سيرة اليشع النبي
ايليا يمسح اليشع
امسح ياهو بن نمشي ملكا على اسرائيل وامسح اليشع بن شافاط من آبل محولة نبيا عوضا عنك. فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو والذي ينجو من سيف ياهو يقتله اليشع. وقد ابقيت في اسرائيل سبعة آلاف كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فم لم يقبّله
فذهب من هناك ووجد اليشع بن شافاط يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثاني عشر فمرّ ايليا به وطرح رداءه عليه. فترك البقر وركض وراء ايليا وقال دعني اقبل ابي وامي واسير وراءك. فقال له اذهب راجعا لاني ماذا فعلت لك. فرجع من ورائه واخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر واعطى الشعب فأكلوا. ثم قام ومضى وراء ايليا وكان يخدمه
1 ملوك 19: 16-21
اليشع النبي
كان عند اصعاد الرب ايليا في العاصفة الى السماء ان ايليا واليشع ذهبا من الجلجال. فقال ايليا لاليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى بيت ايل. فقال اليشع حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك ونزلا الى بيت ايل. فخرج بنو الانبياء الذين في بيت ايل الى اليشع وقالوا له أتعلم انه اليوم يأخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا. ثم قال له ايليا يا اليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى اريحا. فقال حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك. وأتيا الى اريحا. فتقدم بنو الانبياء الذين في اريحا الى اليشع وقالوا له أتعلم انه اليوم يأخذ الرب سيدك من على راسك. فقال نعم اني اعلم فاصمتوا. ثم قال له ايليا امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى الاردن. فقال حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك. وانطلقا كلاهما. فذهب خمسون رجلا من بني الانبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد. ووقف كلاهما بجانب الاردن. واخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما في اليبس. ولما عبرا قال ايليا لاليشع اطلب ماذا افعل لك قبل ان أوخذ منك. فقال اليشع ليكن نصيب اثنين من روحك عليّ. فقال صعّبت السؤال. فان رايتني أوخذ منك يكون لك كذلك والا فلا يكون. وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء. وكان اليشع يرى وهو يصرخ يا ابي يا ابي مركبة اسرائيل وفرسانها. ولم يره بعد. فامسك ثيابه ومزّقها قطعتين. ورفع رداء ايليا الذي سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الاردن. فأخذ رداء ايليا الذي سقط عنه وضرب الماء وقال اين هو الرب اله ايليا ثم ضرب الماء ايضا فانفلق الى هنا وهناك فعبر اليشع. ولما رآه بنو الانبياء الذين في اريحا قبالته قالوا قد استقرت روح ايليا على اليشع. فجاءوا للقائه وسجدوا له الى الارض. وقالوا له هوذا مع عبيدك خمسون رجلا ذوو بأس فدعهم يذهبون ويفتشون على سيدك لئلا يكون قد حمله روح الرب وطرحه على احد الجبال او في احد الاودية. فقال لا ترسلوا. فالحّوا عليه حتى خجل وقال ارسلوا. فارسلوا خمسين رجلا ففتشوا ثلاثة ايام ولم يجدوه. ولما رجعوا اليه وهو ماكث في اريحا قال لهم أما قلت لكم لا تذهبوا
وقال رجال المدينة لاليشع هوذا موقع المدينة حسن كما يرى سيدي واما المياه فرديّة والارض مجدبة. فقال ايتوني بصحن جديد وضعوا فيه ملحا فاتوه به. فخرج الى نبع الماء وطرح فيه الملح وقال هكذا قال الرب قد ابرأت هذه المياه لا يكون فيها ايضا موت ولا جدب. فبرئت المياه الى هذا اليوم حسب قول اليشع الذي نطق به
ثم صعد من هناك الى بيت ايل. وفيما هو صاعد في الطريق اذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له اصعد يا اقرع. اصعد يا اقرع. فالتفت الى ورائه ونظر اليهم ولعنهم باسم الرب. فخرجت دبّتان من الوعر وافترستا منهم اثنين واربعين ولدا. وذهب من هناك الى جبل الكرمل ومن هناك رجع الى السامرة
وملك يهورام بن اخآب على اسرائيل في السامرة في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا. ملك اثنتي عشرة سنة. وعمل الشر في عيني الرب ولكن ليس كابيه وامه فانه ازال تمثال البعل الذي عمله ابوه. الاّ انه لصق بخطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. لم يحد عنها
وكان ميشع ملك موآب صاحب مواش فأدّى لملك اسرائيل مئة الف خروف ومئة الف كبش بصوفها. وعند موت اخآب عصى ملك موآب على ملك اسرائيل. وخرج الملك يهورام في ذلك اليوم من السامرة وعدّ كل اسرائيل وذهب وارسل الى يوشافاط ملك يهوذا يقول. قد عصى عليّ ملك موآب. فهل تذهب معي الى موآب للحرب. فقال اصعد. مثلي مثلك. شعبي كشعبك وخيلي كخيلك. فقال من اي طريق نصعد. فقال من طريق برية ادوم. فذهب ملك اسرائيل وملك يهوذا وملك ادوم وداروا مسيرة سبعة ايام. ولم يكن ماء للجيش والبهائم التي تبعتهم فقال ملك اسرائيل آه على ان الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم الى يد موآب. فقال يهوشافاط أليس هنا نبي للرب فنسأل الرب به. فاجاب واحد من عبيد ملك اسرائيل وقال. هنا اليشع بن شافاط الذي كان يصبّ ماء على يدي ايليا. فقال يهوشافاط عنده كلام الرب. فنزل اليه ملك اسرائيل ويهوشافاط وملك ادوم. فقال اليشع لملك اسرائيل. ما لي ولك. اذهب الى انبياء ابيك والى انبياء امّك. فقال له ملك اسرائيل كلا. لان الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم الى يد موآب. فقال اليشع حيّ هو رب الجنود الذي انا واقف امامه انه لولا اني رافع وجه يهوشافاط ملك يهوذا لما كنت انظر اليك ولا اراك. والآن فاتوني بعوّاد. ولما ضرب العواد بالعود كانت عليه يد الرب فقال هكذا قال الرب اجعلوا هذا الوادي جبابا جبابا. لانه هكذا قال الرب لا ترون ريحا ولا ترون مطرا وهذا الوادي يمتلئ ماء فتشربون انتم وماشيتكم وبهائمكم. وذلك يسير في عيني الرب فيدفع موآب الى ايديكم. فتضربون كل مدينة محصّنة وكل مدينة مختارة وتقطعون كل شجرة طيبة وتطمّون جميع عيون الماء وتفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة.
