مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

كتاب بستان الرهبان......؟؟؟ Wellcome
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو
وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
ونتشرف بتسجيلك معنا

مع تحيات ادارة منتديات المحبه المقدسه




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

كتاب بستان الرهبان......؟؟؟ Wellcome
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو
وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
ونتشرف بتسجيلك معنا

مع تحيات ادارة منتديات المحبه المقدسه


مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    كتاب بستان الرهبان......؟؟؟

    tina
    tina
    مراقب عام المنتديات
    مراقب عام المنتديات


    عدد المساهمات : 634
    عدد النقاط : 12517
    تاريخ التسجيل : 08/11/2009
    العمر : 37

    كتاب بستان الرهبان......؟؟؟ Empty كتاب بستان الرهبان......؟؟؟

    مُساهمة من طرف tina الخميس 26 نوفمبر 2009 - 16:49

    مقدمة الطبعه الثانيه


    جاء عصر الرهبنه فى الكنيسه القبطيه تاليا لعصر التبشير والاستشهاد فلقد كانت الشهاده للرب يسوعفى العصر الاول بالصمود امام الثنيه المضطهده للمسيحيه . وحاولت الوثنيه وئد المسيحيه ،ولكن الانتشار المقدس غلبها .وكان له سلاحان ،حياة القداسه التى عجز الشر عن النفاذ خلالها،ثم الثبات بأمانه لاسم المخلص امام كل ضيق .فعاش المسيحيون فى قداسه وشجاعه بلا تزلزل حتى انهارت الوثنيه.
    ثم استقرت الامور .وتحول الجهاد الافقى الى جهاد رأسى.وتحولت شهادات البعض من امام العالم المنظور الى عالم الملائكه والشياطين فى تركيز فكرى عند قدمى الرب للتأمل فيه.انتهى عصر المستشهدين وجاء عصر العابدين .
    وليست الصلاه اساسا طلب احتياجات عالميه،بل طلب ملكوت السموات حبا فى الخلاص.وفى طلب هذا يحلو التأمل،ويلهج القلب بالتسبيح.
    وحين اذن يهدأ الاحساس بالوسط المادى،ويطرد الحب المنركز بالاحساس فى العالم الروحى .فنشأت الرهبنه،اى الارتباط بالاله والانحلال من العالم ،او التحول من التناقش مع العالم اساسا الى الاستمتاع بالنظر والتحدث الى الله.
    فما كانت الرهبنه هروبا بل حبا،وما كانت حياه سلبيه بل ايجلبيه مركزه

    انها انطلاق النفس فى فعل التسبيح.
    ولعل الفنان الذى يغرق فى استجلاء احاسيسه ليعبر عنها صامتا فى خطوط او الوان،او العالم فى معمله الذى يقضى السنوات الطوال فاحصا نقلط صغيره محدده املا ان يصل الى كنهها.لعل هذا او ذاك يشبه الراهب الذى تملكه التأمل فى الحبيب يسوع فثبت نفسه على استماع صوته فى القلب،وتحركات القلب فى اللهج بتسبيحه.
    ونشأت الرهبنه فى مصر .

    على ان الفضائل المسيحيه لزام على كل مؤمن.فحب مناجاة الله المخلص،والتعفف من اللذه،والعزوف عن محبة القنيه ،وتسليم المشيئه الشخصيه لمشيئه الالهيه فى ارتياح وفرح وقوه ومحبة الخير للناس جميعا،وانكار الذات هى صفات واجبه على كل مؤمن .ولذا نجد فى سير
    الاباء الرهبان قصصا تشير الى المستوى الروحى الذى كان عليه ساكنوا العالم فلقد اعلن الرب يوما للانبا انطونيوس انه فى مدينة ما يوجد طبيب يماثله فى حب الله وان كان يخالفه فى صورة الحياه فأنه يعمل ويوزع جميع ايراده للفقراء والمحتاحين،ويسبح الرب شريكا للملائكه ثلاث مرات فى اليوم . واعلن للاب مقاريوس الكبير يوما انه فى مدينة ما يوجد سيدتان متزوجتان تضارع حياتهما كبار العابدين فى الصحراء،فذهب اليهما واطلع على سيرتهما واقتنع ان الفضائل التى تظهر فى حياة الرهبان فى البريه تظهر ايضا قى سكان المدن.
    على ان الرهبان جماعه تفرغوا لخدمة التحدث الى القدوس،وجندوا انفسهم لذلك،متخلين عما يعوقهم من مشغوليات الاسره واعالتها.فهم متخصصون لدراسة عمل العباده الدائم،وما يلزمه من اوضاع.قلبهم منشغل بعبادة الرب ومما اهتمامهم بعمل اليدين الا الا ليأكلوا خبزهم بعرق جبينهم اولا ،وهم يمارسونه والقلب فى هدوء واتصال بألله ثانيا.
    ولقد توسمت الكنيسه فى الرهبان الذين خدموا فيها هذه الصفات.اى انهم فى كل عملهم يعملون بروح العباده.ولعل هذا يشبه ما قاله الرسول (انسكب ايضا على ذبيحة ايمانكم وخدمته )."فى17:2" .
    انهم متمسكون على استماع صوت الرب داخلهم،وما يؤدونه من اعمال المحبه فبذات الانسكاب على جسد الرب.
    والى اللقاء فى جزء اخر من مقدمة الكتاب.




