فقير بين الفقراء
فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره ( 2كو 8: 9 )
كان سيدنا فقيراً. ولد فقيراً ومات مع زمرة الفقراء، محروماً من كل شيء. فإذا ما كلمتنا الكلمة عن المسكين والفقير ( مز 41: 1 ؛ ي2: 6) ألا ترتسم أمامنا صورة ربنا "المسكين ... منذ صباه"؟
وإنجيل لوقا يبين لنا بصفة خاصة فقره المتناهي، فهو الإنجيل الوحيد الذي يذكر أن أمه أضجعته في مذود، لأنه لم يكن لأبويه موضع في المنزل. هناك في مكان كريه الرائحة تناثرت فيه الأوساخ، بدأ ربنا العزيز المبارك، الذي نزل من السماء، حياته على الأرض، بلا صورة ولا جمال. هناك قمطته أمه بنفسها كما يُقمط أفقر طفل. ومن أين لها أن تأتي له بغطاء جديد؟ ولم يُعلن خبر مولده إلا لرعاة فقراء مثله يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. هؤلاء فقط عرفوه كالمخلص، المسيح الرب، وملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم وظهر جمهور من الجُند السماوي مسبحين الله. إن صورة ربنا في تنازله العجيب كافية لإطلاق الألسنة بالتسبيح والتعظيم. فلنرنم نحن أيضاً ولنسبح من القلب لأن الذي تنازل إلى هذا الحد قد تنازل لخلاصنا من عارنا وذلنا.
وإذ ولد تحت الناموس، صعد به أبواه حسب الناموس ليقدموه للرب في أورشليم ومعه ذبيحة حسب الناموس، وكانت الذبيحة زوج يمام أو فرخي حمام، ذبيحة الفقراء الذين لم تَنَل يدهم كفاية لشاة أو حَمَل.
وفي الناصرة ـ القرية المُحتقرة ـ قضى زمان صباه. وقد دُعيَ نجاراً إما لأنه كان يُعتبر ابن يوسف النجار وإما لأنه اشتغل بهذه الحرفة. وفي الوقت المعيَّن من الله ابتدأ خدمته الإلهية، فكان يجول يصنع خيراً ويسير من مكان إلى مكان محوطاً بالجماهير ـ بالخطاة المساكين والمرضى والمجانين والبؤساء التعساء المُحتقرين معه من كبار الأمة ورؤساء الشعب. كان من السهل على كل فرد أن يقترب إليه، وهو لم ينتهر أحداً قط، بل على العكس قال "تعالوا إليَّ ..." ودعا "المساكين ... الجدع والعرج". وفي النبوة قال عنه إشعياء "روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب ...".
"أما اختار الله فقراء العالم؟" ( يع 2: 5 ). إن الكلمة كلها تحدثنا عن مكانة الفقراء المساكين في فكر الله، والله في محبته ونعمته أرسل ابنه بينهم فقيراً مثلهم[b]
فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره ( 2كو 8: 9 )
كان سيدنا فقيراً. ولد فقيراً ومات مع زمرة الفقراء، محروماً من كل شيء. فإذا ما كلمتنا الكلمة عن المسكين والفقير ( مز 41: 1 ؛ ي2: 6) ألا ترتسم أمامنا صورة ربنا "المسكين ... منذ صباه"؟
وإنجيل لوقا يبين لنا بصفة خاصة فقره المتناهي، فهو الإنجيل الوحيد الذي يذكر أن أمه أضجعته في مذود، لأنه لم يكن لأبويه موضع في المنزل. هناك في مكان كريه الرائحة تناثرت فيه الأوساخ، بدأ ربنا العزيز المبارك، الذي نزل من السماء، حياته على الأرض، بلا صورة ولا جمال. هناك قمطته أمه بنفسها كما يُقمط أفقر طفل. ومن أين لها أن تأتي له بغطاء جديد؟ ولم يُعلن خبر مولده إلا لرعاة فقراء مثله يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. هؤلاء فقط عرفوه كالمخلص، المسيح الرب، وملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم وظهر جمهور من الجُند السماوي مسبحين الله. إن صورة ربنا في تنازله العجيب كافية لإطلاق الألسنة بالتسبيح والتعظيم. فلنرنم نحن أيضاً ولنسبح من القلب لأن الذي تنازل إلى هذا الحد قد تنازل لخلاصنا من عارنا وذلنا.
وإذ ولد تحت الناموس، صعد به أبواه حسب الناموس ليقدموه للرب في أورشليم ومعه ذبيحة حسب الناموس، وكانت الذبيحة زوج يمام أو فرخي حمام، ذبيحة الفقراء الذين لم تَنَل يدهم كفاية لشاة أو حَمَل.
وفي الناصرة ـ القرية المُحتقرة ـ قضى زمان صباه. وقد دُعيَ نجاراً إما لأنه كان يُعتبر ابن يوسف النجار وإما لأنه اشتغل بهذه الحرفة. وفي الوقت المعيَّن من الله ابتدأ خدمته الإلهية، فكان يجول يصنع خيراً ويسير من مكان إلى مكان محوطاً بالجماهير ـ بالخطاة المساكين والمرضى والمجانين والبؤساء التعساء المُحتقرين معه من كبار الأمة ورؤساء الشعب. كان من السهل على كل فرد أن يقترب إليه، وهو لم ينتهر أحداً قط، بل على العكس قال "تعالوا إليَّ ..." ودعا "المساكين ... الجدع والعرج". وفي النبوة قال عنه إشعياء "روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب ...".
"أما اختار الله فقراء العالم؟" ( يع 2: 5 ). إن الكلمة كلها تحدثنا عن مكانة الفقراء المساكين في فكر الله، والله في محبته ونعمته أرسل ابنه بينهم فقيراً مثلهم[b]