مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

الا مير تادرس الشطبى Wellcome
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو
وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
ونتشرف بتسجيلك معنا

مع تحيات ادارة منتديات المحبه المقدسه




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

الا مير تادرس الشطبى Wellcome
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو
وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
ونتشرف بتسجيلك معنا

مع تحيات ادارة منتديات المحبه المقدسه


مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    الا مير تادرس الشطبى

    فرايم حبيب
    فرايم حبيب
    مشرف عام المنتديات
    مشرف عام المنتديات


    عدد المساهمات : 549
    عدد النقاط : 12323
    تاريخ التسجيل : 14/03/2010
    العمر : 74

    الا مير تادرس الشطبى Empty الا مير تادرس الشطبى

    مُساهمة من طرف فرايم حبيب السبت 4 سبتمبر 2010 - 9:41



    الامير , الشطبى , تادرس , قصة


    قصة الامير تادرس الشطبى


    كانت العداوة قديما على أشدها بين مملكة الروم ومملكة الفرس وكانت كلآ منهما تجمع الرجال والفرسان للحرب ضد المملكة الأخرى. وكان ملك الزوم غى هذا الوقت هو الملك نوماريوس الذى أرسل أحد أمراء المملكة ويدعى ( أنسطاسيوس ) إلى مصر لإختيار رجال أشداء يحاربون بجانب الجيش الرومانى ضد جيش الفرس. فقام من أنطاكية إلى مصر. توغل الأمير الأنطاكىفى صعيد مصر حتى وصل إلى بلدة "تابور" بالقرب من مدينة شطب وهناك أعجب برجل أسمه يوحنا لما إتصف به من القوة والشجاعة والإقدام فأكثر له الهدايا لكى يسافر معه إلى أنطاكية ولكن يوحنا إعتذر عن قبول الهدايا, ورفض السفر. فما كان من الأمير أنسطاسيوس أن أصدر أمرا بالقبض على يوحنا الشطبى, وعبثا حاول والى تابور. وكان يدعى كيروس وهو زوج أخت يوحنا. حاول أن يجعل الأمير يتخلى عن (يوحنا) ولكن بدون جدوى. وحبسه الأمير فى معصرة لأنه خاف أن يهرب منه, وبينما يبكى فى سجنه سمع صوتا فى الليل يقول له : "لاتبك يا يوحنا من أجل أرضك فأن نسلك سيرث هذه الألرض إلى الأبد وذلك الموضع الذى سجنت فيه سوف يكون فيه جسدك إلى الأبد وتجرى منه معجزات وتبنى هنا كنيسة وبدل المعصرة يكون تقديم دم المسيح فيه إلى الأبد "فلما سمع هذا القول طلب أخته (أنفيليا) وزوجها الوالى (كيروس) وأعلمهما بما سمعه ورآه فى الرؤيا وقال لهما : "أن الله كفيل بحراستى وأنتما يجب ألا تفعلا شيئا لا يذاء الأمير لئلا يسمع الملك فيأمر بهدم بلادنا وحرق أهلها وإعدام الذين فيها وأكون أنا السبب". ثم ودعهما بالدموع الغزيرة وسار مع الأمير.
    وعندما وصل الأمير إلى مدينة أنطاكية مثل أمام الملك نوماريوس وقدم إليه الجنود المصرين الذين جاء بهم وكان من بينهم (يوحنا) الذى نال إعجاب الإمبراطور. وأمر بإعتباره ضيفا على الأمير أنسطاسيوس فإكتسب محبته ومحبة جميع أهل بيته وكل رجال البلاط الملكى وكان للأمير إبنة جميلة تدعى (أوسانيه) فرغب فى تزويجها بيوحنا فأستأذن الملك فى ذلك. وأقيمت الإحتفالات وزفت (أوسانية) إلى (يوحنا) زوجة +
