كان السكون يهيمن على أرجاء منزلي الصغير في حوالي الساعة الخامسة صباحا قبل ان يدق جرس الباب بطريقة هيستيرية فقمت من نومي مهرولا الى الباب لعلي استطيع ان اوقف هذه الضوضاء التي ستوقظ أطفالي من نومهم, و في الوقت نفسه أريد ان أعرف ما خلف الباب من مصيبة تنتظرني.
الا انني وجدته بائع الجرائد عم جرجس, فتنفست الصعداء لكن بدا شخصا اخر خلفه لم استطع ان اتعرف على ملامحه و أنا أحاول ان أحدق في الظلام لحظة انطفاء نور السلم، فاسرعت باضاءة النور وقلت له وانا أحاول ان اسيطر على أعصابي: خير يا عم جرجس؟
فرد على: خير انشاء الله، أعرف حضرتك بالأستاذ/ ابراهيم مسعود – صحفي بجريدة الخيال، اللي باجبها لحضرتك كل يوم، فنظرت في ساعتي مندهشا، دلوقتي الساعة دي.
فرد الاستاذ ابراهيم مسرعا احنا اسفين بس الموضوع غاية في الأهمية. و قبل ان اعبر عن ما بداخلي من استياء، فاستطرد قائلا: هو بس كان فيه غلطة مطبعية في جورنال امبارح أنا كنت السبب فيها. هي بخصوص جريمة القتل اللي حصلت أول امبارح في الشارع اللي ورانا و رئيس التحرير حطني بين اختيارين الاستقالة او اصلاح خطأي و قد تعاطف معي جميع الزملاء و هم يمرون على جميع البيوت التي قمنا بتوزيع الجريدة اليها ليقومون بتصحيح الغلطة اللي في صفحة الحوادث، و صمت للحظات....لم أستطع خلالها أن أغير ملامحي المندهشة فما تزل عيناي تحدق في الرجل و حاجبي مرفوعين الى أعلى منذ أن بدأ قصته العجيبة!!!!ثم عاود حديثه قائلا:
ان القاتل الحقيقي هو "سامر الجبلاوي" و ليس "سامح الببلاوي" و ان المجني عليه هو " ماجد البنهاوي" و ليس " مازن البهنساوي" و ان الدافع من القتل هو السرقة و ليس الانتقام.
لم أستطع أن اتمالك نفسي و انا أحاول أن أقاطعه لأرد عليه و لكن الاف الأسئلة تنهمر على رأسي كالأمطار فقلت له بلهجة منفعلة: بقى ده معقول ؟؟هو ممكن حاجة زي كده تحصل؟؟؟
فرد على الأستاذ الصحفي: يافندم دي سمعة الجريدة؟ و مش عايزين حد يعرف من الجرايد التانية ان غلطة زي دي حصلت....!!!!!! و كمان مصير انسان متهم ظلم ممكن يروح في ستين داهية و واحد تاني قاتل، مجرم يهرب و أهل القتيل الحقيقي مايعرفوش حاجة عنه.
و أنا في الوقت نفسه أثناء سماعي لاجاباته وجدت نفسي شاردا في الأسئلة التي تدور في رأسي من هول الصدمة لم أنبث ببنت شفة و بدأت أفكر بصوت عالي موجها كلامي لكلاهما:
أولا جريدة "الخيال" جريدة محترمة لا يمكن أن تخطىء مثل هذا الخطأ و لابد ان فيها من المراجعين الكفء الذين لا يسمحون بمثل هذه الأخطاء التي لا يمكن لموظف مبتدىء ان يقوم بها،
ثانيا: كيف يمكنهم أن يصححوا مثل هذه الغلطة و في كل أنحاء الجمهورية و أيضا دون ان يدري أحد...
ثالثا: ماذا عن طبعات جريدة الخيال التي تصدر بلغات مختلفة و قد وزعت الى كل أنحاء العالم بأكثر من عشرات اللغات و بالاف النسخ....
فرد على عم جرجس ببساطة الأمي ذو النظرة الفلسفية و التي يمكن أن نستنبط منها الحكمة من ان لاخر: يا أستاذ حسين و لما انت مش مصدق ان حاجة زي دي ممكن تحصل ازاي قدرت تصدق ان ربنا بقدرته العظيمة ممكن ينزل كتاب زي "الانجيل" و يتوزع في كل العالم و يترجم بلغات كتيرة و بعدين شوية بني ادمين يتفقوا انهم يغيروا فيه و يحرفوا فيه من غير ما حد يعرف و كمان ربنا استغفر الله العظيم ما يعرفش يحفظه......