وفي الصباح عند اصعاد التقدمة اذا مياه آتية عن طريق ادوم فامتلأت الارض ماء. ولما سمع كل الموآبيين ان الملوك قد صعدوا لمحاربتهم جمعوا كل متقلدي السلاح فما فوق ووقفوا على التخم. وبكروا صباحا والشمس اشرقت على المياه ورأى الموآبيون مقابلهم المياه حمراء كالدم. فقالوا هذا دم. قد تحارب الملوك وضرب بعضهم بعضا والآن فالى النهب يا موآب. وأتوا الى محلّة اسرائيل فقام اسرائيل وضربوا الموآبيين فهربوا من امامهم فدخلوها وهم يضربون الموآبيين. وهدموا المدن وكان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملأوها وطمّوا جميع عيون الماء وقطعوا كل شجرة طيّبة. ولكنهم ابقوا في قير حارسة حجارتها واستدار اصحاب المقاليع وضربوها. فلما رأى ملك موآب ان الحرب قد اشتدّت عليه اخذ معه سبع مئة رجل مستلّي السيوف لكي يشقوا الى ملك ادوم فلم يقدروا. فاخذ ابنه البكر الذي كان ملك عوضا عنه واصعده محرقة على السور. فكان غيظ عظيم على اسرائيل. فانصرفوا عنه ورجعوا الى ارضهم
وصرخت الى اليشع امرأة من نساء بني الانبياء قائلة ان عبدك زوجي قد مات وانت تعلم ان عبدك كان يخاف الرب. فأتى المرابي ليأخذ ولديّ له عبدين. فقال لها اليشع ماذا اصنع لك. اخبريني ماذا لك في البيت فقالت ليس لجاريتك شيء في البيت الا دهنة زيت. فقال اذهبي استعيري لنفسك اوعية من خارج من عند جميع جيرانك اوعية فارغة. لا تقللي. ثم ادخلي واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبّي في جميع هذه الاوعية وما امتلأ انقليه. فذهبت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها. فكانوا هم يقدمون لها الاوعية وهي تصب. ولما امتلأت الاوعية قالت لابنها قدم لي ايضا وعاء. فقال لها لا يوجد بعد وعاء. فوقف الزيت. فاتت واخبرت رجل الله فقال اذهبي بيعي الزيت واوفي دينك وعيشي انت وبنوك بما بقي
وفي ذات يوم عبر اليشع الى شونم. وكانت هناك امرأة عظيمة فامسكته لياكل خبزا. وكان كلما عبر يميل الى هناك لياكل خبزا. فقالت لرجلها قد علمت انه رجل الله مقدس الذي يمرّ علينا دائما. فلنعمل عليّة على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرا وخوانا وكرسيا ومنارة حتى اذا جاء الينا يميل اليها. وفي ذات يوم جاء الى هناك ومال الى العليّة واضطجع فيها. فقال لجيحزي غلامه ادع هذه الشونمية. فدعاها فوقفت امامه. فقال له قل لها هوذا قد انزعجت بسببنا كل هذا الانزعاج. فماذا يصنع لك. هل لك ما يتكلم به الى الملك او الى رئيس الجيش. فقالت انما انا ساكنة في وسط شعبي. ثم قال فماذا يصنع لها. فقال جيحزي انه ليس لها ابن ورجلها قد شاخ. فقال ادعها. فدعاها فوقفت في الباب. فقال في هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين ابنا. فقالت لا يا سيدي رجل الله لا تكذب على جاريتك. فحبلت المرأة وولدت ابنا في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة كما قال لها اليشع. وكبر الولد. وفي ذات يوم خرج الى ابيه الى الحصادين. وقال لابيه راسي راسي. فقال للغلام احمله الى امه. فحمله وأتى به الى امه فجلس على ركبتيها الى الظهر ومات. فصعدت واضجعته على سرير رجل الله واغلقت عليه وخرجت. ونادت رجلها وقالت ارسل لي واحدا من الغلمان واحدى الاتن فاجري الى رجل الله وارجع. فقال لماذا تذهبين اليه اليوم. لا راس شهر ولا سبت. فقالت سلام. وشدّت على الاتان وقالت لغلامها سق وسر ولا تتعوّق لاجلي في الركوب ان لم اقل لك. وانطلقت حتى جاءت الى رجل الله الى جبل الكرمل. فلما رآها رجل الله من بعيد قال لجيحزي غلامه هوذا تلك الشونمية. اركض الآن للقائها وقل لها أسلام لك. أسلام لزوجك. أسلام للولد. فقالت سلام. فلما جاءت الى رجل الله الى الجبل امسكت رجليه. فتقدم جيحزي ليدفعها. فقال رجل الله دعها لان نفسها مرّة فيها والرب كتم الأمر عني ولم يخبرني. فقالت هل طلبت ابنا من سيدي. ألم اقل لا تخدعني. فقال لجيحزي اشدد حقويك وخذ عكّازي بيدك وانطلق واذا صادفت احد فلا تباركه وان باركك احد فلا تجبه. وضع عكّازي على وجه الصبي. فقالت ام الصبي حيّ هو الرب وحية هي نفسك انني لا اتركك. فقام وتبعها. وجاز جيحزي قدامهما ووضع العكاز على وجه الصبي فلم يكن صوت ولا مصغ. فرجع للقائه واخبره قائلا لم ينتبه الصبي. ودخلاليشع البيت واذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره. فدخل واغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلّى الى الرب. ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدّد عليه فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه. فدعا جيحزي وقال ادع هذه الشونمية. فدعاها ولما دخلت اليه قال احملي ابنك. فاتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الارض ثم حملت ابنها وخرجت
ورجع اليشع الى الجلجال. وكان جوع في الارض وكان بنو الانبياء جلوسا امامه. فقال لغلامه ضع القدر الكبيرة واسلق سليقة لبني الانبياء. وخرج واحد الى الحقل ليلتقط بقولا فوجد يقطينا بريا فالتقط منه قثاء بريا ملء ثوبه وأتى وقطعه في قدر السليقة. لانهم لم يعرفوا. وصبوا للقوم ليأكلوا. وفيما هم يأكلون من السليقة صرخوا وقالوا في القدر موت يا رجل الله. ولم يستطيعوا ان ياكلوا. فقال هاتوا دقيقا. فالقاه في القدر وقال صبّ للقوم فيأكلوا. فكانه لم يكن شيء رديء في القدر
وجاء رجل من بعل شليشة واحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفا من شعير وسويقا في جرابه. فقال اعط الشعب ليأكلوا. فقال خادمه ماذا. هل اجعل هذا امام مئة رجل. فقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب يأكلون ويفضل عنهم. فجعل امامهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب
