ياسون وإضافة الغرباء
رجالاً أشرارًا ... قاموا على بيت ياسون ... صارخين. إن هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا إلى ههنا أيضًا. وقد قبلهم ياسون ( أع 17: 5 - 7)
كان ياسون من مؤمني تسالونيكي، واحدًا من الذين رجعوا إلى الله من الأوثان ليعبدوا الله الحي الحقيقي وينتظروا ابنه من السماء ( 1تس 1: 9 ، 10). وكواحد من كنيسة تسالونيكي، لا شك أنه عرف عن الاضطهاد المرير الذي حدث عقب كرازة الرسول بولس هناك ( أع 17: 1 - 9؛ 1تس3: 3، 4). والاضطهاد هو الذي يكشف كل ما هو غير حقيقي وكل ما هو غير ثابت ( مت 13: 20 ، 21)، ولكن الاضطهاد أيضًا يُظهر بأكثر لمعان ذهب الإيمان النقي ( 1بط 1: 6 ، 7). وهذا ما حدث مع ياسون.
لقد فُتحت أبواب بيت ياسون لإضافة الرسول ومَن معه في تسالونيكي، بالرغم من أنه حُسب، عندما قبل بولس في بيته، أنه يعمل ضد أحكام قيصر، وهذا أتى به إلى تصادم مع الفكر اليهودي والأممي على السواء ( أع 17: 1 - 9).
لقد كان ياسون «مُضيفًا للغرباء». وإضافة الغرباء هي إحدى الفضائل المسيحية الجميلة، وعليها يحرضنا الكتاب المقدس وباستمرار. فالترحاب السخي بإخوتنا مع شمولهم بالعناية وكرم الضيافة، يُعتبر مجد البيت المسيحي وزهرة الحياة العائلية. إنه تطبيق وتزيين لتعليم مخلصنا الله. ورسائل العهد الجديد التي تشرح وتفصِّل نعمة الله العجيبة، تحض على ممارسة كرم الضيافة كأمر حيوي من أمور المسيحية العملية ( رو 12: 13 ؛ 1تي3: 2؛ تي1: 8؛ 1كو16: 15؛ رو16: 23). وليس معنى الكرم أن نُظهره فقط لمَن نعرفهم ونحبهم، بل للغرباء أيضًا ( عب 13: 2 ؛ 3يو5).
وكرم الضيافة لا يرتبط بيُسر الحال، بقدر ما يرتبط بحالة قلب شبعان بالرب، وفي روح المحبة يهتم بما للآخرين ويتذكَّر إعوازهم. وإنه لشرف عظيم أن نشارك الله أبانا في عواطف قلبه من نحو إخوتنا. وكم نخسر كثيرًا بسبب الأبواب المُغلقة والأحشاء المُغلقة. وكم حُرمت بيوتنا وأولادنا من أفراح الشركة والولائم المَحبيّة، والالتقاط من كلمة الله من بين الأحاديث، والانتعاش بالمحبة الأخوية.
فيا ليتنا نهتم بدوام المحبة الأخوية التي تُظهر نفسها عمليًا في إضافة الأخوة الغرباء كما فعل ياسون في تسالونيكي إذ «قد قبلهم ياسون» ( أع 17: 7 ).