    عاش الأمير يوحنا الشطبى وزوجته الأميرة أوسانيا فى بلاد إيراكيه فى أخائية الواقعة على البحر الأسود, وأنجبا إبنا جميلا سمياه (تادرس) وكان ميلاده فى 11 من كيهك وكانت الأميرة (أوسانيا) تعبد الأوثان وقد حاولت كثيرا إستمالة زوجها (يوحنا) للسجود للأصنام ولكنه رفض تماما وأظهر ثباتا فى إيمانه وكانت زوجته تعيره قائلة : إنك ناكر لجميل أبى فقد جاء بك عبدا ذليلا وصيرك من أكابر القوم ودفعنى لك زوجة رغم تقاليدنا ورغم إختلاف الدين بيننا, وإتزمت على طرده من المنزل. ولكن يوحنا كان يخاف على إبنه تادروس من أن يصبح عابدا للوثن فكان فى صلاة دائمة. وفى ذات ليلة رأى يوحنا فى نومه رؤيا سمائية إذا بملاك الرب يقول له"لاتخف يا يوحنا على ولدك تادروس وثق أنه سيكون سبب بركة للعالم بدفاعه عن الإيمان وسيرفع لواء المسيحية, عاليا لا تخف فالرب معه. أما أنت فإترك هذه المرأة وإذهب إلى أرضك وعشيرتك فى مصر" فقام القديس يوحنا فى الصباح مبكرا وغادر المنزل قاصدا صعيد مصر وهو يدعو الرب أن يبارك إبنه وينجيه من هذه الأم الشريرة.
    مات الأمير أنسطاسيوس الجد الوثنى ومات الملك نوماريوس الملك المحب للمسيح وجاء الأمبراطور دقلديانوس الوحش الكاسر فى تلك الأيام, وكان تادروس ينمو جسديا. وأما روحيا فكان بين صراعا بين الإيمان بالمسيح الذى كان والده يعبده والذى قيل له إنه مات فى الحرب وبين الوثنية التى يرى أمه منغمسة فيها.
    وكبر القديس وأخذ لقب الأمير لأنه إبن إمراء فجده الأمير أنسطاسيوس الذى شهد له القصر الملكى بالولاء, وأمه الأميرة أوسانيا, وأبوه يوحنا صاحب المنصب الرفيع. وألحقته أمه بمكتب البلاط الملكى ليتلقى علوم الحكمة والتربية العسكرية لكى يصبح ضابطا فى الجيش الرومانى . وكان الأمير تادرس موضع إعجاب الكثيرين من أبناء الأمراء ورجال البلاط الملكى وكان جميع أصدقائه يؤكدون لتادرس أنه صورة من أبيه المصرى. وعرف القديس من حوار الأصدقاء والعاملين معه أن أباه كان مسيحيا وأن أمه طردته لذلك السبب, وأنه حى لم يمت. فذهب إلى أمه وهو حزين فقالت له أمه, ما سبب حزنك يا ولدى.
    فقال له سبب ما أسمعه كل يوم من الناس عن أبى المصرى يوحنا وإنك يا أماه سبب هروبه وهناك من يقول أنك طرتيه من المنزل فكيف يكون ذلك
    فقالت له أمه إنه مات فى الحرب لأنه لم يكن يعبد إلهنا, فرد القديس: أى ألهة تتحدثين عنها هل تلك الأصنام تدعى آلهة فقالت: يا ولدى ما هذا الكلام وكيف تغضب الآلهة فرد القديس: لقد عرفت الحقيقة وعرفت إنك طردتى أبى لأنه كان مؤمن بالمسيح, فدعكى من هذا وهلم نذهب إلى أبى ونؤمن بالمسيح إلها وربا, وقد رأيت يا أمى فى منامى بالأمس شخصا يخاطبنى قاءلا: "أنا والدك يوحنا وقد طردتنى أمك من أجلأ أوثانها ف‘حفظ نفسك منها إلى أن يشاء الله لقاءنا" فقالت أمه: واحسرتاه لقد فقد رشدك يا ولدى, هلم أسجد للأله وإطلب الصفح منه لكى يرضى عنك.
    فرد القديس: أنا لا أسجد إلا للرب يسوع المسيح إله أبى يوحنا, أما هذهالأوثان فليس له مكان فى قلبى ولا فى هذا البيت بعد الآن. ثم ضرب الامير تادرس الوثن الحجرى بقدمه فتكسرت أجزاؤه وخرج منه الشيطان الذى كان يتكلم داخله, بشكل زنجى وصار يصرخ قاءلا: مادمت طردتنى من مسكنى فسوف أنتقم منك, وأكون سببا فى إنزال الوبال عليك. ثم صار كادخان وتلاشى فى الهواء وهو مرتعب جدا. خرج الامير تادرس من منزله وهو فى سعادة وإتجه إلى الأب الكاهن وكان يسمى القس أولجيانوس وطلب أن يعتمد على إسم المسيح. فقام بتعليمه الإيمان القويم وعمده. وهكذا لبس ثوب البر والقداسة والنعمة وكان عمره وقتئذاك خمسة عشر عاما.
