--------------------------------------------------------------------------------
كنائس دير ريفا
الصعــــود إلى أعلى
وردت فى جريدة وطنى بتاريخ الصادرة فى 14/5/2006 م السنة 48 مقالة للكاتبة باسمة وليم - أسيوط بعنوان " عذراء الجبال والمغائر:تراث روحي وتاريخي ينتظر إعادة الاكتشاف " فى طقس كنسي خاص وتقليد متوارث لأهالي منطقة أسيوط منذ مئات السنين يتجه الآلاف من شعب أسيوط والقرويون من دير ريفا والقري المتاخمة فجر يوم الأحد الماضي الأول للخماسين المقدسة والمعروف كنسيا (بأحد توما) صعودا إلي منطقة كنائس دير ريفا الأثرية بمغائر جبل أسيوط علي ارتفاع 150م عن سطح البحر.
وقرية دير ريفا التي تقع علي بعد 11 كم جنوب غرب مدينة أسيوط, يقدر عدد سكانها بـ7.5 ألف نسمة من المسيحيين البسطاء معظمهم يشتغل بالزراعة والرعي...يحدها شمالا قرية دير درنكة حيث مغارة دير العذراء بجبل أسيوط وجنوبا قرية الزاوية حيث دير العباد ويتاخمها شرقا الشريط الأخضر لزراعات القرية...تعودت فيها الجموع والزوار علي الاحتفال بعيد تدشين مذبح كنيسة الشهيد الأمير تاوضروس المشرقي أحد شهداء البيعة المقدسة في القرن الرابع الميلادي وشفيع القرية الصغيرة.
كما اعتاد الأهالي في أحد توما علي الاحتفال بافتتاح كنيسة القرية عند سفح الجبل لأول مرة للصلاة سنة 1951 حيث ترأس نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط قداس افتتاح الكنيسة. ثم يتجه شعب الكنيسة والزوار بأعداد كبيرة بعد الصلاة يصعدون متجهين ضمن الطقس الاحتفالي باليوم للمغائر المقدسة أعلي الجبل لنوال البركة وإتماما لاحتفالاتهم الكنسية وزيارتهم الروحية.
وتقول الكاتبة : يتم الوصول أعلي الجبل حيث المنطقة الأثرية لقرية دير ريفا من خلال طريق دير درنكة-الغنايم ثم الوقوف عند الجنوب من القرية إلي الطريق الأسفلتي حتي الموقع علي الجبل...فيما يفضل البسطاء من أهالي القرية الصعود عن طريق مدق غير ممهد عبر الصخور الجبلية والانحناءات الطبيعية الرملية.
مغارة كنيسة العذراء الأثرية كتب عنها أميلينيو في جغرافيته أن اسمها Erib وبالعربي ريفا,ووردت أيضا في تحفة الإرشاد من الأعمال الأسيوطية وذكرها أيضا المقريزي وكذلك صاحب الخطط التوفيقية علي باشا مبارك...أما سومرز كلارك Clarck فتحدث عن كنائسها والكنائس المجاورة ووصفها باستفاضة.
منحوتة صخريا جاء إليها المسيحيون الأوائل وكعادة الكهوف الصخرية بدأ استعمالها فيما يتواءم مع الحياة الديرية..وكنيسة العذراء بدير ريفا تتكون من مدخل ذي ممر طويل وخورس وهيكل نصف مستدير,وندخل إليها من خلال باب يفضي إلي ممر يتجه إلي الغرب تجاه الصحن المستطيل الذي يوجد به أربعة أعمدة موزعة توزيعا غير منظم.ويشرف من الجانب الشرقي من الصحن علي الخورس حجاب خشبي يتخلله باب المعمودية.وتوجد بالركن الشمالي الشرقي للخورس أيقونة للعذراء مريم ترجع إلي القرن الـ18 وزخارف حجاب الهيكل المصنوع من الخشب المطعم بالعاج تتكون من وحدات مضلعة ووسطها صلبان.
علي بعد مائة متر تقع كنيسة الأمير تادرس الأثرية إلي الشمال مباشرة من الكنيسة الكهفية المنسوبة للعذراء مريم,وقد بنيت داخل معبد روماني منحوت في الصخر وتتكون من ثلاث مساحات خصصت إحداها للهيكل والأخري للخورس والثالثة لصحن الكنيسة,والمدخل في الناحية الغربية متوج بعقد نصف مستدير والصحن يمتد من الشرق إلي الغرب وتوجد في الركن الشمالي الغربي غرفة مساحته2.70 * 2.60م أغلب الظن أنها خصصت للراهب المسئول عن إقامة الطقوس الدينية,ويوجد بالجدار الغربي لخورس الهيكل ثلاثة دخلات كبيرة يتوجها عقد نصف مستدير وداخله واحدة مربعة صغيرة,والهيكل مستطيل يحتل النهاية الشرقية للكنيسة يتوسطه مذبح خشبي مربع.وأضاف أن المنطقة الأثرية تحوي مقابر لسبعة أمراء (تبعد عن قرية ريفا 13كم) تتسم هذه المقابر بالعظمة والإتقان وترجع إلي الدولتين الوسطي والحديثة وتعد من المناطق المجهولة سياحيا.