    انماط الرهبنه:
    انخرط الرهبان فى سلك معين،شعاره التخصصلتطبيق الفصائل المسيحيهتعمدا،غير انهم فى اساليب حياتهم اختلفواالى انماط معينه .
    التوحدhermie وفيه يسكن الراهب منفردا،واسمه القديس انطونيوس تفرعت منه صوره خاصه كالحبساء
    والسواح(120:115).
    الشركهcenobitisonوانشأ القديس باخوميوس.وفيه يحيا الرهيان جماعات يصلون الصلوات المختلفه مجتمعين،وينام كل ثلاثة منهم فى قلايه واحدهوينقسمون فى العمل الى فرق حسب الصناعات والاعمال المختلفه.
    ومن هذا النظام انشأ القديس شنوده اديرته .وكان فيها نظام الشركه فى الحياه .والارتباط بخدمة الكنيسه ارتباطا كبيرا داخل الدير وخارجه.
    الفرديه المترابطه idiorhythmism اى الحياه الفرديه فى تناسق مع الجماعه وانشأه القديس مقاريوس وفيه عاش البعض فى قلايل مختلفه(ص41-43و92)
    وكانوا يجتمعون مساءكلسبت فى الكنيسه يستمعون
    لتعليم الشيوخ. ويسبحون ثم يحضرون القداس،ويتناولون الطعام سويا صباح الاحد.
    ولقد وكان من احب خدمة المؤمنين فى صور مختلفه
    (25و66و67و72..الخ).
    على انا الانكماش الذى حدث فى الرهبنه -كما ف ى الكنيسه القبطيه عامة.خلال قرون متواليه،قد ادى الى تناقص عدد الرهبانوالاديره.والى تجمع مختلف الانماط واختلاطها،حتى صارالديرالواحدمن يحوى من تابعى المترابطه،والمتوحدين،والمجتمعين،والحبساء
    ومحبى الخدمه،والكهنه،والعازفون عن الكهنوت وغيرهم









    الرهبنه:
    ليس ما يسمى بمبادئ الرهبنه الثلثه- الفقر ،والطاعه ، والعفه- فى الحقيقه الا ممارسات سلوكيه . فالرهبنه الانشغال بالتحدث الى الله او الاستماع اليه . والراهب يجب ان يستمع لصوت الله فى القلب ااى فى طبيعته الخاصه ،وفى الطبيعه حوله فيلجأ الى حياة السكون والتأمل والصلاه
    وليست الرهبنه مذهبا صوفيا يعتقد فيه الراهب انه يرضى الله بممارسات نسكيه ،اومذهبا نفسانيه مما قد يكون كامنا فى الطبيعه البشريه ،بل هى حب الفادى الذى يتملك المؤمن ، يفعل النعمه التى تنسكب عليه ،فجعلته يركز ذاته على الرب . واخذت الاهتمامات العالميه والماديه تسقط عنه ، بحكم انطلاقه فى درب حب المخلص والتأمل فيه ولذا جاء ما سمى بالنذر الثلاثى - الفقر ،والطاعه، والعفه - تصويرا لسلوكه من الخارج اكثر منه اهدافا يسعى اليها ففى انشغاله بالمتعه الروحيه جاء تعففه عن المتعه الجسديه بأنواعها وفى انسحاق امام الفضل الالهى يجئ انكاره لذاته ،وهو ما يظهر خارجا فى طاعته لمشيئة المدبر . وفى شبعه بالروح يجئ تجرده عن مطالب الراحه الجسديه اى الفقر .وهو فى كل ذلك يسلك بروح الصلاه ، وسكون التأمل ، والالتزام بالعمل كمن لا يمتلك متاعا . فهذه الصفات السلوكيه هى الصوره الخارجيه للحاله الداخليه.
    كتاب بستان الرهبان:
    توجد مجموعات كثيره من الاقوال لاباء البريه النساك عرفت بأسماء مختلفه مثل الفردوس ، فردوس الاباء ، بستان الرهبان ناقوال الاباء الشيوخ .... الخ.
    وجدت فى نسخ بلغات كثيره منها اليونانيه والقبطيه والسريانيه واللاتينيه والعربيه.
    وترجمت الى اللغات الانجليزيه والفرنسيه والالمانيه . والملاحظ ان كثيرا من الاقوال والحوادث ذكرت فى اكثر من هذه الاصول القديمه .
    النسخ العربيه :توجد نسخ كثيره باللغه العربيه ابتداء من القرن العاشر ونرجمت هذه النسخ بعضها عن اللغه القبطيه والاخر عن اليونانيه واحيانا السريانيه.
    النسخه القبطيه:
    وهى اقدم النسخ التى أخذت عنها اللغات جميعا سواء اليونانيه او السريانيه واللاتينيه .وقد نشرها
    العلامه اميلينو باللغه القبطيه مع ترجمه لها بالفرنسيه.
    وتوجد مجموعه اخرى من الاقوال والسير جمعها بلاديوس سنة 420 م وقدمها الى احد معاونى الملك ثاؤدوسيوس الثانى المسمى (لوساس) لذلك سمى تاريخ بلاديوس اللوساسى او اللوزاكى . ولو ان اسمه الحقيقى عند اباء الرهبان الفردوس paradisus. وقد قام الباحث المصرى الكبير بطلر butlerسنة 1898 م بدراسة هذا الكتاب اثبت فيه اصالة التاريخ وصدق نسبته لبلاديوس
    وحقيقة روايته من الوجهه التاريخيه البحته .