    إمتلأ الأمير بالنعمة والمواهب الروحية وتعلم كثير من تعاليم الكنيسة وأصبح ينمو كذلك فى البطولة والشجاعة العسكرية حتى سمع عنه الإمبراطور دقلديانوس فأعجب به وقلده أعلى الرتب العسكرية وكلفه بقيادة أحدى الفرق الرومانية فى الجيش على الحدود فأدى واجبه الوطنى العسكرى وكفل الأمن والسلام, فأحبه الملك وأعطاه لقب (الأمير الشجاع) وأخذ فى الترقى إلى أن صار إسفهسلارا (كلمة معناها قائد حربى وتعادل وزير الحربية الآن).
    وكثيرا ما واجه الشيطان فى حروب روحية شديدة ولكنه بقوة الإيمان وحياة الإتضاع ونعمة الروح القدس كان ينتصر على عدو الخير. ففى ذات يوم كان الأمير تادرس يتفقد معسكره بعد عدة غارات للأعداء وهزيمتهم على يديه. وكان الوقت قيظا وشعر جنوده بظمأ شديد حتى كادوا أن يهلكوا جميعا. فسجد القديس للرب يسوع ورفع قلبه إلى السماء وصلى قائلا أيها السيد الإله السمائى الحنون كلى الحب الرحمة, يا من رويت ظمأ بنى إسرائيل من الصخر الذى لا ينبع ماء, تمجد يا رب وإرو هلاء الجنود ليعرفوك أنت هو الإله الحقيقى مدبر الكون كله.
    وما أن إنتهى من صلاته حتى هبت ريح باردة أعقبها نزول أمطار. ونجى جميع الجنود من موت وشيك فخروا عند أقدام الأمير تادرس وقالوا له: مباركة هى قيادتك ومبارك هو إلهك الذى إستجاب لدعائك له. وآمن جميع الجنود من تلك الساعة.
    (2) رحلة الأمير إلى بلدته لمقابلة ابيه
    أشتاق القديس لرؤية والده , وكان إشتياق من أعماق قلبه وسجد رافعاَ صلاة حارة من قلبه للرب يسوع يناشده فيها أن يروى ظمأ نفسه ويحقق له طلبه . فظهر له ملاك الرب وخاطبه قائلآ : إذهب يا تادرس إلى مصر وهناك ستلاقى أباك يوحنا وسأكون بحراستك على طول الطريق . فدعا الأمير تادرس إثنين من كبار رجال جيشه هما (أبيقام و ديسقورس ) وأخبرهما بسر عزمه على المضى إلى مصر للقاء أبيه هناك , وإتفقوا أ ن يصحبه أبيقام ويبقى ديسقورس لقيادة الجيش . وقاموا بتجهيز سفينة سارت بهم إلى مدينة الأسكندرية وأثناء السفر ظهرت بركة حياته ونعمة الروح القدس فيه . ومن ذلك أن البحر كان يهدأ عندما يصلى وكان يخرج الشياطين ويشفى مرضى كثيرين لدرجة أن ركاب السفينة آمنوا بالمسيح وعندما وصلوا إلى الإسكندرية إتجه مباشرة إلى الصعيد حيث مدينة شطب التى أرشده إليها أهل مصر بعد إستقباله أحسن إستقبال . وفى شطب خاف أهلها من هذا الأمير الأنطاكى لأنهم ظنوا أنه جاء ليأخذ رجالهم إلى العسكرية . دخل الأمير تادرس إلى الكنيسة هو ورفاقه وصلى للرب وشكره على وصوله وحراسته له طالباً من الله ان يساعده على لقلء ابيه . ودنا من خادم البيعه العجوز: هل يوجد هنا أيها الأخ الحبيب رجل يدعى يوحنا ففكر الخادم برهة ثم قال للأمير : نعم هناك رجل أخذه ملك الروم منذ زمن بعيد إلى أرض بعيدة ولكنه عاد إلينا ثانية بعد أن ترك زوجته التى كانت تعبد الوثن . شعر الأمير بالفرح وأرتسمت على شفتيه أبتسامة عريضة وخاطب الخادم قائلا : وهل هذا الرجل على قيد الحياة فرد :نعم ولكنه مريض وأيام غربته قربت أ تنقضى . وهل لك به سابق معرفة فقال نعم أعرفه منذ زمن وأريد مقابلته .
