ما زلت عطشاً واشعر بالفراع ما الحل؟
إن مياه العالم (أي ملذاته وشهواته) مهما شرب منها الإنسان فلن ترويه، بل ستزيده عطشًا، وذلك لعدة أسباب؛ فهي:
أولاً: مياه مسروقة. فمهما زيَّن الشيطان بضاعته وحلاّها، ومهما جمَّل دعوته وعلاّها، ومهما لوَّن سمومه وأخفاها، خادعًا الجهال وناقصي الفهم قائلاً لهم إن "المياه المسروقة حلوة، وخبز الخفية لذيذ"، تظل الحقيقة
"أن الأخيلة (أشباح الموتى) هناك، وأن في أعماق الهاوية ضيوفها" ( أم 9: 17 ).
ثانيا: مياه متسربة. "ابهتي أيتها السماوات من هذا، واقشعري، وتحيري جدًا، يقول الرب؛ لأن شعبي عمل شرين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آبارًا آبارًا مشققة لا تضبط ماء" ( إر 2: 12 ، 13). لذلك قال داود: "تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر" ( مز 16: 4 ). وهو ما قرره رب داود لهذه المرأة إذ قال لها:
" كل مَنْ يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا "( يو 4: 13 ).
ثالثًا: مياه مُرة. إنها تُشبه المياه التي لم يقدر الشعب أن يشرب منها في مارة، لأنها مُرّة ( خر 15: 23 ). قد تبدو الشهوة جذابة وحلوة في بدايتها،
"لكن عاقبتها مُرة كالأفسنتين" ( أم 5: 3 ، 4).
رابعا: مياه مُكلِّفة. إن فعل الخطية، رغم أنه مُدمر، إلا إنه مكلِّف أيضًا. زرت مرة بعض المساجين، كانوا على وشك الخروج والإفراج عنهم بعد انتهاء مدة حبسهم، فتحدثنا عن الدروس المُستفادة من السجن. قال أحدهم: "الكحوليات أفقدتني كبدي"، وقال آخر: "التدخين أذى لي صدري"، وقال ثالث: "بسبب الزنا افتقرت، وبعت البيت، ودخلت السجن، ولحق بي العار". فالخطية مكلفة جدًا لذلك يقول الكتاب:
"لماذا تزنون فضة لغير خبز؟ وتعبكم لغير شبع؟" ( إش 55: 2 ).
خامسًا: البئر عميقة. ( يو 4: 11 ). فالنفس البشرية عميقة كالبحر "وكل الأنهار تجري إلى البحر، والبحر ليس بملآن ... العين لا تشبع من النظر والأذن لا تمتلئ من السمع" ( جا 1: 7 ، 8). كتب بليونير يقول:
"لديَّ كل ما يجعلني سعيدًا، من مال وثروة، وجاه وشهرة، لكنني بائس".
عزيزي .. يا مَن تبحث عن السعادة ولا تجد، إن المسيح يبحث عنك ويريد أن يملأ آنيتك بالسعادة الحقيقية والفرح العميق.