مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

رحلة العائلة المقدسة ج3  Wellcome
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو
وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
ونتشرف بتسجيلك معنا

مع تحيات ادارة منتديات المحبه المقدسه




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

رحلة العائلة المقدسة ج3  Wellcome
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو
وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
ونتشرف بتسجيلك معنا

مع تحيات ادارة منتديات المحبه المقدسه


مـنـتـديـات الـمـحـبـه الـمـقـدسـه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    رحلة العائلة المقدسة ج3

    فرايم حبيب
    فرايم حبيب
    مشرف عام المنتديات
    مشرف عام المنتديات


    عدد المساهمات : 549
    عدد النقاط : 11891
    تاريخ التسجيل : 14/03/2010
    العمر : 74

    رحلة العائلة المقدسة ج3  Empty رحلة العائلة المقدسة ج3

    مُساهمة من طرف فرايم حبيب السبت 13 نوفمبر 2010 - 11:12

    --------------------------------------------------------------------------------

    المرحلة الخامسة: عبر الوجه القبلى - صعيد مصر
    20- البهنسا ودير الجرنوس
    بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من مدينة منف ناحية الجنوب وصلت إلى البهنسا وهى من القرى القديمة، وتوجد قرية البهنسا الحالية على على مسافة 17 كم تقريباً غرب بنى مزار وكانت مقراً لايبارشية كبيرة وقد ذكر الآب بلاديوس أنه كان يوجد بمنطقة البهنسا ثلاثون ألف راهب وراهبة وقد
    ذكر المقريزى (القرن 15) كنيسة السيدة العذراء بعد أن كان بها 360 كنيسة
    ذكرها جوتييه فى قاموسه فقال:
    إن اسمها اليونانى وإسمها القبطى ومنه إسمها العربى بهنسة ثم أضيف أداة التعريف فصارت "البهنسا".
    ذكر الإدريسى فى نزهة المشتاق فقال: البهنسا مدينة عامرة بالناس جامعة لأمم شتى، وهى واقعة على الضفة الغربية من خليج المنهى " بحر يوسف " وينسج بها للخاصة الستور المعروفة بالبهنسية والمقاطع السلطانية.
    ذكرها على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية الجديدة فقال: وكانت تلك المدينة وقت الفتح العربى عالية الجدران حصينة الأسوار والبنيان ومنيعة الأبراج والأركان، وكان لها أربعة أبواب إلى الجهات الأربعة البحرى يقال له: باب قندس، والغربى: باب الجبل، والقبلى: باب توما.
    وكان بها كنائس وقصور فلما أخذت بالفتح العربى تغيرت معالمها وإندرس كثير من آثارها.
    إشتهرت بأنها أسقفية كبيرة ومن أساقفتها " الأنبا بطرس " الذى حضر مجمع أفسس الأول عام 431م.



    آثار البهنسا


    نبذة عن قرية دير الجرنوس غرب مغاغة
    تقع قرية دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى، وبها كنيسة بإسم العذراء مريم ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلادى ذات الأثنى عشر قبة، ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربى بئر عميق، يقول التقليد الكنسى وتذكر الميامر أن العائلة المقدسة شربت منه وهى فى طريقها إلى دير المحرق.
    كما توجد فى فناء الكنيسة بقايا معمارية من تيجان وأبدان أعمدة ترجع إلى القرن السادس الميلادى من آثار الكنيسة الأقدم التى ذكرها أبو المكارم " القرن 12 " وسماها (ديربيسوس).
    كما ذكرها المقريزى " القرن 15 " بإسم أرجنوس أو دير إيتاى إيسوس" أى (بيت يسوع) الكائن بمدينة البهنسا.
    ويتغنى القديس قرياقوس أسقف البهنسا بأن بلدة أياى أيسوس (بيت يسوع) صارت شبيهة بالقبر المقدس، ومزود المسيح، أورشليم السمائية، وجبل سيناء، وجبل جلعاد، وذكر فى المخطوط ما اجراه المسيح فيها من المعجزات، ولذلك فإن على المؤمن أن يحج إليها ماشياً، وقد تم تدشين وتكريس كنيسة هذه البلدة على يد القديس قرياقوس نفسه.
    راجع أيضاً ميمر الأنبا قرياقوس أسقف البهنسا فى اليوم 25 من بشنس، فى كتاب ميامر وعجائب السيدة العذراء، فى كتاب الميامر وعجائب السيدة العذراء، الميمر السادس ص 119- 139