    وسار الأمير تادرس ورفيقاه ابيقام وخادم الكنيسة العجوز إلى منزل يوحنا وقال له : أمير أنطاكى يسأل عنك يا يوحنا ويريد أن يراك . فرد يوحنا : أمير أنطاكى وما حاجته إلىٌ وقد زال عنى ملك هذا العالم وحدق بى المرض وضرب الموت سياجاً من حولى , ليدخل وسنعرف سر مجيئه . وبغته تقدم الأمير تادرس من والده وهو متأثر وكادت الدموع تطفر من عينيه ولكنه تمالك نفسه قائلا أنا أمير من مملكة الروم جئت فى طلبك فرد يوحنا : مرحبا بك يا أبنى ماذا تريد منى وهل استطيع أن اسدى إليك أمرا وأنا فى أيامى الأخيرة -هل تعرف يا سيدى الأمير انسطاسيوس وابنته الأميرة اوسانيا -نعم أعرفهما .
    - ولكن يا سيدى أنت تعبد الإله الحقيقى الرب يسوع المسيح وهما يعبدان الأصنام, فكيف تعرفهم أذن
    هذه قصة طويلة يا ولدى... وبدأ الأب يوحنا يقص قصته منذ ذهبه إلى أنطاكية جنديا ولحين عودته عنها مرة أخرة إلى وطنه وبلدته شطب.
    أما الأمير تادرس أغرورقت عيناه بالدموع ونهض من على كرسيه وأرتمى فى حضن أبيه يوحنا قائلا: أبى يوحنا أنا ولدك تادرس, ووالدتى أوسانيا التى طردتك بسبب أصنامها, وأنا قد حطمت الصنم وأنى تعمدت وصرت مسيحيا وقد أعلمنى الرب يسوع فى رؤيا أنك على قيد الحياة وقد جئت لأنظرك قبل أن تموت.
    فرد يوحنا: ولدى.. تادرس.. أشكرك يارب.وأخذ يقبلا بعضهما ويبكيان من فرحة اللقاء الذى طال أنتظاره, بينما الشيخ العجوز وأبيفام رفيق الأمير يتعجبان ويمجدان الله.وشاع الخبر بين ربوع المدينة ففرح الجميع أن الله أفتقد يوحنا بمجىء إبنه إليه. وخرجوا لتهنئة واستقبال إبنه الأمير تادرس أيما أستقبال, وصنعوا له وليمة عظيمة وفرح به أبناء عمته "أنفيليا" وكانت قد ماتت وقد أوصى الأمير عليهم حكم البلاد. وبعد خمسة أيام أنتقل يوحنا الشطبى إلى السماء فى شيخوخة صالحة بعد أن بارك ابنه تادرس وقام أهل المدينة كلها بتشيع جثمانه إلى مثواه الأخير ودفنوه بجوار أبيه "ابيشخار" وأخته "انفيليا" وقدموا العزاء للأمير الذى عزاه الرب بعظيم الإيمان. وقال لأهل مدينته "وصيتى لكم حينما تنتهى حياتى وانتقل من هذا العالم احضروا جسدى ليدفن بجوار أبى".
    فى هذا الوقت أعلن الفرس الحرب على مملكة الروم فأرسل دقلديانوس رسلا إلى قادة الجيش لكى يعلمهم بأمر الحرب وبصفة خاصة الأمير تادرس لأنه الوحيد بين القادة الذى له العقلية العسكرية والكفاءة لصد غارات الفرس وهجماتهم عن المملكة. فقام ديسقوروس نائب الأمير تادرس وأرسل للأمير تادرس إلى أنطاكية بعد وداع من أهل شطب. الذين أقاموا عامودا على شاطىء النيل ورسموا عليه صورة الأمير تادرس لكى يراها جميع المجتازين فى النيل تخليدا لذكراه.
    جميع الأمير جيوشه ونظم صفوفه ووضع الخطة الجيدة, ونسق فرق الجيش المختلفة ودخل الحرب فى شجاعته. وقد رافق الأمير تادرس المشرقى فى ميادين القتال وكان الأثنان يحاربان جنبا إلى جنب. وكان الشهيد الشجاع الأمير تادرس بن يوحنا الشطبى لا يقدر أحد أن يقاومه من جميع الفرسان وجيوشهم وكانوا يسألون عنه فى صفوف الحرب. فإذا علموا أنه فى صف تحولوا عنه إلى الجهة الأخرى خوفا منه. لأنه إذا قال أنا تادرس سقطت سيوفهم من أيديهم, وناضل كثيرا حتى تمكن من هزيمة الفرس وأنسحابهم نهائيا عن حدود المملكة, فأعجب به الأمبراطور وكان يجلسه بجانبه فى الديون الملكى كما لقبه بطل المملكة الرومانية ومنحه أعلى الأوسمية فى البلاد.

