روائع من تاريخ الكنيسة _2 حدث فى بدايـة دخول العرب إلى مصـر أن عاش في الاسكندرية رجل اسمه ديسقورس تعرض في وقت ما إلى ضيقة جعلته ينكر فاديه ويعتنق الاسلام وقضى عدة سنوات بعيدا عن مخلصه وربه .. وكان لديسقورس اخت متزوجة في الفيوم فلما وصلتها اخباره بعثت إليه بخطاب تقول فيه : " لقد كنت اشتهـي ان يأتي إلي خبر موتـك وانت ثابت على ايمانك لنلتقــي في الفردوس ونفرح بالحياة مع ربنـا ومخلصنـا .. وخبـر موتك كان سيقـع عليّ اهون من جحودك . فأعلم ان هذا الخطاب هو اخر صلة بيني وبينك ، فلا تحاول ان تريني وجهك ولا حتى أن تكاتبني " .. فهذه الأخت الوفيـــة – ولو اننا لا نعرف اسمها - سلكت نفس مسلك القديسة الشهيدة دميانــة مع ابيها ... فلما وصل خطابها إلى ديسقورس بكى بكاء مراً إذ قد صحا ضميره فقام مسرعا وشد وسطه بزنار . وصلى متضرعا بحرارة ورسم نفسه بعلامة الصليب المقدس وخرج يتمشى في شوارع المدينة لابسا الصليب على صدره فاقتاده البعض إلى الوالي الذي قال له : اما دخلت فى ديننا ؟ فماذا اصابك ؟ أجاب ديسقورس : بالحقيقة انى قد ولدت مسيحيا وأريد ان اموت مسيحيا . فضربه والقاه في السجن ثم ارسل إلى حاكم مصر يعرض عليه الموضوع . فرد عليه الحاكم يقول :إن لم يعد إلى دين الحكام فيجب حرقه ، فاستحضره الوالي وأبلغه أمر الحاكم فقال ديسقورس : لقد سبق ان قلت لك انني ولدت مسيحيا وأريد أن أموت مسيحيا .. فصدر الأمر بإحراقه . فأخذه الجند خارج المدينة وحفروا حفرة عميقة أوقدوا فيها النار . فلما علا لهيبها طرحوه فيها . فنال الاكليل الذي لا يضمحل وسبق أخته إلى الفردوس ... فتحيــة إعزاز لهذه الأخت الوفيـة التى وضعت ولائها للفادي الحبيـب فوق كل اعتبـار ... المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري |
من روائع كنيستنا
فرايم حبيب- مشرف عام المنتديات
- عدد المساهمات : 549
عدد النقاط : 12323
تاريخ التسجيل : 14/03/2010
العمر : 74
- مساهمة رقم 1