قرأت فى مرة, من غرائب الطبيعة, عن نوعيات من البجع تتغذى على اشياء كثيرة من بينها الافاعى, ولهذا السبب يصبح دمها ترياقاً مذهولاً ضد السم ... فتستطيع بذلك ان تشفى صغارها عندما تلدغهم الحية ...
فمثلاً عندما تدرك البجعه ان صغارها مهددون بالموت بسبب لدغة افعى , تسرع للقيام بشئ عجيب يظهر حبها واهتمامها بأبنائها ... فماذا تفعل ؟
انها تقف فوق صغارها الضعفاء, وتنقر جنبها حتى يبدأ بالنذيف من الجرح الذى أدمت به نفسها, فتقط قطرات الدم من الأم الى افواه صغارها. وعندما يتناولون الدم المحتوى على الترياق المضاد للسم, يحيون وينجون, شاكرين لأمهم عملها العظيم, فقد وهبتهم حياة جديدة بعد أن كانوا فى حكم الموت ... فهى إن كانت قد أنجبتهم فيما مضى, ولكنها الان قد اعطتهم الحياة من جديد ....!
قد يكون هذا المشهد إعادة لقصة وقعت منذ زمن بعيد. هناك فى الفردوس ....
لدغت أفعى شريرة الانسان وممته .. سمها قد لا يكون مادياً بل روحياً , إنه سم الخطية المهلك .. به دخلنا فى حكم الموت الروحى قبل أن نموت بالجسد.
نحن الموتى كنا نحتاج إلى ترياق ينقذنا من هذا السم, وهذا الترياق هو دم المسيح المسفوك على الصليب .. الذى حمل خطايانا فى جسده, وهزم الخطية وداس الموت, فصار دمه لنا دواء شافياً ...!
فكما من البجعة, بدافع حبها الكبير لأولادها, جرحت جنبها بإرادتها الكاملة, لتروى أبناءها بدواء الحياة, هكذا فعل المسيح, وسفك دمه لأجلنا, ووهبه لنا فى الكأس قائلاً: "اشربوا منها كلكم, لان هذا هو دمى الذى للعهد الجديد, الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا"(مت27:26-28)
ونحن نحتاج أن نعيش بإستمرار على هذا الدواء الالهى, نتناوله بانتظام فنتقوى, وتسرى فينا الحياة الابدية فنهتف مع بولس الرسول:
"أين شوكتك يا موت.
أين غلبتك يا هاوية ...
شكراً لله الذى يعطينا الغلبة
بربنا يسوع المسيح"
(1كو55:15 ,75)
منقول
أين غلبتك يا هاوية ...
شكراً لله الذى يعطينا الغلبة
بربنا يسوع المسيح"
(1كو55:15 ,75)
منقول