    (3) بدأ الجهاد وقتل التنين
    عين الأمبراطور دقلديانوس الأمير تادرس واليا علي إحدى المقاطعات الرومانية بعد موت واليها. وكانت مدينة أوخيطس هى عاصمة هذه الولايةو فأخذ الأمير جنده وذهب إليه وعسكر من حولها استعدادا لدخولها- وكان فى هذه المدينة تنين عظيم يسكنه روح نجس وهو بذاته الروح النجس الذى كان بداخل صنم أمه أوسانيا. وقد أفزع المدينة كلها وأدخل الرعب فى القلوب, وكان من عادة الوالى السابق أن يقدم له أطفالا صغارا طعاما له. وحدث فى تلك الأيام أن أرملة وصلت إلى المدينة ومعها ولداها فاخذهما منها أهل المدينة وربطوهما فى شجرة لبخ فوق الجبل ليراهما التنين من بعيد. فمزقت المرأة ثيابها ونثرت شعرها وصارت تبكى ولديها وذهبت إلى الأمير تادرس وهى باكية لتشكو له أمرها ولكن حينما وصلت إليه ترددت وتراجعت ثانية قائلة فى نفسها: من أنا حتى أتكلم مع الأمير العظيم وكان الرب قد أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وأعلم الأمير بحالها فأمر الأمير أحد الجنود باستدعائها فلما جاءت إليه قال لها: مالى أراك حزينة باكية هل ظلمك أحد من أهل البلدة وماذا تعبدين من الآلهة فأرتعدت وخافت ولم تنطق بشىء. فقال لها الأمير بحق الرب يسوع المسيح تكلمى ولا تخافى, فلما سمعت أسم المسيح تشجعت قالت له يا سيدى, إن عبدتك مسيحية من أهل برنكيا (فاتكة) وكان زوجى جنديا يعبد الأوثان وقد مات فى الحرب وقد بقيت أنا وولدى وقد عمدتهما سرا. وجئت إلى هذه المدينة هاربة خوفا من أهل زوجى لئلا يعرفوا ذلك. ولكن أهل المدينة خطفوا ولدى وأسرعوا بهما إلى كهنة الأوثان ليقدموهما قربان للآلهة, ولمن الكهنة رفضوهما وأمروهم بأن يقدموهما للتنين الذى يأكل الأطفال. وهاهما مربوطان على شجرة لبخ فوق الجبل وأنا الآن لى ثلاثة أيام لم آكل ولا أشرب فاصنع معى رحمة يا سيدى, وخلص لى ولدى لأنى سمعت صوت من السماء يقول لى فى صباح اليوم وأنا أصلى باكية: لا تخافى فالأمير تادرس كفيل بخلاص ولديك. فلما سمع الأمير ذلك أمر أحد قواده أن يحرس هذه الأرملة وأمر جنوده بدخول المدينة, وقصد هو قتل التنين الذى به الشيطان. وعبثا حاول الجنود أحباط الأمير عن عزمه ولكن بدون جدوى.
    ثم ترجل الامير عن جواده وسجد نجو الارض ثم رفع نظره الى السماء وصلى قائلا :" أيها السيد المسيح القادر على كل شىء يا من خلصت دانيال النبى من جب الاسود ووقفت الى جانب سوسنة وساعدت أبائى القديسين للانتصار على الشر , يا من أعطيت لتلاميذك ورسلك الاطهار سلطانا على الحيات والعقارب . قو عبدك على قتل هذا التنين الذى يهلك الانفس ويفترس الاطفال الابرياء " ثم ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل قائلا : " لا تخف يا تادرس وأطعن هذا التنين برمحك وسوف أساعدك على تحقيق ذلك " و كان التنين الذى قد أقترب فاغرا فاه بمقدار عشرة أذرع قاصدا أبتلاعه , فصرخ الامير فى وجهه وقال له الى إين أيها المهلك للنفوس :" أن السيد المسيح بذلك اليوم يحبسك فى قبضتى , وتقدم الامير تادرس نحو التنين وتشدد وطعنه برمحه فى مقدمة رأسه وأخذ يقاتله نحو ساعتين كاملتين وكانت يد الملاك معه تسانده وبعد أن أدخل الرمح فى راسه ثبته بيده اليسرى وصار الملاك يناوله حجارة الواحدة تلو الاخرى ليقتل بها التنين وكانت الجموع تتعجب من مصدر وصول الحجارة اليه بدون أن يناوله أحد أياها وبعد أن مات التنين استل سيفه وقطع رأسه بعد أن أنتزع رمحه وصار يفزغ ما فى جوفه من سموم حتى إمتلا الجبل من دمه , وقاسوا طوا التنين فوجوده أربعة وعشرين ذراعا ونصف ذراع , وسعة فمه سبعة أشبار يدخل فيها الانسان ويخرج فسلخوه وعلقوا جلده على باب مدينة أوخيطس تذكارا له وكان قتله فى يوم 18 بؤونة .
    وبعد موت التنين وإذا بالشيطان الذى كان ساكنا فيه قد ظهر له بشكل زنجى طويل القامة وناداه قائلا : يا تاودروس أتعرف من أنا حتى طردتنى من مسكنى الاول صنم أمك وطردتنى أيضا من مسكنى فى هذا التنين الذى قتلته ها أنا اسبقك الى الملك لكى أجعله يعذبك ويقطع رأسك فلما سمع منه القديس هذا الكلام أسرع نحوه وهو شاهر سلاحه ليطعنه فركض أمامه الزنجى وأختفى فى الهواء . ثم عاد وفك الطفلين وسلمهما الى أمهما وأوصاها أن تذهب الى مدينة أنطاكية وتقيم عند الاميرة اوسانية والدته التى كانت قد أمنت بالمسيح بعد ظهور عجائب كثيرة على يد ابنها الامير تادرس وفرح جميع أهل المدينة وأمنوا بالمسيح . ولذلك نرى فى أيقونة الشهيد : الارملة أمامه تتوسل اليه وهو على حصلنه بملابسه الرومانية وتحته التنين مطعون بالحربة وأمامه شجرة , والابن الثانى وراءه على الحصان .

