ما هي أهمية سر التوبة والإعتراف؟ وهل هو لازم للخلاص؟
الإجابة:
اسس الرب هذا السر قديما والاعتراف Confession له شروطه بان الانسان يعترف في قرارة نفسه بالخطا ويعترف امام الله وامام من اخطا في حقه وان يعترف امام الاب الكاهن الذي اخذ سلطان الحل والربط من الرب كما ورد في إنجيل متى 16: 19 وفي نفس الوقت يقطع كل روابط الخطيه ومسبباتها كي لا يرجع اليها معتمدا علي نعمة الرب الاله!
* سر الاعتراف في العهد القديم
توبه الاسرائيليين: (قض10: 15و16) "فقال بنو اسرائيل للرب اخطانا فافعل بنا كل ما يحسن في عينيك انما انقذنا هذا اليوم وازالوا الالهة الغريبة من وسطهم وعبدوا الرب فضاقت نفسه بسبب مشقة اسرائيل" وايضا "وانفصل نسل اسرائيل من جميع بني الغرباء ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب ابائهم" (نح9: 2).
توبة منسي الملك: (2مل23: 12و13)
في الشريعه امر الرب بالاعتراف بالخطيه وكيفيه تقديم ذبيحه لغفران الخطايا "فان كان يذنب في شيء من هذه يقر بما قد اخطا به وياتي الى الرب بذبيحة لاثمه عن خطيته التي اخطا بها انثى من الاغنام نعجة او عنزا من المعز ذبيحة خطية فيكفر عنه الكاهن من خطيته" (لا5:5-6) وايضا "اذا اخطا احد وعمل واحدة من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها ولم يعلم كان مذنبا وحمل ذنبه فياتي بكبش صحيح من الغنم بتقويمك ذبيحة اثم الى الكاهن فيكفر عنه الكاهن من سهوه الذي سها وهو لا يعلم فيصفح عنه انه ذبيحة اثم قد اثم اثما الى الرب" (عد5:17). وايضا "ويضع هرون يديه على راس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني اسرائيل وكل سيئاتهم مع كل خطاياهم ويجعلها على راس التيس ويرسله بيد من يلاقيه الى البرية ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم الى ارض مقفرة فيطلق التيس في البرية ثم يدخل هرون الى خيمة الاجتماع ويخلع ثياب الكتان التي لبسها عند دخوله الى القدس ويضعها هناك ويرحض جسده بماء في مكان مقدس ثم يلبس ثيابه ويخرج ويعمل محرقته ومحرقة الشعب ويكفر عن نفسه وعن الشعب" (لا 16: 21).
اعترف عاخان بن كرمه بخطيئته "فقال يشوع لعخان يا ابني اعط الان مجدا للرب اله اسرائيل واعترف له واخبرني الان ماذا عملت لا تخف عني فاجاب عخان يشوع وقال حقا اني قد اخطات الى الرب اله اسرائيل وصنعت كذا وكذا".
اعتراف شاول الملك لصموئيل النبي قائلا "اخطات لاني تعديت قول الرب وكلامك لاني خفت من الشعب وسمعت لصوتهم والان فاغفر خطيتي وارجع معي فاسجد للرب.... قد اخطات والان فاكرمني امام شيوخ شعبي وامام اسرائيل وارجع معي فاسجد للرب الهك فرجع صموئيل وراء شاول وسجد شاول للرب" (1صم15: 24-31) وكان لصموئيل سلطان الحل من الخطايا.
اعتراف داود النبي والملك لناثان النبي واعطي داود الحل من الخطيه "فقال داود لناثان قد اخطات الى الرب فقال ناثان لداود الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت" (2صم12: 13و15) فمنذ العهد القديم نجد ان الكاهن هو الشخص الوحيد الذي سلطان مغفرة الخطايا "لان شفتي الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لانه رسول رب الجنود" (ملا2: 7).