تاريخيا:
وكاهن وخدام كنيسة الأمير تاوضروس المشرقي بالقرية يقولون:إن الكنائس الأثرية بأعلي جبل درنكة يرجع تاريخها إلي القرن الرابع الميلادي مثلما ذكرت العديد من المخطوطات وتاريخ أديرة الوجه القبلي والتي أوضحت أن كنيسة العذراء بدير ريفا بالجبل والتي تحوي خوارس المؤمنين والموعوظين والتائبين كانت في الأصل داخل أحد الأديرة المندثرة,كما ذكرها الأنبا يؤانس في كتابه مذكرات في الرهبنة القبطية ضمن أديرة الشركة الباخومية بصعيد مصر وتوجد بقايا لسور الدير القديم أعلي الكنيسة جهة الغرب,ويقال إن مغائر جبل درنكة استخدمت لتخزين الحبوب أيام المجاعة التي حدثت بمصر في عهد فرعون يوسف الصديق,حيث إن هذه المنطقة تمتد إلي ما يقرب من 4 الآف سنة قبل الميلاد,ويؤكد ذلك النقوش الهيروغليفية البديعة بهذه المغائر,ويقال إن العائلة المقدسة في رحلة العودة إلي فلسطين اتخذت طريقها جنوبا بالتوالي ما بين دير العذراء بجبل أسيوط ثم دير العذراء بقرية دير ريفا ثم دير العذراء بقرية الجنادلة الذي يرجع للقرن الأول الميلادي,ثم اتخذت طريقها عبر النيل كتاب وثائق عن رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر.
أما الكنيسة الثانية شمالا وتسمي بدير الأمير تاوضروس المشرقي فيوجد تحت مذبحها سرداب أثري كان يستخدمه الآباء الأوائل لتخبئة القربان المقدس أثناء عصور الاضطهاد.
روحيا:
يضيف القس يوئيل كاهن الكنيسة:كانت المنطقة أكبر تجمع رهباني للعباد لأكثر من 230 ديرا وتميزت بعدة مغارات لقديسين أشهرهم يوحنا التبايسي, حيث وجدت بأحد المغائر بدير الراهبات القديم بقايا لطاحونة الغلال لخدمة طقوس الدير, ويذكر في كتاب بستان التائبين أن راعوث التائبة سكنت في هذه المنطقة وتقام الطقوس الدينية بهذه الكنائس أسبوعيا ـــ كما أخبرنا كاهن الكنيسةــ والزيارات لا تنقطع بالتنسيق ما بين مطرانية أسيوط والأجهزة المعنية, ويذكر القس يوئيل بأنه منذ وقت قريب أتت إلي الموضع إحدي السائحات خصصت فترة من الوقت لرصد وتسجيل كتاباتها عن أديرة مصر, ورغم الصعوبة والمشاق التي اتسمت بها رحلتها إلي هنا , إلا أنها ظلت لأربع ساعات متتالية متفرغة للتأمل والصلاة , وفور قيامها بأخذ لقطات فيلمية للمعمودية أتصلت بها ابنتها من الخارج تخبرها بأنها رزقت طفلا بعد أن كانت عاقرا لسنوات, لم تكن تعرف أن هذا الموضع المقدس ترتاده سيدات القرية يتباركن ويصلين ليمنحهم الله أطفالا, وسجلت ذلك في كتابها.
في نهاية جولتي بدأت أتكئ إلي جانب مضيفي جاهدة أحاول أن أتخذ لقدمي موضعا بين الأحجار أعلي الجبل فيما تسبقني عيناي لاقتناص نظرات دافئة علي الوادي الأخضر أسفل الجبل.