وكان نعمان رئيس جيش ملك ارام رجلا عظيما عند سيده مرفوع الوجه لانه عن يده اعطى الرب خلاصا لارام. وكان الرجل جبار بأس ابرص. وكان الاراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من ارض اسرائيل فتاة صغيرة فكانت بين يدي امرأة نعمان. فقالت لمولاتها يا ليت سيدي امام النبي الذي في السامرة فانه كان يشفيه من برصه. فدخل واخبر سيده قائلا كذا وكذا قالت الجارية التي من ارض اسرائيل. فقال ملك ارام انطلق ذاهبا فارسل كتابا الى ملك اسرائيل. فذهب واخذ بيده عشر وزنات من الفضة وستة آلاف شاقل من الذهب وعشر حلل من الثياب. وأتى بالكتاب الى ملك اسرائيل يقول ******فيه فالآن عند وصول هذا الكتاب اليك هوذا قد ارسلت اليك نعمان عبدي فاشفه من برصه. فلما قرأ ملك اسرائيل الكتاب مزّق ثيابه وقال هل انا الله لكي أميت واحيي حتى ان هذا يرسل اليّ ان اشفي رجلا من برصه. فاعلموا وانظروا انه انما يتعرض لي
ولما سمع اليشع رجل الله ان ملك اسرائيل قد مزّق ثيابه ارسل الى الملك يقول لماذا مزّقت ثيابك. ليات اليّ فيعلم انه يوجد نبي في اسرائيل. فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت اليشع. فارسل اليه اليشع رسولا يقول اذهب واغتسل سبع مرّات في الاردن فيرجع لحمك اليك وتطهر. فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت انه يخرج اليّ ويقف ويدعو باسم الرب الهه ويردد يده فوق الموضع فيشفي الابرص. أليس ابانة وفرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه اسرائيل. أما كنت اغتسل بهما فاطهر. ورجع ومضى بغيظ. فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا ابانا لو قال لك النبي امرا عظيما أما كنت تعمله فكم بالحري اذ قال لك اغتسل واطهر. فنزل وغطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر. فرجع الى رجل الله هو وكل جيشه ودخل ووقف امامه وقال هوذا قد عرفت انه ليس اله في كل الارض الا في اسرائيل. والآن فخذ بركة من عبدك. فقال حيّ هو الرب الذي انا واقف امامه اني لا آخذ. والحّ عليه ان ياخذ فابى. فقال نعمان اما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب لانه لا يقرب بعد عبدك محرقة ولا ذبيحة لآلهة اخرى بل للرب. عن هذا الأمر يصفح الرب لعبدك. عند دخول سيدي الى بيت رمّون ليسجد هناك ويستند على يدي فاسجد في بيت رمّون فعند سجودي في بيت رمون يصفح الرب لعبدك عن هذا الامر. فقال له امض بسلام
ولما مضى من عنده مسافة من الارض قال جيحزي غلام اليشع رجل الله هوذا سيدي قد امتنع عن ان يأخذ من يد نعمان الارامي هذا ما احضره. حيّ هو الرب اني اجري وراءه وآخذ منه شيئا. فسار جيحزي وراء نعمان ولما رآه نعمان راكضا وراءه نزل عن المركبة للقائه وقال أسلام. فقال سلام. ان سيدي قد ارسلني قائلا هوذا في هذا الوقت قد جاء اليّ غلامان من جبل افرايم من بني الانبياء فاعطهما وزنة فضة وحلتي ثياب. فقال نعمان اقبل وخذ وزنتين والحّ عليه وصرّ وزنتي فضة في كيسين وحلتّي الثياب ودفعها لغلاميه فحملاها قدامه. ولما وصل الى الاكمة اخذها من ايديهما واودعها في البيت واطلق الرجلين فانطلقا. واما هو فدخل ووقف امام سيده. فقال له اليشع من اين يا جيحزي. فقال لم يذهب عبدك الى هنا او هناك. فقال له ألم يذهب قلبي حين رجع الرجل من مركبته للقائك. أهو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار. فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك الى الابد. وخرج من امامه ابرص كالثلج
وقال بنو الانبياء لاليشع هوذا الموضع الذي نحن مقيمون فيه امامك ضيّق علينا. فلنذهب الى الاردن ونأخذ من هناك كل واحد خشبة ونعمل لانفسنا هناك موضعا لنقيم فيه. فقال اذهبوا. فقال واحد اقبل واذهب مع عبيدك. فقال اني اذهب. فانطلق معهم ولما وصلوا الى الاردن قطعوا خشبا. واذ كان واحد يقطع خشبة وقع الحديد في الماء. فصرخ وقال آه يا سيدي لانه عارية. فقال رجل الله اين سقط. فاراه الموضع فقطع عودا والقاه هناك فطفا الحديد. فقال ارفعه لنفسك. فمدّ يده واخذه
واما ملك ارام فكان يحارب اسرائيل وتآمر مع عبيده قائلا في المكان الفلاني تكون محلتي. فارسل رجل الله الى ملك اسرائيل يقول احذر من ان تعبر بهذا الموضع لان الاراميين حالّون هناك. فارسل ملك اسرائيل الى الموضع الذي قال له عنه رجل الله وحذره منه وتحفظ هناك لا مرّة ولا مرتين. فاضطرب قلب ملك ارام من هذا الأمر ودعا عبيده وقال لهم أما تخبرونني من منا هو لملك اسرائيل. فقال واحد من عبيده ليس هكذا يا سيدي الملك. ولكن اليشع النبي الذي في اسرائيل يخبر ملك اسرائيل بالأمور التي تتكلم بها في مخدع مضجعك. فقال اذهبوا وانظروا اين هو فأرسل وآخذه فأخبر وقيل له هوذا في دوثان. فارسل الى هناك خيلا ومركبات وجيشا ثقيلا وجاءوا ليلا واحاطوا بالمدينة. فبكر خادم رجل الله وقام وخرج واذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات. فقال غلامه له آه يا سيدي كيف نعمل. فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم. وصلى اليشع وقال يا رب افتح عينيه فيبصر. ففتح الرب عيني الغلام فابصر واذ الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول اليشع. ولما نزلوا اليه صلى اليشع الى الرب وقال اضرب هؤلاء الامم بالعمى. فضربهم بالعمى كقول اليشع. فقال لهم اليشع ليست هذه هي الطريق ولا هذه هي المدينة. اتبعوني فاسير بكم الى الرجل الذي تفتشون عليه. فسار بهم الى السامرة. فلما دخلوا السامرة قال اليشع يا رب افتح اعين هؤلاء فيبصروا. ففتح الرب اعينهم فابصروا واذا هم في وسط السامرة. فقال ملك اسرائيل لاليشع لما رآهم هل اضرب هل اضرب يا ابي. فقال لا تضرب. تضرب الذين سبيتهم بسيفك وبقوسك. ضع خبزا وماء امامهم فيأكلوا ويشربوا ثم ينطلقوا الى سيدهم. فأولم لهم وليمة عظيمة فأكلوا وشربوا ثم اطلقهم فانطلقوا الى سيدهم. ولم تعد ايضا جيوش ارام تدخل ارض اسرائيل وكان بعد ذلك ان بنهدد ملك ارام جمع كل جيشه وصعد فحاصر السامرة. وكان جوع شديد في السامرة. وهم حاصروها حتى صار راس الحمار بثمانين من الفضة وربع القاب من زبل الحمام بخمس من الفضة. وبينما كان ملك اسرائيل جائزا على السور صرخت امرأة اليه تقول خلّص يا سيدي الملك. فقال لا يخلصك الرب. من اين اخلّصك. أمن البيدر او من المعصرة. ثم قال لها الملك مالك. فقالت ان هذه المرأة قد قالت لي هاتي ابنك فنأكله اليوم ثم نأكل ابني غدا. فسلقنا ابني واكلناه ثم قلت لها في اليوم الآخر هاتي ابنك فنأكله فخبأت ابنها. فلما سمع الملك كلام المرأة مزّق ثيابه وهو مجتاز على السور فنظر الشعب واذا مسح من داخل على جسده. فقال هكذا يصنع لي الله وهكذا يزيد ان قام راس اليشع بن شافاط عليه اليوم. وكان اليشع جالسا في بيته والشيوخ جلوسا عنده. فارسل رجل من امامه. وقبلما أتى الرسول اليه قال للشيوخ هل رايتم ان ابن القاتل هذا قد ارسل لكي يقطع راسي. انظروا اذا جاء الرسول فاغلقوا الباب واحصروه عند الباب. أليس صوت قدمي سيده وراءه. وبينما هو يكلمهم اذا بالرسول نازل اليه. فقال هوذا هذا الشر هو من قبل الرب. ماذا انتظر من الرب بعد