    ( 4 ) عذابات واستشهاد القديس
    أعتزل الامبراطور دقلديانوس الحكم وتنازل عن العرش لزوج أبنته الملك جالريوس سنة 305 م , الذى تنازل بدوره لابن أخيه فى نفس السنة الملك مكسيموس دازا الذى فاق جميع من سبقوه فى القسوة والاضطهاد على المسيحين , وقتل الالوف من الشهداء الابرار . وظل فى حكمه حتى أنتحر بعد هزيمته أمام الملك ليكينيوس , وقد التقى الامبراطور قسطنين معه فى ميلان سنة 313 م وأصدر مرسوم ميثلان Edict of Milan للتسامح مع المسيحين وأعطيت بموجيه الحرية الدينية فى البلاد كلها إلا أن ليكينيوس خرج على قسطنطين ونقض مرسوم ميلان وجدد الاضطهاد للمسيحين لفترة قصيرة فى الشرق حتى هزم من الملك قسطنين سنة 325 م الذى أباح العبادة الدينية , وفى هذه الفترة التى أعلن فيها ليكينينوس الاضطهاد أستشهد الامير تادرس الشطبى .
    وذلك أن كهنة الاوثان شكوا الامير تادرس الى الامبراطور ليكينيوس أنه يحطم الأوثان ويعبد الاله يسوع المسيح , وقام بقتل التنين العظيم الذى بأوخيطس . فأمر الملك بإحضاره وعندما مثل بين يديه , حاول معه بالتهديد والوعيد أن يعود أدراجه ثانية ويترك المسيحية . ولكن الامير تادرس أعلن جهرا أيمانه بالرب يسوع ودحض عبادة الاوثان وشجب الديانة الوثنية .
    بعد أن تكلم القديس بهذا الكلام جن جنون الملك وأمر بضربه بالسياط فضربه الجلادون بالسياط الرومانية المزودة بقطع الرصاص حتى تمزق جسده ولم ينكر أيمانه بالسيد المسيح . أمر الملك بعد ذلك بوضعه فى الهنبازين . أما الامير فلم يخف أو يتردد فى قبول الالام والعذابات فرحا بلقاء رب المجد عالما أن له أكليلا معدا فى السماء , ثم ظهر له رئيس الملائكة وعزاه قائلا : تشدد وتشجع يا تاودروس لقد أقتربت تلك الساعة التى يتم فيها جهادك . ثم مضى عنه الملاك . وهكذا انقذه الرب من الآلام المعصرة وضرب السياط التى مزقت جسده فبهت الجمع الواقف وصرخوا قائلين يبيدك إله القديس تاودروس أيها الملك لأنك تريد أن تقتله , وهو الذى خلصنا من التنين فلما رأى الملك ذلك خاف من الجمع لأنهم كانوا قد جاؤا خلف الامير من مدينة أوخيطوس وكانوا كثيرين , لكنه أمر بأن يؤخد القديس الى السجن وصرف الجمع . فلما كان الليل قد انتصف والقديس يصلى بحرارة أتاه ملاك الرب وتلألأه بنوره المكان , وصار يعزيه ويقويه وقال له : أرسل إلى والدتك وعرفها أن تدعو اسمها استراتيكا بدلا من أوسانية حتى لا يتمكن أحد من معرفتها وعندما يقطعون رأسك تاخد جسدك سرا , وتكفنه وتضعه فى سفينة وتمضى به الى شطب فى صعيد مصر , وسوف يؤمن كثيرون بسببك ويصيرون شهداء ويكون اسمك شائعا , وعونا لمن يدعون باسمك فى البر والبحر وتكون بركة للمؤمنين . ثم مضى عنه الملاك
