[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقع الدير الابيض بالقرب من سوهاج ويبعد عنها بحوالى 4,5 كيلوميتر وقد ظل هذا الدير قائماً بفضل بناؤه من الحجر الجيرى وقد أخذت أحجاره من معابد الفراعنة المنهدمة بعد إنتهاء الوثنية من أرض مصر .
وكان هناك دير يسمى الدير الأحمر قريباً من هذا الدير وقد أنشأ هذا الدير الأنبا بيجول , وقد بنى هذا الدير ليستوعب أعداد الرهبان الذى تزايدت بعد إنتشار الرهبينة وأصبح الأنبا أنطونيوس أبو الرهبنة فى العالم , وكثر طالبى هذا الطريق وانضم إلى الرهبنة هناك 4 ألاف راهب وراهبة .
ويغطى هذا الدير مساحة 12,800 فدان وتحتوى على كنائس وعدة مبانى ملحقة والمبانى الملحقة خاصة بالخدمات فهناك مطابخ ومخازن وحجرات ليقيم فيها الرهبان ( قلاقلى ) وما زالت هذه القلالى موجوده تشهد بعظمة المسيحية فى هذا العصر فى شمال وغرب وجنوب الكنيسة , وكان فى العصور القديمة كان هناك كنيسة للعذراء مريم مع كنيسة القديس أنطونيوس , وكان هذا الدير نشط ملئ بالرهبان حتى القرن الثامن الميلادى , ونحن نعرف أن الضرائب الباهظة من المحتلين فى مختلف العصور وعدم وجود قيادة روحية قوية أدى إلى هبوط فى عدد الرهبان حتى أصبح فى حكم الأديرة الغير عامرة
ويقول بعض المؤرخين أنه فى القرن 11 والقرن 12 نجد أن هذا الدير قد أقام فيه رهبان أرمن ( الكنيسة الملكية ) من وجود رسومات بيزنطية فى الكنيسة ولكن هذه المقولة لا تثبت تواجد رهبان أرمن لأن غالبية الكنائس القبطية تأتى برسامين يرسمون على جدرانها بغض النظر عن الإتجاه الفنى للفنان وستجد كثير من الصور البيزنطية فى كنائسنا حتى هذا اليوم
وإبتدأ يعمر ما بين 1202 إلى 1259 م وقال أبو المكارم
وفى 1672 م زاره الرحالة وانسلبين Wansleben وفى سنة 1737 زاره بوكوك Pococke الإثنين وصفوا كنيسة القديسة هيلانه أم الإمبراطور قنسطنطين .
وفى سنة 1798 رآه الرحالة الفرنسى دينون Denon بعد أيام من هدمه بواسطة المماليك
وفى القرن الثامن عشر سقطت زاوية الجنوب الغربى من الكنيسة التى كانت متماسكة وقد رممت هذه الكنيسة فى عصر عفواً هذا مخالف لقوانين المنتدىعفواً هذا مخالف لقوانين المنتدىعفواً هذا مخالف لقوانين المنتدىعفواً هذا مخالف لقوانين المنتدى على .
فى سنة 1833 م روبرت كورزون Robert Curzon ترك لنا وصف لهذا الدير
وفى سنة 1893 م فيرجسون Fergusson رسم خريطة للدير تفصيلية
فى سنة 1900 م كانت هناك دراسات عن الأديرة وممن ساهم فيها و . دى . بوك W. de Bock سنة 1901م - سى . أر . بيرس C.R. Peers فى سنة 1904 م - و . إم . إف بيترى W.M.F. Petrie سنة 1907 م - إس . كلارك S. Clarke & مونيرات .دى فيلارت Monneret de Villard سنة 1912
***********************
جبل أدريبة في بحوره العجيبة وجولة من الوحي المصري مع دير القديس الأنبا شنوده
09/11/2006 م سوهاج – نادر شكرى
يقع دير القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين والمعروف بالدير الأبيض غرب مدينة سوهاج بحوالي 6 كم عند نهاية الأرض الزراعية على حافة صحراء جبل أدربية المجاور للدير حيث كانت توجد مدينة أدربية منذ العصور الفرعونية الأولى.