    البـــــــــــــاب الاول

    اسمـــــــاء الابـــــاء
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
    القـــــــــــــــديس انطونيـــــــــــــــــــــوس
    كوكــــــــــــــــــــب البـــــــــريه والـــــــــرهبــــان
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    نشـــــــــــــأته:
    من اهل الصعيد من جنس الاقباط ، وسيرته عجيبه وطويله اذا استوفيناها شرحا .. وانما نذكر اليسير من فضائله : انه لما توفى والده دخل اليه وتأمل وبعد تفكير عميق قال: تبارك اسم الله :
    اليست هذه الجسه كامله ولم يتغير منها شئ البته سوى توقف هذا النفس الضعيف ، فأين هى همتك وعزيمتك وامرك وسطوتك العظيمه وجمعك للمال انى ارى الجميع وقد بطل وتركته فيالهذه الحسره العظيمه والخساره الجسيمه.
    ثم نظر الى والده الميت وفال : ان كنت قد خرجت انت بغير اختيارك فلا اعجبن من ذلك ، بل اعجب من نفسىان عملت كعملكك.
    اعتزاله العالم
    ثم بأنه بهذه الفكره الواحده الصغيره ترك والده بغير دفن كما ترك كل ما خلفه من مال واملاك وحشم ، وخرج هائما على وجهه قائلا : ها أنا اخرج من الدنيا طائعا كيلا يخرجونى مثل ابى كارها .
    توغلـــــــــه فى الصحـــــــــراء:
    لم يزل سائرا حتى وصل الى شاطئ النهر حيث وجد هناك جميزه كبيره فسكن هناك ، ولازم النسك العظيم والصوم الطويل ، وكان بالقرب من هذا الموضع قوم من العرب ن فأتفق يوم من الايام أن أمراه من العربر نزلت مع جواريها الى النهر لتغسل رجليها ورفعت ثيابها وجواريها كذلك ، فلما رأى القديس انطونيوس ذلك حول نظره عنهن وقتا ما ظنا منه انهن يمضين ، لكنهن بدأن فى الاستحمام فى النهر ! فما كان من القديس الا انه قال لها : ياامرأه : اما تستحين منى وانا رجل راهب ؟اما هى فأجابت قائله له :اصمت ياأنسان من اين لك تدعو نفسك راهبا ؟
    لو كنت راهبا لسكنت البريه الداخليه لان هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان .
    فلما سمع انطونيوس هذا الكلام لم يرد عليها جوابا . وكثر تعجبه لانه لم يكن فى ذلك الوقت قد شهد راهبا ولا عرف الاسم فقال فى نفسهليس هذا الكلام من ه1ه المرأه لكنه صوت ملال الرب يوبخنى وللوقت ترك الموضع وهرب الى البريه الداخليه واقام بها متوحدا لانه ما كان فى هذا الموضع احد غيره فى ذلك الوقت ، وكان سكناه فى قريه قديمه كائنه فى جبل العربه،صلاته فلتكن معنا امين .
    مــــــــــلاك يابســـــــــه الـــــــزى
    وكان يوما جالسا فى قلايته ، فأتت عليه صغر نفس وملل وحيره عظيمه ، وضاق صدره فبدأ يشكو الى الله ويقول: يارب انى احب ان أخلص ، لكن الافكار لا تتركنى فماذا اصنع ؟ وقام من موضعه وانتقل الى مكان اخر وجلس .
    واذا برجل جالس امامه ، وعليه رداء طويل متوشح بزنار ضليب مثال الاسكيم ، وعلى رأسه
    ( كوكليس) قانسوه شبه الخوذه . وكان جالسا يضفر الخوص . واذ بذلك الرجل يتوقف عن عمله ويقف ليصلى ، وبعد ذلك جلس يضفر الخوص . ثم قام مره ثانيه ليصلى ثم جلس ليشتغل فى ضفر الخوص وهكذا .. اما ذلك الرجل فقد كان ملاك الله الذى ارسل لعزاء القديس وتقويته اذ قال لانطونيوس " اعمل هكذا وانت تستريح "
    ومن ذلك الوقت اتخذ انطونيوس لنفسه ذلك الزى الذى هو شكل الرهبنه وصار يصلى ثم يشتغل فى ضفر الخوص : وبذلك لم يعد الملل يضايقه بشده فأستراح بقوة الرب يسوع المسيح له المجد .





