نبذة عن مؤسس الحركة الكشفية
مؤسس الحركة الكشفية هو روبرت ستيفن سميث بادن باول لكي نعطي بادن باول أسمه الكامل ولد في 22شباط " 22 فبراير " عام 1857م في 6 شارع ستانهوب جنوبي غرب لندن وتدعي اليوم ستانهوب ترراس " سطيحة " وكان والده عالما معروفا وأستاذاً في علم الهندسة بجامعة إكسفورت، والدته هي هنريتا أبنه الأميرال سدني و.هـ.سميث الذي أسمي أجداده بصلة القرابة بالكابتن جوز سميث المستكشف والجندي العظيم، توفي والده وهو في الثالثة من عمره فتولت والدته تربيته، وكانت هناك شخصيات عديدة صديقة للعائلة ومنها جون رأسكن الذي رأى بادن باول مره يرسم بيده اليسرى فنصح والدته أن يستعمل يديه الاثنين في كل نشاط يقوم به، فكان بادن باول عندما يرسم بيده اليسري يكتب في نفس الوقت بيده اليمني، فكان الجمع ينظر إليه بإعجاب وكان يجيد العزف علي الكمانج، وعندما بلغ الثامنة من عمره كتب وثيقة بعنوان " الناموس الذي سأتبعه عندما أصبح رجلا فقال "
" سأعمل علي أن يكون الفقراء أغنياء مثلنا – ولهم الحق أن يكونوا سعداء مثلنا – وكل من يلتق بفقير محتاج أن يمنحه بعض المال – ويجب أن تشكروا الله علي هذه النعمة التي وهبنا إياها – وبأنه تعالي جعل الفقراء فقراء والأغنياء أغنياء – وبأمكاني أن أقول لكم كيف تصبحوا صالحين ألان – سأروى لكم ذلك... يجب أن تصلوا للمولي تعالي كلما قدرتم ولكن لا يمكنكم أن تكونوا صالحين بالصلاة فقط – يجب أن تحاولوا بجهد كبير لكي تكونوا صالحين "
روبرت ستيفن سميث
بادن باول
26 شباط 1865م
أنه جدير بالاهتمام أن نرى الوثيقة التي كتبها بادن باول عند بلوغه الثامنة من عمره هذه الوثيقة المهمة تظهر بوضوح أن النوعية الفذة للصفات التي يتحلى بها كانت بارزة في السنين الأولي من حياته، وعندما بلغ الحادية عشر من عمره أدخلته والدته مدرسة روزهيل ثم مدرسة نشارتر هاوس واصل فيها دراسته حتى سن الثامنة عشر من عمره وبالطبع أنه ورث من جهة والدته روح المغامرة وشجاعته ونشاطه الحيوي ولم يكن بادن باول في المدرسة تلميذا بارزاً ولا رياضياً ماهراً بل كان رامياً من الدرجة الأولي وممثلا طبيعياً وفناناً وكان يملك حساً مشرقاً بالدعابة ولكنه كان يذهب أحياناً وحده إلي الغابة قرب المدرسة يتعقب الأحياء البرية ويراقبها وقد كتب فيما بعد عن هذه الفترة يقول " لقد تحققت في أثنائها من بعض ما يحيط بنا وتكشف لناظري ما في الغابة وجمال الشمس من جمال "، وكان بادن باول وأخوته يذهبون في أثناء العطلات للاستكشاف وركوب القوارب التي كانوا يصلحونها بأنفسهم أو يخرجون للنزهة والتخييم في مخازن الغلال أو في العراء، ولم يعرف روبرت ماذا يريد أن يعمل عندما غادر المدرسة ومن غير أن تعلم أسرته أجري امتحاناً لدخول الجيش وكان نجاحه الذي فاق تصور كل إنسان سبباً لتعيينه فوراً برتبة ضابط وفي عام 1876م كان في سبيل خدمة الجيش البريطاني بفرقة الهوزر الثالثة عشر وخدم معها في الهند وأفغانستان