرض بل أيضاً فى جميع المشاكل و الضيقات ، و اعلم أن القديسين قريبون منا جداً و يرسلهم الله لنجدتنا ، و كثيراً ما يعلنون أيضاَ عن انفسهم لنتعرف عليهم و تزداد علاقتنا بهم و تشفعنا وارتباطنا و تمجيدنا لهم0
منقوول من كتاب تدبير فاق العقول
[b]