وقال اليشع اسمعوا كلام الرب هكذا قال الرب في مثل هذا الوقت غدا تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة. وان جنديا للملك كان يستند على يده اجاب رجل الله وقال هوذا الرب يصنع كوى في السماء. هل يكون هذا الامر. فقال انك ترى بعينيك ولكن لا تاكل منه
وكان اربعة رجال برص عند مدخل الباب فقال احدهم لصاحبه لماذا نحن جالسون هنا حتى نموت. اذا قلنا ندخل المدينة فالجوع في المدينة فنموت فيها. واذا جلسنا هنا نموت. فالآن هلم نسقط الى محلّة الاراميين فان استحيونا حيينا وان قتلونا متنا. فقاموا في العشاء ليذهبوا الى محلّة الاراميين فجاءوا الى آخر محلة الاراميين فلم يكن هناك احد. فان الرب اسمع جيش الاراميين صوت مركبات وصوت خيل صوت جيش عظيم فقالوا الواحد لاخيه هوذا ملك اسرائيل قد استأجر ضدنا ملوك الحثيين وملوك المصريين ليأتوا علينا. فقاموا وهربوا في العشاء وتركوا خيامهم وخيلهم وحميرهم والمحلّة كما هي وهربوا لاجل نجاة انفسهم. وجاء هؤلاء البرص الى آخر المحلّة ودخلوا خيمة واحدة فاكلوا وشربوا وحملوا منها فضة وذهبا وثيابا ومضوا وطمروها ثم رجعوا ودخلوا خيمة اخرى وحملوا منها ومضوا وطمروا. ثم قال بعضهم لبعض لسنا عاملين حسنا. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون. فان انتظرنا الى ضوء الصباح يصادفنا شر. فهلم الآن ندخل ونخبر بيت الملك فجاءوا ودعوا بواب المدينة واخبروه قائلين. اننا دخلنا محلّة الاراميين فلم يكن هناك احد ولا صوت انسان ولكن خيل مربوطة وحمير مربوطة وخيام كما هي. فدعا البوابين فاخبروا بيت الملك داخلا
فقامالملك ليلا وقال لعبيده لاخبرنّكم ما فعل لنا الاراميون. علموا اننا جياع فخرجوا من المحلّة ليختبئوا في حقل قائلين اذا خرجوا من المدينة قبضنا عليهم احياء ودخلنا المدينة. فاجاب واحد من عبيده وقال فليأخذوا خمسة من الخيل الباقية التي بقيت فيها. هي نظير كل جمهور اسرائيل الذين بقوا بها او هي نظير كل جمهور اسرائيل الذين فنوا. فنرسل ونرى. فأخذوا مركبتي خيل وارسل الملك وراء جيش الاراميين قائلا اذهبوا وانظروا. فانطلقوا وراءهم الى الاردن واذا كل الطريق ملآن ثيابا وآنية قد طرحها الاراميون من عجلتهم. فرجع الرسل واخبروا الملك. فخرج الشعب ونهبوا محلّة الاراميين. فكانت كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل حسب كلام الرب
واقام الملك على الباب الجندي الذي كان يستند على يده فداسه الشعب في الباب فمات كما قال رجل الله الذي تكلم عند نزول الملك اليه. فانه لما تكلم رجل الله الى الملك قائلا كيلتا شعير بشاقل وكيلة دقيق بشاقل تكون في مثل هذا الوقت غدا في باب السامرة واجاب الجندي رجل الله وقال هوذا الرب يصنع كوى في السماء هل يكون مثل هذا الأمر قال انك ترى بعينيك ولكنك لا تأكل منه. فكان له كذلك. داسه الشعب في الباب فمات
وكلم اليشع المرأة التي احيا ابنها قائلا قومي وانطلقي انت وبيتك وتغرّبي حيثما تتغربي. لان الرب قد دعا بجوع فيأتي ايضا على الارض سبع سنين. فقامت المرأة وفعلت حسب كلام رجل الله وانطلقت هي وبيتها وتغربت في ارض الفلسطينيين سبع سنين وفي نهاية السنين السبع رجعت المرأة من ارض الفلسطينيين وخرجت لتصرخ الى الملك لاجل بيتها وحقلها. وكلم الملك جيحزي غلام رجل الله قائلا قص عليّ جميع العظائم التي فعلها اليشع. وفيما هو يقص على الملك كيف انه احيا الميت اذا بالمرأة التي احيا ابنها تصرخ الى الملك لاجل بيتها ولاجل حقلها. فقال جيحزي يا سيدي الملك هذه هي المرأة وهذا هو ابنها الذي احياه اليشع. فسأل الملك المرأة فقصت عليه ذلك. فاعطاها الملك خصيا قائلا ارجع كل ما لها وجميع غلات الحقل من حين تركت الارض الى الآن
وجاء اليشع الى دمشق. وكان بنهدد ملك ارام مريضا. فأخبر وقيل له قد جاء رجل الله الى هنا. فقال الملك لحزائيل خذ بيدك هدية واذهب لاستقبال رجل الله واسأل الرب به قائلا هل اشفى من مرضي هذا. فذهب حزائيل لاستقباله واخذ هدية بيده ومن كل خيرات دمشق حمل اربعين جملا وجاء ووقف امامه وقال ان ابنك بنهدد ملك ارام قد ارسلني اليك قائلا هل اشفى من مرضي هذا. فقال له اليشع اذهب وقل له شفاء تشفى. وقد اراني الرب انه يموت موتا. فجعل نظره عليه وثبّته حتى خجل. فبكى رجل الله. فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي. فقال لاني علمت ما ستفعله ببني اسرائيل من الشر فانك تطلق النار على حصونهم وتقتل شبانهم بالسيف وتحطم اطفالهم وتشقّ حواملهم. فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم. فقال اليشع قد اراني الرب اياك ملكا على ارام. فانطلق من عند اليشع ودخل الى سيده فقال له ماذا قال لك اليشع. فقال قال لي انك تحيا. وفي الغد اخذ اللبدة وغمسها بالماء ونشرها على وجهه ومات وملك حزائيل عوضا عنه
2 ملوك 2 :1-8: 15
ومرض اليشع مرضه الذي مات به. فنزل اليه يوآش ملك اسرائيل وبكى على وجهه وقال يا ابي يا ابي يا مركبة اسرائيل وفرسانها. فقال له اليشع خذ قوسا وسهاما. فاخذ لنفسه قوسا وسهاما. ثم قال لملك اسرائيل ركب يدك على القوس. فركب يده ثم وضع اليشع يده على يدي الملك. وقال افتح الكوّة لجهة الشرق. ففتحها فقال اليشع ارم. فرمى فقال سهم خلاص للرب وسهم خلاص من ارام فانك تضرب ارام في افيق الى الفناء. ثم قال خذ السهام. فأخذها. ثم قال لملك اسرائيل اضرب على الارض. فضرب ثلاث مرّات ووقف. فغضب عليه رجل الله وقال لو ضربت خمس او ست مرّات حينئذ ضربت ارام الى الفناء. واما الآن فانك انما تضرب ارام ثلاث مرات. ومات اليشع فدفنوه. وكان غزاة موآب تدخل على الارض عند دخول السنة. وفيما كانوا يدفنون رجلا اذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه
2 ملوك 13: 14-21