وأخيراً المواضع المقدسة والمغائر الأثرية دون أبواب تحميها ومعرضة للنهب والسرقات,وقد سبق أن اكتشفت هيئة الآثار سرقة تعرضت لها هذه الأماكن في التسعينيات لأحد الأحجار الذي لا يقدر بثمن منقوش عليه رسومات لثور ورمز الكرمة وصقر وتمت إعادته بعد معاناة شديدة.منقول
__________________
كنائس دير ريفا
الصعــــود إلى أعلى
وردت فى جريدة وطنى بتاريخ الصادرة فى 14/5/2006 م السنة 48 مقالة للكاتبة باسمة وليم - أسيوط بعنوان " عذراء الجبال والمغائر:تراث روحي وتاريخي ينتظر إعادة الاكتشاف " فى طقس كنسي خاص وتقليد متوارث لأهالي منطقة أسيوط منذ مئات السنين يتجه الآلاف من شعب أسيوط والقرويون من دير ريفا والقري المتاخمة فجر يوم الأحد الماضي الأول للخماسين المقدسة والمعروف كنسيا (بأحد توما) صعودا إلي منطقة كنائس دير ريفا الأثرية بمغائر جبل أسيوط علي ارتفاع 150م عن سطح البحر.
وقرية دير ريفا التي تقع علي بعد 11 كم جنوب غرب مدينة أسيوط, يقدر عدد سكانها بـ7.5 ألف نسمة من المسيحيين البسطاء معظمهم يشتغل بالزراعة والرعي...يحدها شمالا قرية دير درنكة حيث مغارة دير العذراء بجبل أسيوط وجنوبا قرية الزاوية حيث دير العباد ويتاخمها شرقا الشريط الأخضر لزراعات القرية...تعودت فيها الجموع والزوار علي الاحتفال بعيد تدشين مذبح كنيسة الشهيد الأمير تاوضروس المشرقي أحد شهداء البيعة المقدسة في القرن الرابع الميلادي وشفيع القرية الصغيرة.
كما اعتاد الأهالي في أحد توما علي الاحتفال بافتتاح كنيسة القرية عند سفح الجبل لأول مرة للصلاة سنة 1951 حيث ترأس نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط قداس افتتاح الكنيسة. ثم يتجه شعب الكنيسة والزوار بأعداد كبيرة بعد الصلاة يصعدون متجهين ضمن الطقس الاحتفالي باليوم للمغائر المقدسة أعلي الجبل لنوال البركة وإتماما لاحتفالاتهم الكنسية وزيارتهم الروحية.
وتقول الكاتبة : يتم الوصول أعلي الجبل حيث المنطقة الأثرية لقرية دير ريفا من خلال طريق دير درنكة-الغنايم ثم الوقوف عند الجنوب من القرية إلي الطريق الأسفلتي حتي الموقع علي الجبل...فيما يفضل البسطاء من أهالي القرية الصعود عن طريق مدق غير ممهد عبر الصخور الجبلية والانحناءات الطبيعية الرملية.
مغارة كنيسة العذراء الأثرية كتب عنها أميلينيو في جغرافيته أن اسمها Erib وبالعربي ريفا,ووردت أيضا في تحفة الإرشاد من الأعمال الأسيوطية وذكرها أيضا المقريزي وكذلك صاحب الخطط التوفيقية علي باشا مبارك...أما سومرز كلارك Clarck فتحدث عن كنائسها والكنائس المجاورة ووصفها باستفاضة.
منحوتة صخريا جاء إليها المسيحيون الأوائل وكعادة الكهوف الصخرية بدأ استعمالها فيما يتواءم مع الحياة الديرية..وكنيسة العذراء بدير ريفا تتكون من مدخل ذي ممر طويل وخورس وهيكل نصف مستدير,وندخل إليها من خلال باب يفضي إلي ممر يتجه إلي الغرب تجاه الصحن المستطيل الذي يوجد به أربعة أعمدة موزعة توزيعا غير منظم.ويشرف من الجانب الشرقي من الصحن علي الخورس حجاب خشبي يتخلله باب المعمودية.وتوجد بالركن الشمالي الشرقي للخورس أيقونة للعذراء مريم ترجع إلي القرن الـ18 وزخارف حجاب الهيكل المصنوع من الخشب المطعم بالعاج تتكون من وحدات مضلعة ووسطها صلبان.
علي بعد مائة متر تقع كنيسة الأمير تادرس الأثرية إلي الشمال مباشرة من الكنيسة الكهفية المنسوبة للعذراء مريم,وقد بنيت داخل معبد روماني منحوت في الصخر وتتكون من ثلاث مساحات خصصت إحداها للهيكل والأخري للخورس والثالثة لصحن الكنيسة,والمدخل في الناحية الغربية متوج بعقد نصف مستدير والصحن يمتد من الشرق إلي الغرب وتوجد في الركن الشمالي الغربي غرفة مساحته2.70 * 2.60م أغلب الظن أنها خصصت للراهب المسئول عن إقامة الطقوس الدينية,ويوجد بالجدار الغربي لخورس الهيكل ثلاثة دخلات كبيرة يتوجها عقد نصف مستدير وداخله واحدة مربعة صغيرة,والهيكل مستطيل يحتل النهاية الشرقية للكنيسة يتوسطه مذبح خشبي مربع.وأضاف أن المنطقة الأثرية تحوي مقابر لسبعة أمراء (تبعد عن قرية ريفا 13كم) تتسم هذه المقابر بالعظمة والإتقان وترجع إلي الدولتين الوسطي والحديثة وتعد من المناطق المجهولة سياحيا.