ويرجع تسميه الدير بالدير الأبيض لأنه مشيد بالحجر الجيري الأبيض وتمييزاً له عن الدير الأحمر وهو دير الأنبا بيشاي الذي يبعد عنه شمالاً بنحو 2 كم ومشيد بالطوب الأحمر.
وقد أنشئ الدير مع بداية انتشار الرهبنة القبطية في صعيد مصر بعد تأسيس نظام الرهبانية بواسطة القديس الأنبا باخوميوس وذلك نحو القرن الرابع الميلادي ويرجع تاريخياً ومعمارياً أن الدير الأبيض شيد على أنقاض أحد المعابد الفرعونية القديمة بيد الرهبان الباخوميين وكان صغيراً ويتسع لعشرات الرهبان والنساك ويذكر تاريخ القديس الأنبا شنوده أنه تسلم رئاسة الدير بعد نياحة خاله الأنبا بيجول وبه ثلاثون راهباً فقط.
وتشير بعض المصادر أن الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير (323- 337) قد ساهمت في بناء هذا الدير الصغير مثل بقية الأديرة المصرية التي اهتمت بعمارتها.
وعندما تولى القديس الأنبا شنوده رئاسة الدير الأبيض عام 383م اهتم بتوسيع المباني الخاصة بالرهبان مع إضافة المباني الكثيرة نظراً لزيادة عدد الرهبان حيث بلغ عددهم 2200 راهباً كما شيد القديس العديد من المنشآت الملحقة بالدير إلى جانب كنيسة الدير العظيمة التي أسسها بنفسه حوالي عام 441م حيث ظهر له رب المجد من أجل بناء هذه البيعة المقدسة ويذكر المؤرخ أبو المكارم أن كنيسة الدير حبه تتسع لآلاف المصلين وهذا أمر حقيقي لأنه معروف تاريخياً أن القديس الأنبا شنوده كانت له مبادرة فتح أبواب ديره وكنيسته للشعب المصري في عشية السبت والقداس الإلهي صباح الأحد لسماع عظاته وخطبته وكان عدد الحاضرين إليه يقدر بالألوف ومن يرى أثار الكنيسة اليوم ومدى ضخامتها يتأكد من اتساع المباني والدير ليستقبل هذه الجماهير والأعداد الهائلة من الرهبان.
ويذكر المقريزي أن مساحة الدير في عصوره الأولى كانت تقدر بنحو خمسة أفدنة إلا ربع ويقول أبو المكارم أنه كان للدير حصن ويحوط به مع الدير سور كبير يضم بين جدرانه حديقة بها مختلف الأشجار والفواكه.
ومنذ القرن السابع الميلادي تعرض الدير الأبيض إلى العديد من الهجمات والتخريب تضاءل على أثره عدد الآباء الرهبان فيه.
وفي منتصف القرن الثامن الميلادي كانت هناك محاولة اعتداء على الصندوق الذي يحوي جسد القديس الأنبا شنوده بواسطة أحد أصدقاء والي مصر القاسم بن عبد الله وفي بداية عهد الدولة الأيوبية بمصر (القرن الثاني عشر) اعتدى شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي على الدير وكسر صندوق جسد القديس الذي أخفاه في أرض خربة ولكن الآباء الرهبان الموجودين بالدير في ذلك الوقت حرصوا على حفظ جسد القديس أسفل الهيكل الأوسط وكان الدير لم يخرب بعد.
ثم يأتي زلزال في هذه المنطقة في القرن الثالث عشر تصدعت على إثره بعض المباني وسقط سقف الهيكل مما أدى إلى ضرورة إجراء بعض الترميمات التي غيرت من شكل الدير نوعاً ما.
ونعتقد أن الدير تعرض للتخريب في عهد دولة المماليك حيث يذكر المقريزي الذي عاش في القرن الخامس عشر ومعاصراً لهذه الدولة "إن الدير قد خرب ولم يبق فيه سوى الكنيسة ولا توجد به رهبان "بمعنى أن الرهبان قد هاجروا الدير وتركوه خرباً وخالياً ولا شك أن الرهبان لا يفعلون أو يضطروا إلى ذلك إلا إذا تعرض ديرهم إلى هجمات شرسة ووحشية أرغمتهم على ذلك.