لوقا 4: 27 وبرص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمان اليشع النبي ولم يطهر واحد منهم الا نعمان السرياني
ايليا يمسح اليشع
امسح ياهو بن نمشي ملكا على اسرائيل وامسح اليشع بن شافاط من آبل محولة نبيا عوضا عنك. فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو والذي ينجو من سيف ياهو يقتله اليشع. وقد ابقيت في اسرائيل سبعة آلاف كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فم لم يقبّله
فذهب من هناك ووجد اليشع بن شافاط يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثاني عشر فمرّ ايليا به وطرح رداءه عليه. فترك البقر وركض وراء ايليا وقال دعني اقبل ابي وامي واسير وراءك. فقال له اذهب راجعا لاني ماذا فعلت لك. فرجع من ورائه واخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر واعطى الشعب فأكلوا. ثم قام ومضى وراء ايليا وكان يخدمه
1 ملوك 19: 16-21
اليشع النبي
كان عند اصعاد الرب ايليا في العاصفة الى السماء ان ايليا واليشع ذهبا من الجلجال. فقال ايليا لاليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى بيت ايل. فقال اليشع حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك ونزلا الى بيت ايل. فخرج بنو الانبياء الذين في بيت ايل الى اليشع وقالوا له أتعلم انه اليوم يأخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا. ثم قال له ايليا يا اليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى اريحا. فقال حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك. وأتيا الى اريحا. فتقدم بنو الانبياء الذين في اريحا الى اليشع وقالوا له أتعلم انه اليوم يأخذ الرب سيدك من على راسك. فقال نعم اني اعلم فاصمتوا. ثم قال له ايليا امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى الاردن. فقال حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك. وانطلقا كلاهما. فذهب خمسون رجلا من بني الانبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد. ووقف كلاهما بجانب الاردن. واخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما في اليبس. ولما عبرا قال ايليا لاليشع اطلب ماذا افعل لك قبل ان أوخذ منك. فقال اليشع ليكن نصيب اثنين من روحك عليّ. فقال صعّبت السؤال. فان رايتني أوخذ منك يكون لك كذلك والا فلا يكون. وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء. وكان اليشع يرى وهو يصرخ يا ابي يا ابي مركبة اسرائيل وفرسانها. ولم يره بعد. فامسك ثيابه ومزّقها قطعتين. ورفع رداء ايليا الذي سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الاردن. فأخذ رداء ايليا الذي سقط عنه وضرب الماء وقال اين هو الرب اله ايليا ثم ضرب الماء ايضا فانفلق الى هنا وهناك فعبر اليشع. ولما رآه بنو الانبياء الذين في اريحا قبالته قالوا قد استقرت روح ايليا على اليشع. فجاءوا للقائه وسجدوا له الى الارض. وقالوا له هوذا مع عبيدك خمسون رجلا ذوو بأس فدعهم يذهبون ويفتشون على سيدك لئلا يكون قد حمله روح الرب وطرحه على احد الجبال او في احد الاودية. فقال لا ترسلوا. فالحّوا عليه حتى خجل وقال ارسلوا. فارسلوا خمسين رجلا ففتشوا ثلاثة ايام ولم يجدوه. ولما رجعوا اليه وهو ماكث في اريحا قال لهم أما قلت لكم لا تذهبوا
وقال رجال المدينة لاليشع هوذا موقع المدينة حسن كما يرى سيدي واما المياه فرديّة والارض مجدبة. فقال ايتوني بصحن جديد وضعوا فيه ملحا فاتوه به. فخرج الى نبع الماء وطرح فيه الملح وقال هكذا قال الرب قد ابرأت هذه المياه لا يكون فيها ايضا موت ولا جدب. فبرئت المياه الى هذا اليوم حسب قول اليشع الذي نطق به
ثم صعد من هناك الى بيت ايل. وفيما هو صاعد في الطريق اذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له اصعد يا اقرع. اصعد يا اقرع. فالتفت الى ورائه ونظر اليهم ولعنهم باسم الرب. فخرجت دبّتان من الوعر وافترستا منهم اثنين واربعين ولدا. وذهب من هناك الى جبل الكرمل ومن هناك رجع الى السامرة
وملك يهورام بن اخآب على اسرائيل في السامرة في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا. ملك اثنتي عشرة سنة. وعمل الشر في عيني الرب ولكن ليس كابيه وامه فانه ازال تمثال البعل الذي عمله ابوه. الاّ انه لصق بخطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. لم يحد عنها
وكان ميشع ملك موآب صاحب مواش فأدّى لملك اسرائيل مئة الف خروف ومئة الف كبش بصوفها. وعند موت اخآب عصى ملك موآب على ملك اسرائيل. وخرج الملك يهورام في ذلك اليوم من السامرة وعدّ كل اسرائيل وذهب وارسل الى يوشافاط ملك يهوذا يقول. قد عصى عليّ ملك موآب. فهل تذهب معي الى موآب للحرب. فقال اصعد. مثلي مثلك. شعبي كشعبك وخيلي كخيلك. فقال من اي طريق نصعد. فقال من طريق برية ادوم. فذهب ملك اسرائيل وملك يهوذا وملك ادوم وداروا مسيرة سبعة ايام. ولم يكن ماء للجيش والبهائم التي تبعتهم فقال ملك اسرائيل آه على ان الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم الى يد موآب. فقال يهوشافاط أليس هنا نبي للرب فنسأل الرب به. فاجاب واحد من عبيد ملك اسرائيل وقال. هنا اليشع بن شافاط الذي كان يصبّ ماء على يدي ايليا. فقال يهوشافاط عنده كلام الرب. فنزل اليه ملك اسرائيل ويهوشافاط وملك ادوم. فقال اليشع لملك اسرائيل. ما لي ولك. اذهب الى انبياء ابيك والى انبياء امّك. فقال له ملك اسرائيل كلا. لان الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم الى يد موآب. فقال اليشع حيّ هو رب الجنود الذي انا واقف امامه انه لولا اني رافع وجه يهوشافاط ملك يهوذا لما كنت انظر اليك ولا اراك. والآن فاتوني بعوّاد. ولما ضرب العواد بالعود كانت عليه يد الرب فقال هكذا قال الرب اجعلوا هذا الوادي جبابا جبابا. لانه هكذا قال الرب لا ترون ريحا ولا ترون مطرا وهذا الوادي يمتلئ ماء فتشربون انتم وماشيتكم وبهائمكم. وذلك يسير في عيني الرب فيدفع موآب الى ايديكم. فتضربون كل مدينة محصّنة وكل مدينة مختارة وتقطعون كل شجرة طيبة وتطمّون جميع عيون الماء وتفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة.