    القديس بولا البسيط

    ( تلميذ الانبا انطونيوس)
    اقام القديس انطونيوس بالبريه الداخليه فوق مدينة اطفيح بديار مصر مدة ثلاثة ايام . وبنى له قلايبه صغيره وهو قريب من وادى العربه .
    وكان ذلك الوقت رجل علمانى ، شيخ كبير ، يقال له بولا اعنى بولس ، كان ساكنا فى مدينة اطفيح . واتفق ان ماتت زوجته وتزوج امرأه صبيه . وكان له خيرات واموال كثيره كان قد ورثها .
    فدخل يوما من الايام الى بيته ، فوجد احد خدامه على السرير مع زوجته.
    فقال لزوجته مبارك لك فيه ايتها المرأه ومبارك له فيك ، اذ اخترتيه دونى
    ثم اخذ عباءته عليه ومضى هائما على وجهه فى البريه الداخليه . وبقى محتارا تائها زمانا طويلا الى ان اتفق انه وقف على قلاية القديس انطونيوس فقرع باب القلايه . فلما رأه القديس عجب منه غاية العجب لانه لم يكن بعد قد رأى انسانا بهذه الصفه ، فسلم على القديس وسجد له على الارض بين يديه فأقامه القديس وعزاه وفرح به غاية الفرح . ثم جلس عند القديس اربعين يوما ملازما الزهد الكامل والوحده الصعبه .
    فلما كمل له اربعين يوما ، قال له القديس : يابولس اذهب الى حافة الجبل وتوحد ، وذق طعم الوحده .
    فمضى بولس كما امره وعمل له مثل مرابط شاه . وفى غضون ذلك احضروا الى القديس انطونيوس رجلا اعتراه روح من الجن . فلما نظره القديس عجب منه ،ثم قال للذى احضره : اذهب به الى القديس بولس يشفيه لانى عاجز عنه . وهذه هى اول تجاربه . فعملوا كما امرهم القديس واحضروه بين يدى القديس بولس .وقالوا له معلمك الاب انطونيوس يأمرك ان تخرج هذا الشيطان من هذا الانسان . وكان القديس بولس ساذجا . . فلوقته اخذ الرجل المريض وخرج الى
    خارج الجبل وكان الحر شديدا ، وكانت الشمس مثل وهج النار العظيم . فقال له ياشيطان استحلفك كما امرنى معلمى انطونيوس انك تخرج . واذ بدأ العدو الشيطان يتكلم على لسان الانسان المريض ويضحك ويشتم ويقول : من هو انت ومن هو معلمك انطونيوس المختال الكذاب . فقال له بولس : انا اقول لك ايها الشيطان انك تخرج من هذا الانسان وان لم تخرج انا اعذب نفسى . ثم طلع القديس بولا على حجر كان يتقد كأنه جمر نار وأخذ حجرا اخر على راسه وقال
    بأسم الرب يسوع المسيح وبأسم صلوات معلمى مارانطونيوس العظيم انى سأظل هكذا الى ان اموت ولابد ان اعمل طاعة معلمى . وتخرج ايها الشيطان كما امر معلمى . وبقى هكذا واقفا والعرق يتصبب منه كأنه المطر ونبع ( نزف ) الدم من فمه وانفه والناس حوله مندهشون . فلما راى الشيطان ذلك صرخ بأعلى صوته وقال : العفو العفو ! والهروب الهروب من شيخ يقسم على الله بزكاوة قلبه . حقا لقد احرقتنى بساطتك .ثم خرج من ذلك الانسان . وصرخ الشيطان ايضا قائلا :
    يابولا لا تحسب انى خرجت من اجل دمك وخروجه ( اى نزف دمه ) لكن احرقتنى صلاة انطونيوس وهو غائب . ولما سمع الحاضرين تعجبوا . بركة صلواتنا تحفظنا امين



    قصة شفاء ابن ملك الافرنج

    اخيروا عن القديس انطونيوس ان مبك الافرنج كان له ولد ، وكان وارثا للملك بعده ، فلحقه جنون وصرع . فجمع كل علماء بلاده فلم يقدر واحد ان يعينه او يشفيه .
    ثم اتضل به خبر القديس انطونيوس الصعيدى ، فأرسل اليه رسله بهدايا جليله ، ولما وصلوا اليه لم
    يشأ ان يقبل شيئا من الهدايا او يفرح بالسمعه ، وكان يكلمهم بترجمان .
    وقال لتلميذه : بماذا تشير على ياابنى ؟ هل اذهب ام ابقى ؟ قال له ياأبى ان جلست انت انطونيوس ، وان ذهبت فأنت انطونه وكان التلميذ يحيه ولا يشتهى ان يسفارقه . فقال له القديس :
    وانا اريد ان اكون انطونه .
    وفى تلك الليله عمل صلاه فى الديروسار الى بلاد الافرنج وحملته سحابه بقوه الرب يسوع المسيح
    ودخل الى مدينة الملك وجلس على باب دار الوزير كمثل راهب غريب . ولما عبر وزير الملك وكان الليل قد حل ، امره الوزير بالدخول الى منزله. وبينما هم على المائده واذا بخنزيره فى بيت الوزير كان لها صغار عمياء واحداها اعرج احضر لها والقاها بين يدى القديس الذى خاطب الوزير قاىئ :
    لئلا تظن ان الملك فقط يريد شفاء ابنه ! ثم ثم صلب على اولاد الخنزيره ، وبصق على اعين العميلن منها وابلرأها . فدهش القوم جدا وصاروا كأنهم اموات ، ووصل الخبر الى الملك فأحضره
    للوقت وابرأ ابنه قال : ايها الملك بلغنى انك ارسلت الى انطونه المصرى وانفقت مالك واتبعت راسلك ولاجل هذا انقذنى الله اليك . ثم ودعه وانصرف الى ديره .
    وفى اليوم الثانى تقابل معه رسل الملك وطلبوا منه الذهاب معهم لشفاء ابن الملك . فقال لهم
    " اسبقونى وانا احضر خلفكم . فرجعوا والثقين بكلامه ، وقاسوا فى عودتهم شدائد كثيره من تعب
    البحر وهول السفر . وعندما وصلهم سيمعوا بشفاء ابن الملك وان قديسا أخر قد ابرأه . وهكذاقصد القديس انطونيوس ان ينفى عن نفسه الفخر والعظمه . فتعجب الرسل جدا كيف حضر القديس
    من بلاده الى بلادهم فى ليله واحده وتكلم بلسانهم . وفى اليوم الثانى كان عندهم . فمجدوا الله كثيرا