تاريخيا:
وكاهن وخدام كنيسة الأمير تاوضروس المشرقي بالقرية يقولون:إن الكنائس الأثرية بأعلي جبل درنكة يرجع تاريخها إلي القرن الرابع الميلادي مثلما ذكرت العديد من المخطوطات وتاريخ أديرة الوجه القبلي والتي أوضحت أن كنيسة العذراء بدير ريفا بالجبل والتي تحوي خوارس المؤمنين والموعوظين والتائبين كانت في الأصل داخل أحد الأديرة المندثرة,كما ذكرها الأنبا يؤانس في كتابه مذكرات في الرهبنة القبطية ضمن أديرة الشركة الباخومية بصعيد مصر وتوجد بقايا لسور الدير القديم أعلي الكنيسة جهة الغرب,ويقال إن مغائر جبل درنكة استخدمت لتخزين الحبوب أيام المجاعة التي حدثت بمصر في عهد فرعون يوسف الصديق,حيث إن هذه المنطقة تمتد إلي ما يقرب من 4 الآف سنة قبل الميلاد,ويؤكد ذلك النقوش الهيروغليفية البديعة بهذه المغائر,ويقال إن العائلة المقدسة في رحلة العودة إلي فلسطين اتخذت طريقها جنوبا بالتوالي ما بين دير العذراء بجبل أسيوط ثم دير العذراء بقرية دير ريفا ثم دير العذراء بقرية الجنادلة الذي يرجع للقرن الأول الميلادي,ثم اتخذت طريقها عبر النيل كتاب وثائق عن رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر.
أما الكنيسة الثانية شمالا وتسمي بدير الأمير تاوضروس المشرقي فيوجد تحت مذبحها سرداب أثري كان يستخدمه الآباء الأوائل لتخبئة القربان المقدس أثناء عصور الاضطهاد.
روحيا:
يضيف القس يوئيل كاهن الكنيسة:كانت المنطقة أكبر تجمع رهباني للعباد لأكثر من 230 ديرا وتميزت بعدة مغارات لقديسين أشهرهم يوحنا التبايسي, حيث وجدت بأحد المغائر بدير الراهبات القديم بقايا لطاحونة الغلال لخدمة طقوس الدير, ويذكر في كتاب بستان التائبين أن راعوث التائبة سكنت في هذه المنطقة وتقام الطقوس الدينية بهذه الكنائس أسبوعيا ـــ كما أخبرنا كاهن الكنيسةــ والزيارات لا تنقطع بالتنسيق ما بين مطرانية أسيوط والأجهزة المعنية, ويذكر القس يوئيل بأنه منذ وقت قريب أتت إلي الموضع إحدي السائحات خصصت فترة من الوقت لرصد وتسجيل كتاباتها عن أديرة مصر, ورغم الصعوبة والمشاق التي اتسمت بها رحلتها إلي هنا , إلا أنها ظلت لأربع ساعات متتالية متفرغة للتأمل والصلاة , وفور قيامها بأخذ لقطات فيلمية للمعمودية أتصلت بها ابنتها من الخارج تخبرها بأنها رزقت طفلا بعد أن كانت عاقرا لسنوات, لم تكن تعرف أن هذا الموضع المقدس ترتاده سيدات القرية يتباركن ويصلين ليمنحهم الله أطفالا, وسجلت ذلك في كتابها.
في نهاية جولتي بدأت أتكئ إلي جانب مضيفي جاهدة أحاول أن أتخذ لقدمي موضعا بين الأحجار أعلي الجبل فيما تسبقني عيناي لاقتناص نظرات دافئة علي الوادي الأخضر أسفل الجبل.
وأخيراً المواضع المقدسة والمغائر الأثرية دون أبواب تحميها ومعرضة للنهب والسرقات,وقد سبق أن اكتشفت هيئة الآثار سرقة تعرضت لها هذه الأماكن في التسعينيات لأحد الأحجار الذي لا يقدر بثمن منقوش عليه رسومات لثور ورمز الكرمة وصقر وتمت إعادته بعد معاناة شديدة.منقول
__________________