وفي الصباح عند اصعاد التقدمة اذا مياه آتية عن طريق ادوم فامتلأت الارض ماء. ولما سمع كل الموآبيين ان الملوك قد صعدوا لمحاربتهم جمعوا كل متقلدي السلاح فما فوق ووقفوا على التخم. وبكروا صباحا والشمس اشرقت على المياه ورأى الموآبيون مقابلهم المياه حمراء كالدم. فقالوا هذا دم. قد تحارب الملوك وضرب بعضهم بعضا والآن فالى النهب يا موآب. وأتوا الى محلّة اسرائيل فقام اسرائيل وضربوا الموآبيين فهربوا من امامهم فدخلوها وهم يضربون الموآبيين. وهدموا المدن وكان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملأوها وطمّوا جميع عيون الماء وقطعوا كل شجرة طيّبة. ولكنهم ابقوا في قير حارسة حجارتها واستدار اصحاب المقاليع وضربوها. فلما رأى ملك موآب ان الحرب قد اشتدّت عليه اخذ معه سبع مئة رجل مستلّي السيوف لكي يشقوا الى ملك ادوم فلم يقدروا. فاخذ ابنه البكر الذي كان ملك عوضا عنه واصعده محرقة على السور. فكان غيظ عظيم على اسرائيل. فانصرفوا عنه ورجعوا الى ارضهم
وصرخت الى اليشع امرأة من نساء بني الانبياء قائلة ان عبدك زوجي قد مات وانت تعلم ان عبدك كان يخاف الرب. فأتى المرابي ليأخذ ولديّ له عبدين. فقال لها اليشع ماذا اصنع لك. اخبريني ماذا لك في البيت فقالت ليس لجاريتك شيء في البيت الا دهنة زيت. فقال اذهبي استعيري لنفسك اوعية من خارج من عند جميع جيرانك اوعية فارغة. لا تقللي. ثم ادخلي واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبّي في جميع هذه الاوعية وما امتلأ انقليه. فذهبت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها. فكانوا هم يقدمون لها الاوعية وهي تصب. ولما امتلأت الاوعية قالت لابنها قدم لي ايضا وعاء. فقال لها لا يوجد بعد وعاء. فوقف الزيت. فاتت واخبرت رجل الله فقال اذهبي بيعي الزيت واوفي دينك وعيشي انت وبنوك بما بقي
وفي ذات يوم عبر اليشع الى شونم. وكانت هناك امرأة عظيمة فامسكته لياكل خبزا. وكان كلما عبر يميل الى هناك لياكل خبزا. فقالت لرجلها قد علمت انه رجل الله مقدس الذي يمرّ علينا دائما. فلنعمل عليّة على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرا وخوانا وكرسيا ومنارة حتى اذا جاء الينا يميل اليها. وفي ذات يوم جاء الى هناك ومال الى العليّة واضطجع فيها. فقال لجيحزي غلامه ادع هذه الشونمية. فدعاها فوقفت امامه. فقال له قل لها هوذا قد انزعجت بسببنا كل هذا الانزعاج. فماذا يصنع لك. هل لك ما يتكلم به الى الملك او الى رئيس الجيش. فقالت انما انا ساكنة في وسط شعبي. ثم قال فماذا يصنع لها. فقال جيحزي انه ليس لها ابن ورجلها قد شاخ. فقال ادعها. فدعاها فوقفت في الباب. فقال في هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين ابنا. فقالت لا يا سيدي رجل الله لا تكذب على جاريتك. فحبلت المرأة وولدت ابنا في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة كما قال لها اليشع. وكبر الولد. وفي ذات يوم خرج الى ابيه الى الحصادين. وقال لابيه راسي راسي. فقال للغلام احمله الى امه. فحمله وأتى به الى امه فجلس على ركبتيها الى الظهر ومات. فصعدت واضجعته على سرير رجل الله واغلقت عليه وخرجت. ونادت رجلها وقالت ارسل لي واحدا من الغلمان واحدى الاتن فاجري الى رجل الله وارجع. فقال لماذا تذهبين اليه اليوم. لا راس شهر ولا سبت. فقالت سلام. وشدّت على الاتان وقالت لغلامها سق وسر ولا تتعوّق لاجلي في الركوب ان لم اقل لك. وانطلقت حتى جاءت الى رجل الله الى جبل الكرمل. فلما رآها رجل الله من بعيد قال لجيحزي غلامه هوذا تلك الشونمية. اركض الآن للقائها وقل لها أسلام لك. أسلام لزوجك. أسلام للولد. فقالت سلام. فلما جاءت الى رجل الله الى الجبل امسكت رجليه. فتقدم جيحزي ليدفعها. فقال رجل الله دعها لان نفسها مرّة فيها والرب كتم الأمر عني ولم يخبرني. فقالت هل طلبت ابنا من سيدي. ألم اقل لا تخدعني. فقال لجيحزي اشدد حقويك وخذ عكّازي بيدك وانطلق واذا صادفت احد فلا تباركه وان باركك احد فلا تجبه. وضع عكّازي على وجه الصبي. فقالت ام الصبي حيّ هو الرب وحية هي نفسك انني لا اتركك. فقام وتبعها. وجاز جيحزي قدامهما ووضع العكاز على وجه الصبي فلم يكن صوت ولا مصغ. فرجع للقائه واخبره قائلا لم ينتبه الصبي. ودخلاليشع البيت واذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره. فدخل واغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلّى الى الرب. ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدّد عليه فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه. فدعا جيحزي وقال ادع هذه الشونمية. فدعاها ولما دخلت اليه قال احملي ابنك. فاتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الارض ثم حملت ابنها وخرجت
ورجع اليشع الى الجلجال. وكان جوع في الارض وكان بنو الانبياء جلوسا امامه. فقال لغلامه ضع القدر الكبيرة واسلق سليقة لبني الانبياء. وخرج واحد الى الحقل ليلتقط بقولا فوجد يقطينا بريا فالتقط منه قثاء بريا ملء ثوبه وأتى وقطعه في قدر السليقة. لانهم لم يعرفوا. وصبوا للقوم ليأكلوا. وفيما هم يأكلون من السليقة صرخوا وقالوا في القدر موت يا رجل الله. ولم يستطيعوا ان ياكلوا. فقال هاتوا دقيقا. فالقاه في القدر وقال صبّ للقوم فيأكلوا. فكانه لم يكن شيء رديء في القدر
وجاء رجل من بعل شليشة واحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفا من شعير وسويقا في جرابه. فقال اعط الشعب ليأكلوا. فقال خادمه ماذا. هل اجعل هذا امام مئة رجل. فقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب يأكلون ويفضل عنهم. فجعل امامهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب
وكان نعمان رئيس جيش ملك ارام رجلا عظيما عند سيده مرفوع الوجه لانه عن يده اعطى الرب خلاصا لارام. وكان الرجل جبار بأس ابرص. وكان الاراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من ارض اسرائيل فتاة صغيرة فكانت بين يدي امرأة نعمان. فقالت لمولاتها يا ليت سيدي امام النبي الذي في السامرة فانه كان يشفيه من برصه. فدخل واخبر سيده قائلا كذا وكذا قالت الجارية التي من ارض اسرائيل. فقال ملك ارام انطلق ذاهبا فارسل كتابا الى ملك اسرائيل. فذهب واخذ بيده عشر وزنات من الفضة وستة آلاف شاقل من الذهب وعشر حلل من الثياب. وأتى بالكتاب الى ملك اسرائيل يقول ******فيه فالآن عند وصول هذا الكتاب اليك هوذا قد ارسلت اليك نعمان عبدي فاشفه من برصه. فلما قرأ ملك اسرائيل الكتاب مزّق ثيابه وقال هل انا الله لكي أميت واحيي حتى ان هذا يرسل اليّ ان اشفي رجلا من برصه. فاعلموا وانظروا انه انما يتعرض لي