وأثناء الحروب الطاحنة بين المماليك والفرنسيين في القرن الثامن عشر حيث بدأت الحملة الفرنسية على مصر عام 1789م تعرض الدير الأبيض إلى مزيد من التخريب ولم يبق من مبانيه إلا الهياكل وبعض الآثار القليلة حيث أن المباني الخاصة بالرهبان وصالة المحاضرات والمستشفي والمائدة والمطبخ والفرن ومخزن الخبز والمصانع وبقية المخازن قد اندثرت مع مرور الزمان.
وفي التاريخ المعاصر أيضاً تعرض دير الأنبا شنوده إلى انتهاك الأماكن المقدسة به وأثاره العظيمة فبين بداخل صحن الكنيسة بيوتاً للأباء الكهنة الذين يخدمون خناك وهذه المباني شوهت الصورة الأثرية الباقية من هذا الدير العظيم.
يذكر أن ميلاد القديس الأنبا شنوده كان ميلاداً تاريخياً إذ أعلنت الرؤى والأحلام والنبوات عن مولده فقد ظهرت القديسة مريم العذراء لوالدته وأخبرتها بميلاده كما ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للبابا القديس أثناسيوس الرسولي وأعلن له ان طفلاً سيولد بعد قليل ويسمى شنوده وأنه سيكافح المبتدعين والهراطقة ويهزمهم كما تنبأ أحد المتوحدين بميلاده عندما قال لوالدته سيبارك الله ثمره بطنك ويعطيك ابناً يفوح اسمه كالعنبر في أرجاء المسكونة.
ولد الطفل شنوده في جزيرة شندويل التابعة لمحافظة سوهاج عام 333م وعلماه والداه التعاليم المسيحية وأسرار الحياة الروحية لكي ينمو في النعمة والتقوى حتى أنه لم يكن قد بلغ التاسعة من عمره بعد وقد اعتاد حياة الصلاة والصوم.
أخذه أبوه إلى خاله القديس بيجول رئيس الدير الأحمر ليباركه وهناك مكث الطفل شنوده وظهر خلالها ملاك الرب للقديس بيجول في حلم ودعاه لتكريس شنوده راهباً وأن اسكيم رهبنته قد باركه السيد المسيح فقام ودعي شنوده راهباً.
عاش القديس شنوده حياته الرهبانية في جوهرها بالرب يسوع ومجاهداً في صلواته ونسكياته كما جاهد ضد الشياطين وانتصر عليهم بالنعمة الإلهية وصار قاهراً لهم وإذ أحب الوحدة والانفراد مع الله سمع صوت من السماء قائلاً "قد صار رئيساً للمتوحدين "وقد استحق أن يتقلد رئاسة الدير بعد نياحة خاله عام 383م إذ أجمع الرهبان على اختياره.
اهتم القديس الأنبا شنوده بالرهبنة فوضع القوانين والنظم في الحياة الرهبانية ربط فيها بين نظام العزلة ونظام الشركة الباخومي أيضاً كتابة التعهد لطالبي الرهبنة بالالتزام الدقيق بأسس الرهبنة الثلاثة والقوانين الرهبانية في الدير.
ومع ازدياد عدد الرهبان في المنطقة شيد الدير الأبيض واهتم القديس الأنبا شنوده به وبلغ عدد الرهبان في القرنين الرابع والخامس نحو خمسة آلاف راهباً.
اتسم الأنبا شنوده بالروحانية وشفافية الروح إذا عاش حياة مقدسة يقودها الروح القدس ويملأها الحب الإلهي المنسكب بفيض في قلبه ومن ثم عرف حياة الشبع الكامل بالله وسار بالروح من صعيد مصر إلى الوجه البحري ليلتقي والقديس بيجيمي السائح.
كان القديس الأنبا شنوده عالماً لاهوتياً فقام بتعليم الشعب أصول الإيمان الأرثوذكسي مفنداً تعليم نسطور الهرطوقي كذلك حارب الوثنية وعمل على اقتلاع جذور خرافاتها من مصر مثل السحر والتعاويذ وحطم العديد من الأصنام والمعابد التي يسكنها الشياطين.