    من سيرة حياته الرهبانيه وقوانين نسكه
    أ)شركته مع السمائيين :
    جاء بعض الاخوه يسألونه عن سفر اللاويين فاتجه الشيخ على الفور الى الصحراء . اما انبا أمون الذى كان يعرفه عادته فتبعه سرا . وعندما وصل الشيخ الى مسافه بعيده رفع صوته قائلا :" اللهم ارسل الى موسى يفسر لر معنى الايه" وفى الحال سمع صوت يتحدث اليه . قال انبا امون انه سمع الصوت لكنه لم يفهم قوة الكلام .
    ( ب ) الكشف الروحى :
    لما حضر انبا ايلريون من سوريه الى جبل انبا انطونيوس قال له انبا انطونيوس : "هل حضرت ايها النجم المنير المشرق فى الصباح ؟" اجابه الانبا ايلاريون " سلام لك ياعمود تانور حامى الخليقه " .
    + كانت طلعته مضيئه بنور الروح القدس تنم عن نعمه عظيمه وعجيبه . كان متميزا فى رصانة اخلاقه وطهارة نفسه وكان يسنطيع ان يرى ما يحدث على مسافه بعيده .
    فقد حدث مره بينما كان القديس جالسا على الجبل تطلع الى فوق فرأى فى الهواء روح المبارك امون راهب نيتريا محموله الى السماء بأيدى الملائكه وهناك فرح عظيم .
    وكانت المسافه من نيتيريا الى الجبل الذى يعيش فيه انطونيوس نحو سفر ثلاثة عشر يوما ولما رلأى رفقاء انطونيوس النه منذهل سألوه ليعرفوا السبب فأعلمهم ان امون مات توا فسجلوا يو
    وفاته ولما وصل الاخوه من نيتيريا بعد ثلاثين يوما سألوهم فعلموا ان امون قد رقد فى اليوم والساعه التى رأى فيها الشيخ روحه محموله الى فوق . فتعجب هءلاء وغيرهم من طهارة نفس انطونيوس وكيف انه علم فى الحال ما حدث على مسافه سفر ثلاثة عشر يوما وانه رأى الروح صاعده .( ج ) افرازه :
    + قيل ان شيوخا قاصدين الذهاب الى الانبا انطونيوس ، فضلوا الطريق واذ انقطع رجائهم ، جلسوا من شدة التعب ، واذا بشاب يخرج اليهم من صدر البريه ، واتفق وقتئذ ان كانت حمير وحش ترعى ،
    فأشارليها الشاب بيده ، فأقبلت نحوه ، فأمرها قائلا " احملوا هؤلاء الى حيث يقيم انطونيوس "
    فأطاعت حمير الوحش امره ، فلما وصلوا اخبروا انطونيوس بكل ما كان ، اما هو فقال لهم " هذا الراهب يشبه مركبا مملوءا من خير ، لكنى لست اعلم ان كان يصل الى الميناء ام لا ؟".
    وبعد زمان بينما كان القديس انطونيوس جالسا فى الصحراء مع الاخوه وقع فجأه فى دهشه ، فرأوه يبكى وينتحب ، يركع ويصلى وينتف شعره فقال له تلاميذه :" ماذا حدث ايها الاب ؟" فقال لهم الشيخ " عمود عظيم للكنيسه سقط فى هذه الساعه ، اعنى ذلك الشاب الذى اطاعته الحمير
    قد سقط فى قانون حياته " وارسل الشيخ اثنين من تلاميذه اليه . فلما رأى تلاميذ انطونيوس بكى
    وناح واهال تراب على رأسه وسقط امامهم قائلا : " اذهبوا قولوا لانبا انطونيوس ان يطلب الى الله ان يمهلنى عشرة ايام لعلى اتوب ". لكنه قبل ان يتم خمسة ايام توفى ولم يمكث طويلا ليقدم
    توبه عن خطيتئته : .
    + قال انبا انطونيوس : " انى ابصر مصابيح من نار محيطه بالرهبان ، وجماعه من الملائكه يأيديهم
    سيوف ملتهبه يحرسونهم ، وسمعت صوت الله القدوس يقول " لا تتركوهم ماداموا مستقيمى الطريقه " ، فلما ابصرت هذا ، تنهدت وقلت : " ويلك ياانطونيوس ، ان كان هذا العون محيط بالرهبان ، والشياطين تقوى عليهم ! " فجاءنى صوت الرب قائلا " ان الشياطين لا تقوى على احد ، لانى منحين تجسدت ، سحقت قوتهم عن البشريين ، ولكن كل انسان يميل للشهوات ، ويتهاون بخلاصه ، فشهوته هى الت تصرعه وتجعله يقع ، فصحت قائلا: طوبى لجنس الناس وبخاصة الرهبان لان لنا سيد كهذا رحيما ومحبا للبشر " .
    + ودفعة جاء شيخ كبير فى زيارة الانبا انطونيوس فى البريه ، وهو راكب حمار وحش ، فلما رأه الشيخ قال " هذا سفر عظيم ، ولكنى لست اعلم ان كان يصل الى النهايه ام لا " .