ولما سمع اليشع رجل الله ان ملك اسرائيل قد مزّق ثيابه ارسل الى الملك يقول لماذا مزّقت ثيابك. ليات اليّ فيعلم انه يوجد نبي في اسرائيل. فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت اليشع. فارسل اليه اليشع رسولا يقول اذهب واغتسل سبع مرّات في الاردن فيرجع لحمك اليك وتطهر. فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت انه يخرج اليّ ويقف ويدعو باسم الرب الهه ويردد يده فوق الموضع فيشفي الابرص. أليس ابانة وفرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه اسرائيل. أما كنت اغتسل بهما فاطهر. ورجع ومضى بغيظ. فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا ابانا لو قال لك النبي امرا عظيما أما كنت تعمله فكم بالحري اذ قال لك اغتسل واطهر. فنزل وغطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر. فرجع الى رجل الله هو وكل جيشه ودخل ووقف امامه وقال هوذا قد عرفت انه ليس اله في كل الارض الا في اسرائيل. والآن فخذ بركة من عبدك. فقال حيّ هو الرب الذي انا واقف امامه اني لا آخذ. والحّ عليه ان ياخذ فابى. فقال نعمان اما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب لانه لا يقرب بعد عبدك محرقة ولا ذبيحة لآلهة اخرى بل للرب. عن هذا الأمر يصفح الرب لعبدك. عند دخول سيدي الى بيت رمّون ليسجد هناك ويستند على يدي فاسجد في بيت رمّون فعند سجودي في بيت رمون يصفح الرب لعبدك عن هذا الامر. فقال له امض بسلام
ولما مضى من عنده مسافة من الارض قال جيحزي غلام اليشع رجل الله هوذا سيدي قد امتنع عن ان يأخذ من يد نعمان الارامي هذا ما احضره. حيّ هو الرب اني اجري وراءه وآخذ منه شيئا. فسار جيحزي وراء نعمان ولما رآه نعمان راكضا وراءه نزل عن المركبة للقائه وقال أسلام. فقال سلام. ان سيدي قد ارسلني قائلا هوذا في هذا الوقت قد جاء اليّ غلامان من جبل افرايم من بني الانبياء فاعطهما وزنة فضة وحلتي ثياب. فقال نعمان اقبل وخذ وزنتين والحّ عليه وصرّ وزنتي فضة في كيسين وحلتّي الثياب ودفعها لغلاميه فحملاها قدامه. ولما وصل الى الاكمة اخذها من ايديهما واودعها في البيت واطلق الرجلين فانطلقا. واما هو فدخل ووقف امام سيده. فقال له اليشع من اين يا جيحزي. فقال لم يذهب عبدك الى هنا او هناك. فقال له ألم يذهب قلبي حين رجع الرجل من مركبته للقائك. أهو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار. فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك الى الابد. وخرج من امامه ابرص كالثلج
وقال بنو الانبياء لاليشع هوذا الموضع الذي نحن مقيمون فيه امامك ضيّق علينا. فلنذهب الى الاردن ونأخذ من هناك كل واحد خشبة ونعمل لانفسنا هناك موضعا لنقيم فيه. فقال اذهبوا. فقال واحد اقبل واذهب مع عبيدك. فقال اني اذهب. فانطلق معهم ولما وصلوا الى الاردن قطعوا خشبا. واذ كان واحد يقطع خشبة وقع الحديد في الماء. فصرخ وقال آه يا سيدي لانه عارية. فقال رجل الله اين سقط. فاراه الموضع فقطع عودا والقاه هناك فطفا الحديد. فقال ارفعه لنفسك. فمدّ يده واخذه
واما ملك ارام فكان يحارب اسرائيل وتآمر مع عبيده قائلا في المكان الفلاني تكون محلتي. فارسل رجل الله الى ملك اسرائيل يقول احذر من ان تعبر بهذا الموضع لان الاراميين حالّون هناك. فارسل ملك اسرائيل الى الموضع الذي قال له عنه رجل الله وحذره منه وتحفظ هناك لا مرّة ولا مرتين. فاضطرب قلب ملك ارام من هذا الأمر ودعا عبيده وقال لهم أما تخبرونني من منا هو لملك اسرائيل. فقال واحد من عبيده ليس هكذا يا سيدي الملك. ولكن اليشع النبي الذي في اسرائيل يخبر ملك اسرائيل بالأمور التي تتكلم بها في مخدع مضجعك. فقال اذهبوا وانظروا اين هو فأرسل وآخذه فأخبر وقيل له هوذا في دوثان. فارسل الى هناك خيلا ومركبات وجيشا ثقيلا وجاءوا ليلا واحاطوا بالمدينة. فبكر خادم رجل الله وقام وخرج واذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات. فقال غلامه له آه يا سيدي كيف نعمل. فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم. وصلى اليشع وقال يا رب افتح عينيه فيبصر. ففتح الرب عيني الغلام فابصر واذ الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول اليشع. ولما نزلوا اليه صلى اليشع الى الرب وقال اضرب هؤلاء الامم بالعمى. فضربهم بالعمى كقول اليشع. فقال لهم اليشع ليست هذه هي الطريق ولا هذه هي المدينة. اتبعوني فاسير بكم الى الرجل الذي تفتشون عليه. فسار بهم الى السامرة. فلما دخلوا السامرة قال اليشع يا رب افتح اعين هؤلاء فيبصروا. ففتح الرب اعينهم فابصروا واذا هم في وسط السامرة. فقال ملك اسرائيل لاليشع لما رآهم هل اضرب هل اضرب يا ابي. فقال لا تضرب. تضرب الذين سبيتهم بسيفك وبقوسك. ضع خبزا وماء امامهم فيأكلوا ويشربوا ثم ينطلقوا الى سيدهم. فأولم لهم وليمة عظيمة فأكلوا وشربوا ثم اطلقهم فانطلقوا الى سيدهم. ولم تعد ايضا جيوش ارام تدخل ارض اسرائيل وكان بعد ذلك ان بنهدد ملك ارام جمع كل جيشه وصعد فحاصر السامرة. وكان جوع شديد في السامرة. وهم حاصروها حتى صار راس الحمار بثمانين من الفضة وربع القاب من زبل الحمام بخمس من الفضة. وبينما كان ملك اسرائيل جائزا على السور صرخت امرأة اليه تقول خلّص يا سيدي الملك. فقال لا يخلصك الرب. من اين اخلّصك. أمن البيدر او من المعصرة. ثم قال لها الملك مالك. فقالت ان هذه المرأة قد قالت لي هاتي ابنك فنأكله اليوم ثم نأكل ابني غدا. فسلقنا ابني واكلناه ثم قلت لها في اليوم الآخر هاتي ابنك فنأكله فخبأت ابنها. فلما سمع الملك كلام المرأة مزّق ثيابه وهو مجتاز على السور فنظر الشعب واذا مسح من داخل على جسده. فقال هكذا يصنع لي الله وهكذا يزيد ان قام راس اليشع بن شافاط عليه اليوم. وكان اليشع جالسا في بيته والشيوخ جلوسا عنده. فارسل رجل من امامه. وقبلما أتى الرسول اليه قال للشيوخ هل رايتم ان ابن القاتل هذا قد ارسل لكي يقطع راسي. انظروا اذا جاء الرسول فاغلقوا الباب واحصروه عند الباب. أليس صوت قدمي سيده وراءه. وبينما هو يكلمهم اذا بالرسول نازل اليه. فقال هوذا هذا الشر هو من قبل الرب. ماذا انتظر من الرب بعد