ونذكر أيضاً أن الأنبا شنوده كان أديباً قبطياً فله العديد من العظات والمقالات والرسائل والأقوال تعبر عن عمق الدراسات والأفكار واللغة التي كانت له، وفي عام 1993م أوفد قداسة البابا نيافة الأنبا مرقس ونيافة الأنبا بطرس الأسقف العام إلى دير الأنبا شنوده لدراسة الوضع هناك والموقف في الدير ورفع تقريراً إلى قداسته الذي جاء فيه
1 - ضرورة إرسال مجموعة من الآباء الرهبان إلى هناك.
2- أن يكون هناك نائباً بابوياً أو أحد الأساقفة مسئولاً مباشراً أمام قداسته مع استمرار القمص باسليوس أمينا للدير.
3- إن المنطقة الملاصقة للجبل أو إحدى المزارع الحالية وهي بعيدة عن الآثار تصلح لتعميرها كدير يمكن توسيعه مستقبلاً.
وفي عام 1996 قدم القمص باسليوس استقالته لقداسة البابا بعد أن خدم عشر سنوات في الدير.
في شهر مايو من عام 19985م تسلم نيافة الأنبا يؤانس مسئولية الإشراف على دير القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين وقام بأول زيادة للدير
الأقباط متحدون ذهبت في جولة داخل الدير لتقدم لكم من خلال رؤية نعرضها في "الوحي المصري" والي تكشف لنا معالم وتراث هذا المكان الأثري الذي يتمتع بالعديد من المقتنيات القبطية ومنها الكنيسة الأثرية ومغارة الأنبا شنوده ونترككم لتعيشوا معنا هذه اللحظات الجميلة والتي يصحبنا فيها القمص الراهب ويصا الشنودي أمين الدير ونتمنى أن قدم لكم وقت سعيد ونترك لكم التعليق...
*************
المراجع:
- الزيارة الحية للدير
- كتاب تاريخ الأديرة في مصر
- الأيام المشهودة في دير الأنبا شنوده
يقع الدير الابيض بالقرب من سوهاج ويبعد عنها بحوالى 4,5 كيلوميتر وقد ظل هذا الدير قائماً بفضل بناؤه من الحجر الجيرى وقد أخذت أحجاره من معابد الفراعنة المنهدمة بعد إنتهاء الوثنية من أرض مصر .
وكان هناك دير يسمى الدير الأحمر قريباً من هذا الدير وقد أنشأ هذا الدير الأنبا بيجول , وقد بنى هذا الدير ليستوعب أعداد الرهبان الذى تزايدت بعد إنتشار الرهبينة وأصبح الأنبا أنطونيوس أبو الرهبنة فى العالم , وكثر طالبى هذا الطريق وانضم إلى الرهبنة هناك 4 ألاف راهب وراهبة .
ويغطى هذا الدير مساحة 12,800 فدان وتحتوى على كنائس وعدة مبانى ملحقة والمبانى الملحقة خاصة بالخدمات فهناك مطابخ ومخازن وحجرات ليقيم فيها الرهبان ( قلاقلى ) وما زالت هذه القلالى موجوده تشهد بعظمة المسيحية فى هذا العصر فى شمال وغرب وجنوب الكنيسة , وكان فى العصور القديمة كان هناك كنيسة للعذراء مريم مع كنيسة القديس أنطونيوس , وكان هذا الدير نشط ملئ بالرهبان حتى القرن الثامن الميلادى , ونحن نعرف أن الضرائب الباهظة من المحتلين فى مختلف العصور وعدم وجود قيادة روحية قوية أدى إلى هبوط فى عدد الرهبان حتى أصبح فى حكم الأديرة الغير عامرة
ويقول بعض المؤرخين أنه فى القرن 11 والقرن 12 نجد أن هذا الدير قد أقام فيه رهبان أرمن ( الكنيسة الملكية ) من وجود رسومات بيزنطية فى الكنيسة ولكن هذه المقولة لا تثبت تواجد رهبان أرمن لأن غالبية الكنائس القبطية تأتى برسامين يرسمون على جدرانها بغض النظر عن الإتجاه الفنى للفنان وستجد كثير من الصور البيزنطية فى كنائسنا حتى هذا اليوم
وإبتدأ يعمر ما بين 1202 إلى 1259 م وقال أبو المكارم
وفى 1672 م زاره الرحالة وانسلبين Wansleben وفى سنة 1737 زاره بوكوك Pococke الإثنين وصفوا كنيسة القديسة هيلانه أم الإمبراطور قنسطنطين .