وجنوب أفريقيا وصار يتنقل في المناسب حتى عام 1908م قلة إليه قيادة جيش المستعمرات ودلل علي أنه جندي لامع وسرعان ما ترقي وكانت طرق تدريبه غير مألوفة في تقسيم رجاله إلي جماعات صغيرة، وتعليمهم عن طريق المباريات والألعاب ناجحة إلي أقصي حدود النجاح، ولعل أشهر نجاح عسكري أحرزه الكولونيل بادن باول كان عندما حاصره مع ألفاً من رجاله تسعة ألاف رجل من ثائري البوير في مدينة مافكنج في جنوب أفريقيا ودام حصار مافكنج 217 يوم إلي أن وصلت إليها التعزيزات، ولقد تتبع كل شخص في بريطانيا أنباء المدينة المحاصرة اهتمام كبير وكان الإنجاز الباهر الذي حققه بادن باول كافياً ليجعل منه بطلاً وطنياً وبعد أن أنقذت المدينة خطب بادن باول الحامية فقال " لقد كان مثلنا أمام هذا الحصار كمثل أسرة سعيدة، ولكن جاء ألان وقت الفراق إني أذكر إني قلت لكم يوم أن حوصرنا وانقطعت بنا الأسباب أربطوا ربطة الأسود وصوبوا إلي المرمي بنادقكم ولقد قمتم بذلك خير قيام فكان النتيجة ما ترون، علي أن كثيراً من الألسن تلهج بذكري وتثني علي الثناء كله وفاتهم أنه من السهل أن يكون المرء قبطان وما الحامية إلا شراع وأسباب السفينة مافكنج اللذان أخرجاها من العواصف القاصفة والزعازع المتلفة وأوصلوها إلي الميناء بسلام " وفي عام 1910م استقال من الخدمة العسكرية ليتفرغ للخدمة الكشفية الذي أسسها عام 1907م ووضع كتاب بعنوان " فتيان الكشافة "، وفي عام 1914م كانت الحرب العالمية الأولي وضع بادن باول الكشافة في خدمة الجيش وأصبحوا يحافظون علي الكباري ويعملون في المستشفيات وفي 7 يناير عام 1920م أجتمع ممثلي ستة وعشرون دولة وذلك في أول معسكر دولي " جامبورى " واتفقوا علي تسميته " الكشاف الأعظم للعالم " وفي عام 1921م منح لقب بارون وفي عام 1928م تزوج من مس أوليف " أوليف سانت ولدت عام 1889م وهي تصغر زوجها بحوالي 32 سنة وقد شاركته في اهتماماته بالكشفية حتى بعد وفاته وانتخبت عام 1916م لتقوم بمهمة المفوض الرئيسي للحركة الكشفية وفي عام 1918عينت رئيساً للمرشدات علي ولاية سوسكس وقد أنجبت له ولد وبنتان هما " بيتر، هيثر، بيتي " " وفي عام 1929م منحة الملك جورج الخامس لقب لورد أف جيلول " رتبة النبيل " وفي عام 1930م انتخبت أوليف بادن باول أول رئيسة عالمية للمرشدات خلال المؤتمر الأول للرابطة العالمية، وحضر بادن باول أخر جامبورى في هولندا سنة 1937م ولقد تحقق كل من حضر هذا التجمع لأن رمال حياته تنساب بعيدا من نبرات صوته وهو يلقي رسالته التي أنهاها بهذه الكلمات المؤثرة " الوداع في رعاية الله، الله يبارككم جميعا " وتوفي في صباح 8 يناير عام 1941م بكينيا عن الثالثة والثمانون من عمره بعد أن أرسى دعائم أعظم حركة تربوية في العالم صامدة ومستمرة حتى ألان فلا نجد ما نقوله لهذا الرجل... الطفل العبقري... والجندي البارز... والكشاف الأعظم للعالم سوي أن نرفع أيدينا بجوار جبهتنا لنحيه بكل فخر واعتزاز