وقال اليشع اسمعوا كلام الرب هكذا قال الرب في مثل هذا الوقت غدا تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة. وان جنديا للملك كان يستند على يده اجاب رجل الله وقال هوذا الرب يصنع كوى في السماء. هل يكون هذا الامر. فقال انك ترى بعينيك ولكن لا تاكل منه
وكان اربعة رجال برص عند مدخل الباب فقال احدهم لصاحبه لماذا نحن جالسون هنا حتى نموت. اذا قلنا ندخل المدينة فالجوع في المدينة فنموت فيها. واذا جلسنا هنا نموت. فالآن هلم نسقط الى محلّة الاراميين فان استحيونا حيينا وان قتلونا متنا. فقاموا في العشاء ليذهبوا الى محلّة الاراميين فجاءوا الى آخر محلة الاراميين فلم يكن هناك احد. فان الرب اسمع جيش الاراميين صوت مركبات وصوت خيل صوت جيش عظيم فقالوا الواحد لاخيه هوذا ملك اسرائيل قد استأجر ضدنا ملوك الحثيين وملوك المصريين ليأتوا علينا. فقاموا وهربوا في العشاء وتركوا خيامهم وخيلهم وحميرهم والمحلّة كما هي وهربوا لاجل نجاة انفسهم. وجاء هؤلاء البرص الى آخر المحلّة ودخلوا خيمة واحدة فاكلوا وشربوا وحملوا منها فضة وذهبا وثيابا ومضوا وطمروها ثم رجعوا ودخلوا خيمة اخرى وحملوا منها ومضوا وطمروا. ثم قال بعضهم لبعض لسنا عاملين حسنا. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون. فان انتظرنا الى ضوء الصباح يصادفنا شر. فهلم الآن ندخل ونخبر بيت الملك فجاءوا ودعوا بواب المدينة واخبروه قائلين. اننا دخلنا محلّة الاراميين فلم يكن هناك احد ولا صوت انسان ولكن خيل مربوطة وحمير مربوطة وخيام كما هي. فدعا البوابين فاخبروا بيت الملك داخلا
فقامالملك ليلا وقال لعبيده لاخبرنّكم ما فعل لنا الاراميون. علموا اننا جياع فخرجوا من المحلّة ليختبئوا في حقل قائلين اذا خرجوا من المدينة قبضنا عليهم احياء ودخلنا المدينة. فاجاب واحد من عبيده وقال فليأخذوا خمسة من الخيل الباقية التي بقيت فيها. هي نظير كل جمهور اسرائيل الذين بقوا بها او هي نظير كل جمهور اسرائيل الذين فنوا. فنرسل ونرى. فأخذوا مركبتي خيل وارسل الملك وراء جيش الاراميين قائلا اذهبوا وانظروا. فانطلقوا وراءهم الى الاردن واذا كل الطريق ملآن ثيابا وآنية قد طرحها الاراميون من عجلتهم. فرجع الرسل واخبروا الملك. فخرج الشعب ونهبوا محلّة الاراميين. فكانت كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل حسب كلام الرب
واقام الملك على الباب الجندي الذي كان يستند على يده فداسه الشعب في الباب فمات كما قال رجل الله الذي تكلم عند نزول الملك اليه. فانه لما تكلم رجل الله الى الملك قائلا كيلتا شعير بشاقل وكيلة دقيق بشاقل تكون في مثل هذا الوقت غدا في باب السامرة واجاب الجندي رجل الله وقال هوذا الرب يصنع كوى في السماء هل يكون مثل هذا الأمر قال انك ترى بعينيك ولكنك لا تأكل منه. فكان له كذلك. داسه الشعب في الباب فمات
وكلم اليشع المرأة التي احيا ابنها قائلا قومي وانطلقي انت وبيتك وتغرّبي حيثما تتغربي. لان الرب قد دعا بجوع فيأتي ايضا على الارض سبع سنين. فقامت المرأة وفعلت حسب كلام رجل الله وانطلقت هي وبيتها وتغربت في ارض الفلسطينيين سبع سنين وفي نهاية السنين السبع رجعت المرأة من ارض الفلسطينيين وخرجت لتصرخ الى الملك لاجل بيتها وحقلها. وكلم الملك جيحزي غلام رجل الله قائلا قص عليّ جميع العظائم التي فعلها اليشع. وفيما هو يقص على الملك كيف انه احيا الميت اذا بالمرأة التي احيا ابنها تصرخ الى الملك لاجل بيتها ولاجل حقلها. فقال جيحزي يا سيدي الملك هذه هي المرأة وهذا هو ابنها الذي احياه اليشع. فسأل الملك المرأة فقصت عليه ذلك. فاعطاها الملك خصيا قائلا ارجع كل ما لها وجميع غلات الحقل من حين تركت الارض الى الآن
وجاء اليشع الى دمشق. وكان بنهدد ملك ارام مريضا. فأخبر وقيل له قد جاء رجل الله الى هنا. فقال الملك لحزائيل خذ بيدك هدية واذهب لاستقبال رجل الله واسأل الرب به قائلا هل اشفى من مرضي هذا. فذهب حزائيل لاستقباله واخذ هدية بيده ومن كل خيرات دمشق حمل اربعين جملا وجاء ووقف امامه وقال ان ابنك بنهدد ملك ارام قد ارسلني اليك قائلا هل اشفى من مرضي هذا. فقال له اليشع اذهب وقل له شفاء تشفى. وقد اراني الرب انه يموت موتا. فجعل نظره عليه وثبّته حتى خجل. فبكى رجل الله. فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي. فقال لاني علمت ما ستفعله ببني اسرائيل من الشر فانك تطلق النار على حصونهم وتقتل شبانهم بالسيف وتحطم اطفالهم وتشقّ حواملهم. فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم. فقال اليشع قد اراني الرب اياك ملكا على ارام. فانطلق من عند اليشع ودخل الى سيده فقال له ماذا قال لك اليشع. فقال قال لي انك تحيا. وفي الغد اخذ اللبدة وغمسها بالماء ونشرها على وجهه ومات وملك حزائيل عوضا عنه
2 ملوك 2 :1-8: 15
ومرض اليشع مرضه الذي مات به. فنزل اليه يوآش ملك اسرائيل وبكى على وجهه وقال يا ابي يا ابي يا مركبة اسرائيل وفرسانها. فقال له اليشع خذ قوسا وسهاما. فاخذ لنفسه قوسا وسهاما. ثم قال لملك اسرائيل ركب يدك على القوس. فركب يده ثم وضع اليشع يده على يدي الملك. وقال افتح الكوّة لجهة الشرق. ففتحها فقال اليشع ارم. فرمى فقال سهم خلاص للرب وسهم خلاص من ارام فانك تضرب ارام في افيق الى الفناء. ثم قال خذ السهام. فأخذها. ثم قال لملك اسرائيل اضرب على الارض. فضرب ثلاث مرّات ووقف. فغضب عليه رجل الله وقال لو ضربت خمس او ست مرّات حينئذ ضربت ارام الى الفناء. واما الآن فانك انما تضرب ارام ثلاث مرات. ومات اليشع فدفنوه. وكان غزاة موآب تدخل على الارض عند دخول السنة. وفيما كانوا يدفنون رجلا اذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه
2 ملوك 13: 14-21
لوقا 4: 27 وبرص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمان اليشع النبي ولم يطهر واحد منهم الا نعمان السرياني