وفى سنة 1798 رآه الرحالة الفرنسى دينون Denon بعد أيام من هدمه بواسطة المماليك
وفى القرن الثامن عشر سقطت زاوية الجنوب الغربى من الكنيسة التى كانت متماسكة وقد رممت هذه الكنيسة فى عصر عفواً هذا مخالف لقوانين المنتدىعفواً هذا مخالف لقوانين المنتدىعفواً هذا مخالف لقوانين المنتدىعفواً هذا مخالف لقوانين المنتدى على .
فى سنة 1833 م روبرت كورزون Robert Curzon ترك لنا وصف لهذا الدير
وفى سنة 1893 م فيرجسون Fergusson رسم خريطة للدير تفصيلية
فى سنة 1900 م كانت هناك دراسات عن الأديرة وممن ساهم فيها و . دى . بوك W. de Bock سنة 1901م - سى . أر . بيرس C.R. Peers فى سنة 1904 م - و . إم . إف بيترى W.M.F. Petrie سنة 1907 م - إس . كلارك S. Clarke & مونيرات .دى فيلارت Monneret de Villard سنة 1912
***********************
جبل أدريبة في بحوره العجيبة وجولة من الوحي المصري مع دير القديس الأنبا شنوده
09/11/2006 م سوهاج – نادر شكرى
يقع دير القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين والمعروف بالدير الأبيض غرب مدينة سوهاج بحوالي 6 كم عند نهاية الأرض الزراعية على حافة صحراء جبل أدربية المجاور للدير حيث كانت توجد مدينة أدربية منذ العصور الفرعونية الأولى.
ويرجع تسميه الدير بالدير الأبيض لأنه مشيد بالحجر الجيري الأبيض وتمييزاً له عن الدير الأحمر وهو دير الأنبا بيشاي الذي يبعد عنه شمالاً بنحو 2 كم ومشيد بالطوب الأحمر.
وقد أنشئ الدير مع بداية انتشار الرهبنة القبطية في صعيد مصر بعد تأسيس نظام الرهبانية بواسطة القديس الأنبا باخوميوس وذلك نحو القرن الرابع الميلادي ويرجع تاريخياً ومعمارياً أن الدير الأبيض شيد على أنقاض أحد المعابد الفرعونية القديمة بيد الرهبان الباخوميين وكان صغيراً ويتسع لعشرات الرهبان والنساك ويذكر تاريخ القديس الأنبا شنوده أنه تسلم رئاسة الدير بعد نياحة خاله الأنبا بيجول وبه ثلاثون راهباً فقط.
وتشير بعض المصادر أن الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير (323- 337) قد ساهمت في بناء هذا الدير الصغير مثل بقية الأديرة المصرية التي اهتمت بعمارتها.
وعندما تولى القديس الأنبا شنوده رئاسة الدير الأبيض عام 383م اهتم بتوسيع المباني الخاصة بالرهبان مع إضافة المباني الكثيرة نظراً لزيادة عدد الرهبان حيث بلغ عددهم 2200 راهباً كما شيد القديس العديد من المنشآت الملحقة بالدير إلى جانب كنيسة الدير العظيمة التي أسسها بنفسه حوالي عام 441م حيث ظهر له رب المجد من أجل بناء هذه البيعة المقدسة ويذكر المؤرخ أبو المكارم أن كنيسة الدير حبه تتسع لآلاف المصلين وهذا أمر حقيقي لأنه معروف تاريخياً أن القديس الأنبا شنوده كانت له مبادرة فتح أبواب ديره وكنيسته للشعب المصري في عشية السبت والقداس الإلهي صباح الأحد لسماع عظاته وخطبته وكان عدد الحاضرين إليه يقدر بالألوف ومن يرى أثار الكنيسة اليوم ومدى ضخامتها يتأكد من اتساع المباني والدير ليستقبل هذه الجماهير والأعداد الهائلة من الرهبان.