    وفى الصباح الباكر أمر الملك بأحضار الشهيد من السجن ولاطفه وقال له : قم احمل القربان للآلهة لكيما يكون لك الخلاص من العذابات وتكون كما كنت فى رتبتك الأولى فقال له القديس : لا يمكن أن يكون ذلك أبدا أيها الكافر وأنى لا أترك سيدى يسوع المسيح أبن الاله الحى الأزلى , فلم سمع منه هذا الكلام غضب جدا وأمر بأن يأتوا بسرير حديد ويضعوا عليه القديس بعد أن يوقدوا تحته نارا فتحترق عظامه وتتلاشى ولما فعلوا هذا كانت النار شديدة فكأن القديس يتألم من شدتها ورفع نظره الى فوق وصرخ : يا سيدى يسوع المسيح أعنى وأنقذنى يارب لئلا يفتخر على هذا المخالف ويقول أين هو آلهه الذى يستطيع أن يخلصه من يدى . وبينما كان القديس يتأوه من شدة العذابات وإذا سحابة سوداء ظللت عليه وأفاضت عليه مطرا غزيرا , وجاء صوت من السماء يقول له : تقو بالرب ولا تخف يا تادرس ففى الحال قام من على السرير سليما معافى فلما شاهد الجند ذلك أستولى عليهم العجب , فأمنوا ورئيسهم الواقف معهم بالسيد المسيح إله القديس تاودروس ودخلوا على الملك وهم يرددون هذه الهتافات فأستشاط الملك غضبا وأمر جنودا أخرين أن يربطوهم ويطرحوهم فى حفرة متقدة بالنار فأحترقت أجسامهم وصعدت أرواحهم الى الفردوس , وكان عددهم 2500 نفس آمنوا بالمسيح وكانت شهادتهم فى يوم 25 من برمودة القبطى .
    بعد ذلك أمر الملك أن يطرحوا القديس على بطنه ويضربوه بأعصاب البقر أربعة سياط من كل جانب, ولكن الرب أعطاه قوة فلم يشعر بشىء من العذابات. فأمر الملك باحضار سرير من الحديد وأن يثبتوا عليه لوحا من الخشب وأن يضعوا عليه القديس ويدقوا فى مسامير حتى تنفذ فى لوح الخشب وتكون مثبته لجسمه فى اللوح, ثم يشقوا فخذيه ويأتوا بزيت مع كبريت وزفت ويسكبونها فى فمه ووسط فخذيه- فصار القديس يصرخ من شدة العذبات المبرحة. فجاء إليه ملاك الرب وأقامه بيده سليما معافى أمام الناس الحاضرين, فصرخوا قائلا: نحن نصارى نومن بإله القديس تاودروس. فلما سمع الملك بذلك امتلأ غيظا وغضبا وأمر بقطع رؤسهم فى الحال وكان عددهم اربعمائة وسبعة وعشرين وكانت شهادتهم فى يوم 27 برمودة.
    ثم امر الملك أن يعلق برجليه ويربط فى عنقه ثلاثة أحجار حتى أنه بدأ الدم ينزف من فمه ومن أنفه, وكانوا يفعلون به هذا وهو متمسك وصابر على العذاب بشجاعة. وبعد ذلك أمر الملك بطرح القديس فى السجن وكان عند الملك وال يدعى كلكيانوس وكان حاكما على الاسكندرية فاستدعاه وأمره أن يقوم بترويض الأمير تادرس ليكفر بالمسيح ويرى طريقة لإبطال سحره أو يقوم بتعذيبه- فأستدعى كلكيانوس الأمير تادرس من السجن ولاطفه ببشاشة وقال له إنى أشعر بالألم الشديد وقلبى يتوجع بسببك يا حبيبى تادرس الاسفهسلار لإنك تركت مجدك ورتبتك وصرت فى هذا الذل العظيم.. فقال الأمير: لا يجب أن يتوجع قلبك بسببى بل يجب أن يتوجع بسبب ملكك المخالف مثلك لأجل الهلاك العظيم الذى سيحل عليكما من أله السموات والأرض. فغضب كلكيانوس عند سماعه هذر القول, وأمر أن يوثقوا القديس بقيود حديدية وأن يأتوا بموسى حادة ويقطعوا به لسانه من بين شفتيه فلا يتكلم دفعة أخرى. ففرح القديس وقال له: أنت أمرت بقطع لسانى