فرد على: خير انشاء الله، أعرف حضرتك بالأستاذ/ ابراهيم مسعود – صحفي بجريدة الخيال، اللي باجبها لحضرتك كل يوم، فنظرت في ساعتي مندهشا، دلوقتي الساعة دي.
فرد الاستاذ ابراهيم مسرعا احنا اسفين بس الموضوع غاية في الأهمية. و قبل ان اعبر عن ما بداخلي من استياء، فاستطرد قائلا: هو بس كان فيه غلطة مطبعية في جورنال امبارح أنا كنت السبب فيها. هي بخصوص جريمة القتل اللي حصلت أول امبارح في الشارع اللي ورانا و رئيس التحرير حطني بين اختيارين الاستقالة او اصلاح خطأي و قد تعاطف معي جميع الزملاء و هم يمرون على جميع البيوت التي قمنا بتوزيع الجريدة اليها ليقومون بتصحيح الغلطة اللي في صفحة الحوادث، و صمت للحظات....لم أستطع خلالها أن أغير ملامحي المندهشة فما تزل عيناي تحدق في الرجل و حاجبي مرفوعين الى أعلى منذ أن بدأ قصته العجيبة!!!!ثم عاود حديثه قائلا:
ان القاتل الحقيقي هو "سامر الجبلاوي" و ليس "سامح الببلاوي" و ان المجني عليه هو " ماجد البنهاوي" و ليس " مازن البهنساوي" و ان الدافع من القتل هو السرقة و ليس الانتقام.
لم أستطع أن اتمالك نفسي و انا أحاول أن أقاطعه لأرد عليه و لكن الاف الأسئلة تنهمر على رأسي كالأمطار فقلت له بلهجة منفعلة: بقى ده معقول ؟؟هو ممكن حاجة زي كده تحصل؟؟؟
فرد على الأستاذ الصحفي: يافندم دي سمعة الجريدة؟ و مش عايزين حد يعرف من الجرايد التانية ان غلطة زي دي حصلت....!!!!!! و كمان مصير انسان متهم ظلم ممكن يروح في ستين داهية و واحد تاني قاتل، مجرم يهرب و أهل القتيل الحقيقي مايعرفوش حاجة عنه.
و أنا في الوقت نفسه أثناء سماعي لاجاباته وجدت نفسي شاردا في الأسئلة التي تدور في رأسي من هول الصدمة لم أنبث ببنت شفة و بدأت أفكر بصوت عالي موجها كلامي لكلاهما:
أولا جريدة "الخيال" جريدة محترمة لا يمكن أن تخطىء مثل هذا الخطأ و لابد ان فيها من المراجعين الكفء الذين لا يسمحون بمثل هذه الأخطاء التي لا يمكن لموظف مبتدىء ان يقوم بها،
ثانيا: كيف يمكنهم أن يصححوا مثل هذه الغلطة و في كل أنحاء الجمهورية و أيضا دون ان يدري أحد...
ثالثا: ماذا عن طبعات جريدة الخيال التي تصدر بلغات مختلفة و قد وزعت الى كل أنحاء العالم بأكثر من عشرات اللغات و بالاف النسخ....
فرد على عم جرجس ببساطة الأمي ذو النظرة الفلسفية و التي يمكن أن نستنبط منها الحكمة من ان لاخر: يا أستاذ حسين و لما انت مش مصدق ان حاجة زي دي ممكن تحصل ازاي قدرت تصدق ان ربنا بقدرته العظيمة ممكن ينزل كتاب زي "الانجيل" و يتوزع في كل العالم و يترجم بلغات كتيرة و بعدين شوية بني ادمين يتفقوا انهم يغيروا فيه و يحرفوا فيه من غير ما حد يعرف و كمان ربنا استغفر الله العظيم ما يعرفش يحفظه......
و في هذه اللحظة شعرت بيد تهز جسدي كله
و صوت طفل صغير اعتدت على سماعه يقول لي:
بابا بابا اصحى ياللا علشان تفسحنا النهارده أجازة.........منقول....
بابا بابا اصحى ياللا علشان تفسحنا النهارده أجازة.........منقول....