ويذكر المقريزي أن مساحة الدير في عصوره الأولى كانت تقدر بنحو خمسة أفدنة إلا ربع ويقول أبو المكارم أنه كان للدير حصن ويحوط به مع الدير سور كبير يضم بين جدرانه حديقة بها مختلف الأشجار والفواكه.
ومنذ القرن السابع الميلادي تعرض الدير الأبيض إلى العديد من الهجمات والتخريب تضاءل على أثره عدد الآباء الرهبان فيه.
وفي منتصف القرن الثامن الميلادي كانت هناك محاولة اعتداء على الصندوق الذي يحوي جسد القديس الأنبا شنوده بواسطة أحد أصدقاء والي مصر القاسم بن عبد الله وفي بداية عهد الدولة الأيوبية بمصر (القرن الثاني عشر) اعتدى شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي على الدير وكسر صندوق جسد القديس الذي أخفاه في أرض خربة ولكن الآباء الرهبان الموجودين بالدير في ذلك الوقت حرصوا على حفظ جسد القديس أسفل الهيكل الأوسط وكان الدير لم يخرب بعد.
ثم يأتي زلزال في هذه المنطقة في القرن الثالث عشر تصدعت على إثره بعض المباني وسقط سقف الهيكل مما أدى إلى ضرورة إجراء بعض الترميمات التي غيرت من شكل الدير نوعاً ما.
ونعتقد أن الدير تعرض للتخريب في عهد دولة المماليك حيث يذكر المقريزي الذي عاش في القرن الخامس عشر ومعاصراً لهذه الدولة "إن الدير قد خرب ولم يبق فيه سوى الكنيسة ولا توجد به رهبان "بمعنى أن الرهبان قد هاجروا الدير وتركوه خرباً وخالياً ولا شك أن الرهبان لا يفعلون أو يضطروا إلى ذلك إلا إذا تعرض ديرهم إلى هجمات شرسة ووحشية أرغمتهم على ذلك.
وأثناء الحروب الطاحنة بين المماليك والفرنسيين في القرن الثامن عشر حيث بدأت الحملة الفرنسية على مصر عام 1789م تعرض الدير الأبيض إلى مزيد من التخريب ولم يبق من مبانيه إلا الهياكل وبعض الآثار القليلة حيث أن المباني الخاصة بالرهبان وصالة المحاضرات والمستشفي والمائدة والمطبخ والفرن ومخزن الخبز والمصانع وبقية المخازن قد اندثرت مع مرور الزمان.
وفي التاريخ المعاصر أيضاً تعرض دير الأنبا شنوده إلى انتهاك الأماكن المقدسة به وأثاره العظيمة فبين بداخل صحن الكنيسة بيوتاً للأباء الكهنة الذين يخدمون خناك وهذه المباني شوهت الصورة الأثرية الباقية من هذا الدير العظيم.
يذكر أن ميلاد القديس الأنبا شنوده كان ميلاداً تاريخياً إذ أعلنت الرؤى والأحلام والنبوات عن مولده فقد ظهرت القديسة مريم العذراء لوالدته وأخبرتها بميلاده كما ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للبابا القديس أثناسيوس الرسولي وأعلن له ان طفلاً سيولد بعد قليل ويسمى شنوده وأنه سيكافح المبتدعين والهراطقة ويهزمهم كما تنبأ أحد المتوحدين بميلاده عندما قال لوالدته سيبارك الله ثمره بطنك ويعطيك ابناً يفوح اسمه كالعنبر في أرجاء المسكونة.
ولد الطفل شنوده في جزيرة شندويل التابعة لمحافظة سوهاج عام 333م وعلماه والداه التعاليم المسيحية وأسرار الحياة الروحية لكي ينمو في النعمة والتقوى حتى أنه لم يكن قد بلغ التاسعة من عمره بعد وقد اعتاد حياة الصلاة والصوم.