    د ) يوجد نظير له
    اعلن الرب لانبا انطونيوس انه فى المدينه الفلانيه يوجد رجل يماثله ، وهو طبيب يعمل ويوزع كل ما يحصل عليه على الفقراء والمحتاحين ، ويقدم للرب تماجيد مع الملائكه ثلاث مرات يوميا . يوجد من يفوقه ايضا :
    بينما كان القديس يصلى فى قلايته سمع صوتا يقول : " ياانطونيوس انك لم تبلغ بعد ما وصله خياط
    بالاسكندريه" فقام القديس عاجلا اخذ عصاه الجريد ووصل الى الخياط . فلما نظر الخياط الشيخ ارتعد .سأله القديس " ما هو عملك وتدبيرك " اجابه الخياطانى لا اظن اننى اعمل شيئا من الصلاح
    غير انى انهض مبكرا وقبل ان ابكأ عمل يدى اشكر الله واباركه واجعل خطااى امام عيتى واقول : " ان كل الناس اللذين فى المدينه يذهبون الى ملكوت السموات لاعمالهم الصالحه اما انا فسأرس العقوبه الابديه لخطاياى " واكرر هذا الكلم عينه فى المساء قبل ان انام .
    لما سمع القديس منه هذا الكلام قال لع : حقا كالرجل الذى يشتغل فى الذهب ويصنه اشياء جميله ونقيه فى هدوء وسلام هكذا انت ايضا فبواسطة افكارك الطاهره سترث ملكوت الله بينما انا الذى قضيت حياتى بعيدا عن الناس منعزلا فى الصحراء لم ابلغ بعد ما بلغته انت .
    ( و) ترديد اسم المسيح:
    قال : ان جلست فى خزانتك قم بعمل يديك .. ولا تخل اسم الرب يسوع ، بل امسكه بغقلك ورتل به بلسانك وفى قلبك قل : ياربى يسوع المسيح ارحمنى ياربى يايسوع المسيح اعنى . وقل له ايضا .. انا اسبحك ياربى يسوع المسيح .
    من هو انطونيوس ؟
    قال احد الاخوه : ارانا انبا صيصوى مغارة الانبا انطونيوس حيث كان يسكن : " هوذا فى مغارة اسد يعيش ذئب





    القديس مقاريوس الكبير
    خروجه الى البريه
    هروبه من القسيسيه :
    جاء عن القديس مقاريوس الكبير انه قال :
    انى فى حال شبابى كنت جالسا فى قلايه فى مصر فأمسكونى وجعلونى قسا لضيعه ( قريه ) واذا لم اؤثر ان اتقلد هذه الرتبه هربت الى مكان اخر . حيث كان يأتينى رجل علمانى تقى وكان يخدمنى ويبيع عمل يدى .
    تجربته الاولى :
    وفى يوم من الايام حدث ان بتولا فى ذلك المكان سقطت فى زنى وحملت فلما اشهرت سألت عمن فعل معها هذا الفعل فقالت المتوحد ..؟!
    وسرعان ما خرجوا اخذونى باستهزاء مريع الى القريه وعلقوا فى عنقى قدورا قذره جدا واذان جرار مسوده مكسوره .
    وشهروا بى فى كل شارع من شوارع القريه وهم يضربوننى قائلين : ان هذا الراهب افسد عفة ابنتنا البتول ، أخزوه ، وهكذا ضربونى ضربا مبرحا قربت بسببه الى الموت الى ان جاءنى احد الشيوخ فقال لهم الى متى هذه الاهانه اما يكفيه كل ذلك خجلا فكانوا يشتمونه قائلين ها هو المتوحد الذى شهدت له بالفضل ، انظر ماذا فعل . واخيرا قال والدها : ان نطلقه حتى يأتينا بضمان
    انه يتعهد القيام بأطعامها ويدفع نفقه لولادتها على ان يتربى الطفل ، فدعوت الاخ الامين الذى كان
    يخدمنى وقلت له : ( اصنع محبه وأضمنى ) فضمننى ذلك الرجل واطلقونى بعد ذلك فمضيت الى قلايتى وقد كدت ان اموت . ولما دخلت قلايتى اخذت اقول لنفسى : " كد يامقاره فقد صار لك امرأه
    . الان يامقاره قد وجدت لك امرأه وبنون فينبغى ان تعمل ليلا ونهارا لقوتك وقوتهم "
    وهكذا كنت اعمل قففا وادفعها الى ذلك الرجل الذى كان يخدمنى فيبيعها ويدفع للمرأه . حتى اذا ولدت تنفق على ولدها .
    ولما حان وقت ولادة الشقيه مكثت اياما كثيره وهى معذبه وما استطاعت ان تلد . فقالوا لها : ما هو هذا ؟.. ما هو ذنبك فها انت بعد قليل تموتين ؟.."
    فقالت :" ان كل ما اصابنى كان بسبب انى ظلمت المتوحد واتهمته وهو برئ لانه ما فعل بى شيئا قط .لكن فلان الشاب هو الذى تحايل على وفعل بى هذا "
    فجاء الى خادمى مسرورا وقال لى : ان تلك البتول ما استطاعت ان تلد حتى اعترفت قائله : " ان المتوحد لا ذنب له فى هذا الامر مطلقا ، وقد كنت كاذبه فى اتهامى له ". وهااهل القريه كلهم عازمون على الحضور اليك ويسألونك الصفح والغفران وما ان سمعت هذا الكلام من خادمى اسرعت هاربا الى الاسقيط وهذا هو السبب الذى من اجله جئت الى وادى النطرون . .






    اب الرهبان :
    قيل ان الانبا مقاريوس انه بنى لنفسه قلايه غربى الملاحات وسكن فيها وصار يضفر الخوص ويعيش
    من عمل يديه ويعبد الله كنحو قوته .. فلما سمع به اناس حضروا اليه وسكنوا معه . فكان لهم ابا ارشدا . وكثر الذين يحضرون اليه فكان يلبسهم الزى ويرشدهم الى طريق العباده .
    فلما كبرعددهم بنوا لهم كنيسه هى الان موضع البلااموس . فلما ضاق بهم المكان ولم تعد الكنيسه تسعهم تحول الاب من ذلك المكان وبنى كنيسه اخرى .
    فضائله:
    1- فاعلية صلاته:
    انطلق الا مقاريوس مره من الاسقيط حامل زنابيل فأعبى من شدة التعب ووضع الزنابيل على الارض وصلى قائلا : انت تعلم انه ما بقى فى قوه واذا به يجد نفسه على شاطئ النهر .
    وداعته وتواضعه :
    + اتى الاب مقاريوس يوما من الاسقيط حاملا زنابيل فأعى من شدة التعب ووضع الزنابيل على الارض وصلى قائلا : يارب انت تعلم انه ما بقى فى قوه واذا به يجد نفسه على شاطئ النهر