في الصلوات كانوا الانبياء يعترفوا للرب بخطيتهم فداود اعترف قائلا "اعترف لك بخطيتي ولا اكتم اثمي قلت اعترف للرب بذنبي وانت رفعت اثام خطيتي" (مز32: 5) وفي المزمور (51) قال "ارحمني يا الله حسب رحمتك حسب كثرة رافتك امح معاصي اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني لاني عارف بمعاصي وخطيتي امامي دائما اليك وحدك اخطات والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتغلب في قضائك هانذا بالاثم صورت وبالخطية حبلت بي امي... استر وجهك عن خطاياي وامح كل اثامي" ودانيال في صلواته "وبينما انا اتكلم واصلي واعترف بخطيتي وخطية شعبي اسرائيل واطرح تضرعي امام الرب الهي عن جبل قدس الهي" (دانيال بالتتمة 9: 20) وايضا "وصليت الى الرب الهي واعترفت وقلت ايها الرب الاله العظيم المهوب حافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه اخطانا واثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن احكامك" (دا 9:4 ).
صلاه عزرا: "فلما صلى عزرا واعترف وهو باك وساقط امام بيت الله اجتمع اليه من اسرائيل جماعة كثيرة جدا من الرجال والنساء والاولاد لان الشعب بكى بكاء عظيما... فاعترفوا الان للرب اله ابائكم واعملوا مرضاته وانفصلوا عن شعوب الارض وعن النساء الغريبة" (عز10: 1-11).
* سر الاعتراف في العهد الجديد
تسليم سلطان الحل والمغفره للتلاميذ والرسل جلي وواضح في العهد الجديد وقال الرب لبطرس الرسول "انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها واعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات" (مت 16: 19).
وكرر الرب هذا الوعد للتلاميذ "الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء" (مت18: 18).
وكرر الرب الوعد ايضا بعد قيامته " ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه امسكت" (يو20: 21-23).
كان كل الذين يؤمنون بالكلمة كانوا يعترفون بخطاياهم للرسل وليوحنا المعمدان "واعتمدوا منه في الاردن معترفين بخطاياهم" (مت3: 6) وايضا "وكان كثيرون من الذين امنوا ياتون مقرين ومخبرين بافعالهم و كان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها امام الجميع وحسبوا اثمانها فوجدوها خمسين الفا من الفضة هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة" (اع19:18).
وصيه يعقوب الرسول بالاعتراف بالزلات وقال "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لاجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها" (يع5: 16) ويوحنا الانجيلي قال"ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم" (يوحنا الأولى 1: 9).
تسليم السر ليس فقط للحل بل ايضا للربط في الخطية الي الابد وهكذا ربط القديس بطرس الرسول سيمون الساحر وايضا حله من خطيته عندما اعترف بذنبه اليه "فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الامر لان قلبك ليس مستقيما امام الله فتب من شرك هذا واطلب الى الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك لاني اراك في مرارة المر ورباط الظلم فاجاب سيمون وقال اطلبا انتما الى الرب من اجلي لكي لا ياتي علي شيء مما ذكرتما" (اع 8:21-23).
ربط القديس بولس الرسول الزاني الذي في مدينة كورنثوس وعند احساسه بالحسره والاسي غفر له خطيته حتي لايفقد الامل في التوبه ودعا الاخوة ان يقبلوه معهم في شركتهم مرة اخري وقد ذكر الرسول بولس ذلك في رسالته الثانية الي اهل كورنثوس (2: 5) "لكن ان كان احد قد احزن فانه لم يحزني بل احزن جميعكم بعض الحزن لكي لا اثقل مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الاكثرين حتى تكونوا بالعكس تسامحونه بالحري وتعزونه لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط لذلك اطلب ان تمكنوا له المحبة لاني لهذا كتبت لكي اعرف تزكيتكم هل انتم طائعون في كل شيء والذي تسامحونه بشيء فانا ايضا لاني انا ما سامحت به ان كنت قد سامحت بشيء فمن اجلكم بحضرة المسيح لئلا يطمع فينا الشيطان لاننا لا نجهل افكاره" لذا فان هذا السر قد اعطاه الرب الي الكهنه وهذا السر الدائم يظل لمغفرة الخطايا "واما هذا فمن اجل انه يبقى الى الابد له كهنوت لا يزول فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" (عب7:25) فلا نخف اذا عندما نسقط في خطيه ما فالرب هو الذي يكمل ضعفنا ويعيننا الي ان نصل الي الكمال والقداسه به "يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا وان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايض" (1يو2:1)