أخذه أبوه إلى خاله القديس بيجول رئيس الدير الأحمر ليباركه وهناك مكث الطفل شنوده وظهر خلالها ملاك الرب للقديس بيجول في حلم ودعاه لتكريس شنوده راهباً وأن اسكيم رهبنته قد باركه السيد المسيح فقام ودعي شنوده راهباً.
عاش القديس شنوده حياته الرهبانية في جوهرها بالرب يسوع ومجاهداً في صلواته ونسكياته كما جاهد ضد الشياطين وانتصر عليهم بالنعمة الإلهية وصار قاهراً لهم وإذ أحب الوحدة والانفراد مع الله سمع صوت من السماء قائلاً "قد صار رئيساً للمتوحدين "وقد استحق أن يتقلد رئاسة الدير بعد نياحة خاله عام 383م إذ أجمع الرهبان على اختياره.
اهتم القديس الأنبا شنوده بالرهبنة فوضع القوانين والنظم في الحياة الرهبانية ربط فيها بين نظام العزلة ونظام الشركة الباخومي أيضاً كتابة التعهد لطالبي الرهبنة بالالتزام الدقيق بأسس الرهبنة الثلاثة والقوانين الرهبانية في الدير.
ومع ازدياد عدد الرهبان في المنطقة شيد الدير الأبيض واهتم القديس الأنبا شنوده به وبلغ عدد الرهبان في القرنين الرابع والخامس نحو خمسة آلاف راهباً.
اتسم الأنبا شنوده بالروحانية وشفافية الروح إذا عاش حياة مقدسة يقودها الروح القدس ويملأها الحب الإلهي المنسكب بفيض في قلبه ومن ثم عرف حياة الشبع الكامل بالله وسار بالروح من صعيد مصر إلى الوجه البحري ليلتقي والقديس بيجيمي السائح.
كان القديس الأنبا شنوده عالماً لاهوتياً فقام بتعليم الشعب أصول الإيمان الأرثوذكسي مفنداً تعليم نسطور الهرطوقي كذلك حارب الوثنية وعمل على اقتلاع جذور خرافاتها من مصر مثل السحر والتعاويذ وحطم العديد من الأصنام والمعابد التي يسكنها الشياطين.
ونذكر أيضاً أن الأنبا شنوده كان أديباً قبطياً فله العديد من العظات والمقالات والرسائل والأقوال تعبر عن عمق الدراسات والأفكار واللغة التي كانت له، وفي عام 1993م أوفد قداسة البابا نيافة الأنبا مرقس ونيافة الأنبا بطرس الأسقف العام إلى دير الأنبا شنوده لدراسة الوضع هناك والموقف في الدير ورفع تقريراً إلى قداسته الذي جاء فيه
1 - ضرورة إرسال مجموعة من الآباء الرهبان إلى هناك.
2- أن يكون هناك نائباً بابوياً أو أحد الأساقفة مسئولاً مباشراً أمام قداسته مع استمرار القمص باسليوس أمينا للدير.
3- إن المنطقة الملاصقة للجبل أو إحدى المزارع الحالية وهي بعيدة عن الآثار تصلح لتعميرها كدير يمكن توسيعه مستقبلاً.
وفي عام 1996 قدم القمص باسليوس استقالته لقداسة البابا بعد أن خدم عشر سنوات في الدير.
في شهر مايو من عام 19985م تسلم نيافة الأنبا يؤانس مسئولية الإشراف على دير القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين وقام بأول زيادة للدير
الأقباط متحدون ذهبت في جولة داخل الدير لتقدم لكم من خلال رؤية نعرضها في "الوحي المصري" والي تكشف لنا معالم وتراث هذا المكان الأثري الذي يتمتع بالعديد من المقتنيات القبطية ومنها الكنيسة الأثرية ومغارة الأنبا شنوده ونترككم لتعيشوا معنا هذه اللحظات الجميلة والتي يصحبنا فيها القمص الراهب ويصا الشنودي أمين الدير ونتمنى أن قدم لكم وقت سعيد ونترك لكم التعليق...
*************
المراجع:
- الزيارة الحية للدير
- كتاب تاريخ الأديرة في مصر
- الأيام المشهودة في دير الأنبا شنوده