    -3 محبته للوحده :
    واذ كان يتضايق الان عددا كبيرا من الناس كانوا يأتون ليتباركوا منه لذلك دبر الخطه التاليه :
    حفر سردابا فى قلايته .. ووضع فيها مخبأ ذا طول مناسب ، يمتد من قلايته الى بعد نصف ميل وعند
    نهايته حفر مغاره صغيره . وعندما كانت تأتى اليه جموع كثيره من الناس فتعكر وحدته ، كان يترك
    قلايته سرا ، ويمر عابرا فى السرداب دون ان يراه احد ، ويختبئ فى المغاره حيث لا يقدر احد ان يجده وقد اعتاد ان يفعل هذا كلما كان يرغب فى الهروب من المجد الباطل الذى يأتى من الناس "
    وقد قال لنا واحد من تلاميذه الغيورين انه تركه فى القلايه الى المغاره كان يتلو 34 ربعا ( استيخن )
    وفى رجوعه 34 اخرى . وحينما كان يذهب من قلايته الى الكنيسه ، كان يصلى 34 صلاه فى عبوره
    الى هناك ، و 34 اخرى فى رجوعه " .
    دفعه سأل الاخوه شيخا قائلين :
    اعتادوا ان يقولوا انه من عادة ابا مقاريوس من ان يفر اللى قلايته اذا سرحت الكنيسه . والاخوه قالوا : ان به شيطان لكنه يعمل عمل الرب . فمن هم الذين قالوا ان به شيطان ؟ .. وما هو عمل الرب الذى اعتاد ان يعمله ؟ ..
    قال الشيخ : كان المتهاونون يقولون ان به شيطانا ، فعندما يرى ابلايس ان رهبان الدير يعيشون فى حياه روحيه مباركه فان الشيطان تحرك الاخوه المتهاونين ان يثيروا حربا ضدهم بالاهانه والانتهار ، والاغتياب ، والافتراء والمحاكمات التى يسببونها لهم .
    اما عمل ابا مقاريوس بفراره الى قلايته فكان :صلاه مصحوبه ببكاء ودموع طبقا لما حدث به ابا اشعيا قائلا " عندما ينصرف الجمع او عندما نقوم عن الغذاء ، لا نجلس لنتحدث عن اى انسان ، لا فى امور العالم ولا فى امور روحيه بل امض الى قلايتك وانك على خطاياك " كما قال القديس مقاريوس الكبير للاخوه الذين كانوا معه : فورا يااخوه . فقال الاخوه : ايها الاب . كيف نهرب اكثر من مجيئنا الى البريه ؟ فوضع يده على فمه وقال : من هذا فروا وفى الحال فى كل واحد الى قلايته وصمت .
    + اعتاد ابا مقاريوس ان يقول للاخوه بخصوص برية الاسقيط " عندما ترون قلالى قد اتجهت نحو
    الغابه اعرفوا ان النهاية قريبه . وعندما ترون الاشجار قد غرست الى جوار الابواب ، اعلموا ان النهابه
    على الابواب . وعندما ترون شبانا يسكنون فى الاسقيط ، احملوا امتعتكم وارحلوا " .






    - تقشفه وزهده :
    قيل ان الاب مقاريوس : انه كان قد جعل لنفسه قانونا وهو انه اذا قدم له الاخوه نبيذا كان لا يمتنع عن شربه . لكنه عوض كل قدح يشربه يصوم عن شرب الماء يوما . فأما الاخوه لكى ينيحوه
    كانوا يعطونه . وهو لم يمتنع بدوره امعانا فى تعذيب ذاته . اما تلميذه فلمعرفته بأمر معلمه طلب من الاخوه مناجل الرب الا يعطوا الشيخ نبيذا لانه بعذب ذاته بالعطش . فلما علموا بالامر امتنعوا عن اعطائهنبيذا منذ لك الوقت .
    + قال بعض الاباء لابا مقاريوس المصرى : ان جسدك قد جف سوى اكلت او صمت فقال له الشيخ " ان قطعه من الخشب التى احترقت واكلتها النيران تفنى تماما ، وهكذا ايضا قلب الانسان يتطهر بخوف الله ، وبذلك تفنى الشهوات من الجسد وتجف عظامه " .
    وقيل ايضا تن انسانا اتا بعنقود مبكر ، فلما رأه سبح الله . زامر ان يرسلوه الى اخ كان عليلا ،فلما رأه
    الاخ فرح وهم ان يأخذ منه حبه واحده ليأكلها لكنه اقمع شهرته ن ولم ياخذ شيئا وقال " خذوه لفلان الاخ لانه مريض اكثر منى " فلما اخذوا العنقود اليه رأه وفرح ، ولكنه اقمع شهوته ، ولم يأخذ منه شيئا ، وهكذا طافوا به على جماعة الاخوة فكان كل ما اخذوه اليه يعتقد ان غيره لم يره بعد
    وهكذا لم يأخذوا منه شيئا وبعد ان انتهوا من مطافهم على اخوه كثيرين انقذوه الى الاب فلما وجد انه لا تضع منه حبه واحده ، سبج الله من اجل قناعة الاخوه وزهدهم .