هذا الظاهر ولكن لى لسان آخر فى قلبى ليس لك سلطان عليه أسبح به إلهى ومخلصى يسوع المسيح إله السموات والأرض. وأستمروا فى تعذيب القديس بأنواع كثيرةشديدة, منها أن الوالى أمر الجنود أن يخلعوا أسنانه ويضعوا فى فمه جيرا ممزوجا بخل ثم وضعوه علىسرير من حديد وأخذوا يوقدون تحته بنار شديدة لمدة ثلاثة ساعات فلم يضره شىء. وكان الرب يقيمه من كل هذه العذابات. وأمر بعدها أن يسلخوا جلده من جسده ثم يضعوا على لحمه خلا ممزوجا بالملح وأن يضعوا أوتاد من الحديد محمية بالنار داخل عينيه . وكان يقوم صحيحا من كل هذه العذابات ويؤمن بسببه كثيرون فأمر الوالى بقطع رؤسهم جميعا . وبعد أن تعب الوالى من كل هذا أمر بكتابة قضية الامير تادرس الاسفهلار وأن يبلغوها للأمبراطور وأمر بقطع رأسه , ثم كتب : أن الامير تادرس الاسفهسلار الذى خالف أوامر الامبراطور العظيم وأوامر السادة الامراء ولم يسجد للألهة العظيمة ولم يقدم لها البخور قد قمنا بتعذيبه كثيرا حتى يخضع ويرجع عن مخالفته ولكنه تمادى فى عصيانه , ولانه كان ساحرا لم نستطع أن نغلب سحره , لذلك أمرنا بقطع رأسه وحرق جسده بالنار فأخذوه الجنود ألى شمال المدينة ليقطعوا رأسه فوقف الامير تادرس وصلى قائلا :" يارب اله السموات والارض يا من كان مع آبائنا أبراهيم وأسحق ويعقوب كن معى اليوم كما كنت مع آبائنا الرسل وأعنتهم فى سعيهم وجهادهم , أسمعنى أنا عبدك المسكين فأنى توكلت عليك وأرجوك أن تقبل روحى وتحفظ جسدى ولا تجعل للنار سلطانا لئلا يقولوا اين هو الهه وليعلن جميع الناس بأن لك القوة والمجد والسلطان إلى الابد " .
    وإذا برب المجد يظهر له فى سحابة نورانية ويقول له : حبيبى تادرس هلم الى الراحة الابدية فى ملكوت السموات مع كافة الشهداء والقديسين , فقد أكملت جهادك وسأعطيك أكليل الشهادة العظيمة وسيكون أسمك شائعا فى كل مكان فى العالم , ويكون جسدك محفوظا من النار كما طلبت والذى يبنى بيعة بأسمك أو يقدم قربانا فى يوم تذكارك فسوف أجازيه بالرحمة وغفران خطاياه وأبارك له فى جميع أعماله . والذى يكتب كتاب شهادتك وجهادك أكتب أسمه فى سفر الحياة . وبعد هذه الصلاة العميقة ورؤية السيد المسيح أقتيد الامير الى السياف الذى ضرب عنقه بحد السيف فقطع رأسه المقدسة ونال أكليل الشهادة . وأصعد السيد المسيح روحه الطاهرة وسط تهليل الملائكة على المركبة النورانية وفاحت من جسده رائحة عطرية ذكية . وكان ذلك فى يوم 20 أبيب سنة 320 ميلادية . أما جسده فألقوه فى النار ولكن الله حفظه فلمم تمسه بسوء أخذته أمه " أوسانية " وكفنته ونقلت رفاته الى مصر وبنيت كنائس وأديرة كثيرة على أسمه , وذلك فى أيام الملك البار قسطنطين الكبير . وقد أظهر الله عجائب كثيرة من جسده
    بركة صلاته وشفاعته تكون معنا ولربنا والمجد الدائم الى الابد أمين


    الا مير تادرس الشطبى 676598 [b]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 13:35