    picture
    وكان القديس يقول : " كما ان بستانا واحدا يستقى من ينبوع واحد تنمو فيه اثمار مختلف مذاقها والوانها ، كذلك الرهبان فأنهم يشربون من غين واحده وروح واحد ساكن فيهم لكن ثمرهم مختلف ، فكل واحد منهم يأتى بثمره على قدر الفيض المعطى له من الله "
    + قيل ان انسانا دوقس ( اميرا حضر من القسطنطينيه ومعه صدفه للزياره فزار قلالى الاخوه طالبا من يقبل منه شيئا فلم يجد احدا يأخذ منه لا كثيرا ولا قليلا . وكان اذا قابل احدهم اجابه بأن لديه ما يكفيه وانه مصل من اجله كمثل من اخذ منه تماما. فصار ذك الدوقس متعجبا ، ثم انه احضر ذلك المال الى القديس مقاريوس وسجد بين يديه قائلا : " لاجل محبة المسيح اقبل منى هذا القليل من المال يرسم الاباء" فقال له القديس نحن من نعمة الله مكتفين ، وليس لنا احتياج الى هذا ،لان
    كلا من الاخوه يعمل بأكثر من حاجته " فحزن ذلك المحتشم جدا وقال : " ياابتاه من جهة الله لا تخيب تعبى واقبل منى هذا القليل الذى احضرته " .
    فقال له الشيخ :
    " امض ياولدى واعطه للاخوه " فقال له لقد طفت به عليهم جميعا فلم يأخذوا منه شيئا كما ان بعضهم لم ينظر اليه البته " فلما سمع الشيخ فرح وقال له : " ارجع ياابنى الى العالم واهله بمالك لاننا نحن اناس اموات " . فلم يقبل المحتشم ذلك . فقال له القديس : " اصبر قليلا ثم اخذ المال وافرغه على باب الدير وأمر بأن يضرب الناقوس فحضر سائر الاخوه وكان عددهم 3400 ثم وقف الاب وقال" يااخوه من اجل محبة السيد المسيح ان كان احدكم محتاجا شئ فليأخذه بمحبه من هذا المال " فعبر جميعهم ولم يأخذ احد منه شيئا .
    فلما رأى منه ذلك صار باهتا متعجبا متفكرا ، ثم القى بنفسه بين يدى الاب وقال:
    " من اجل الله رهبنى " فقال له القديس : " انك انسان كبير ذو نعمه وجاه ومركز ، وشقاء الرهبنه
    كثير ، وتعبها مرير ، فجرب ذلك ثم خبرنى " فقال : وبماذا تأمرنى ان افعل من جهة هذا المال ؟ "
    " عمر به موضعا فى الاديره " ففعل وبعد قليل ترهب
    + وقيل انه بينما كان انبا مقاريوس سائرا فى اللبريه وجد بقعه جميله مثل فردوس الله وبها ينابيع ماء ونخيل كثير زاشجار من انواع مختلفه ذات ثمار .
    ولما اخبر الاخوه بذلك الحوا عليه ان يقودهم للاقامه فى ذ1لك المكان ، فرد عليهم مع الشيوخ قائلا :ان وجدتم اللذه والراحه فى ذلك المكان ، واذا عشتم هناك بلا متاعب ومضايقات فكيف تتوقعون الراحهواللذه من الله ، اما نحن فيليق بنا ان نحتمل الالام لكى نتمتع بالسرور فى الحياه الابديه .ولما قال هذا سكت الاخوه ولم يرحلوا .
    5- اجهاده لنفسه:
    حدث مره ان مضى ابا مقاريوس الى القديس انطونيوس فى الجبل وقرع بابه . فقال ابانطويوس
    : " من الطارق ؟ " فقال له : " انا مقايوس ايها الاب "فتركه ابا انطونيوس ودخل ولم يفتح له الباب .
    لكنه لما رأى صبره فتح له اخيرا وخرج معه وقال له " منذ زمان وانا مشتاق ان اراط " واراحه لانه كان مجهدا من اثر تعب شديد . ولما حان المساء بل انطونيوس قليلا من الخوص لنفسه فقال له مقاريوس : اتسمح ان ابل لنفسى انا ايضا قليل من الخوص ؟ فقال له بل . فأصلح حزمه كبيره وبلها وجلسا يتكلمان عن خلاص النفس وكانت الضفيره تنحدر من الطاقه فرأى ابا انطونيوس باكرا ان مقاريوس قد ضفر كثيرا جدا . فقال : ان قوه كبيره تخرج من هاتين اليدين " .






    - حكمته :
    + قيل ان ابا مقاريوس المصرى ذهب فى احدى المرات من الاسقيط الى جبل نتريا ولما اقترب من مكان معين قال لتلميذه : " تقدمنى قليلا ولما فعل التلميذ هذا ، قابله كاهن وثنى كان يجرى حاملا
    بعض الخشب وكان الوقت حوالى الظهر . فصرخ نحوه الاخ قائلا " ياخادم الشيطتن الى اين انت تجرى ؟" فأستدار الكاهن وانهال عليه بضربات شديده وتركه ولم يبقى منه سوى قليل من نفس . ثم حمل ما معه من خشب وصار فى طريقه .
    ولما ابتعد قليلا ، قابلهالطوباوى مقاريوس فى الطريق وقال له : فلتصحبك المعونه يارجل النشاط " فأندهش الكاهن واقبل نحوه وقال اى شئ جميل رأيته فى حتى حببتانى هكذا ؟ "

    فقال الشيخ :" انى ارى انك تكد وتتعب وأن كنت لا تدرى لماذا " فأجاب الكاهن "

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 19:20