    الهيكل وحامل الأيقونات بكنيسة السيدة العذراء بدير الجرنوس



    كما رواه الأب القديس الأنبا قرياقوس أسقفها:
    بينما كنت موجوداً ذات يوم أنا الحقير أسقف البهنسا بكنيسة الرب إذ وافانى أحد الناس
    وقال لى: أسمح لى يا أبى القديس أن أشرح لك رؤية رأيتها بعينى
    فأجبته: أخبرنى أولاً من أنت ومن أى البلاد، وبعدها قصنى ما رأيت وسمعت عله يكون من قبل الرب.
    فقال: أنا أنطونيوس من سكان آبة التابعة للبهنسا وقسيس تلك البلدة، ولى فى الجهة الغربية منها قطعة أرض زراعية بجوارها قطعة جبلية مرتفعة جداً على قمتها شبه قبر. أظنه لبعض الآباء تتصاعد منه رائحة زكية على الدوام وكنت أرى أبى دانيال يعظم ذلك المكان ويقول: أنه كثيراً ما نظرت نوراً روحانياً يضىء فى المكان ويغلب على الظن أن ذلك المكان معموراً بملائكة الرب أو به كنيسة تخفيها الطلال.


    قدسية هذا المكان:
    ومن غريب ما رأيته يا أبى القديس قرياقوس، أن رجلاً تقابل معى من مدة قريبة حينما كنت ذاهباً إلى مزرعة أبى ودار هذا الحديث:
    الرجل: ألم تتقرب من مذبح الرب اليوم.
    القس أنطونيوس: نعم تقربت من مذبح الرب.
    الرجل: ونحن تقربنا أيضاً بذلك المكان مشيراً على الجبل المرتفع.
    القس أنطونيوس: من أين لك أن تتقرب هناك مع عدم وجود كنيسة للرب.
    الرجل: ألم تعلم أن هذا هو بيت الرب وباب السماء والمكان المقدس الذى أتى إليه الإبن الكلمة بالجسد مع والدته العذراء مريم ويوسف النجار وسالومة، حيث كان ذلك فى يوم الخامس والعشرون من شهر بشنس، وها قد جددنا تذكار هذا اليوم المبارك وتقدسنا وذاهبين من حيث أتينا.
    وللوقت الذى غاب عنى الرجل فكنت مندهشاً، ولما أفقت لم أجده بل سمعت صوت تسابيح روحانية تتلى هناك فتحققت أن هذا المكان به بيعة عظيمة للرب.
    وبعد الرؤية بثلاث أيام أمسك بيدى شخصاً آخر وأنا فى المنام وطاف بى المكان جميعه وقال لى:
    ألم يوجد هنا كنيسة حسنة للرب، فإستغربت مما حدث جميعه وقلت فى نفسى لابد لى أن أفحص هذا المكان المقدس.


    ظهور العذراء مريم فى الدير المقدس:
    وقمت مسرعاً " القس أنطونيوس" وأخذت معى إنجيل يوحنا البتول حبيب ربنا يسوع المسيح ومضيت هناك وأخذت أقرأ فى الإنجيل وفيما أنا كذلك رأيت العذراء مرتدية نوراً عظيماً ساطعاً يضىء أكثر من نور الشمس وإبنها الوحيد بجانبها يخاطبها هكذا:
    رب المجد: هذا هو مذبح المجد وضعته فى هذا المكان إلى آخر الأجيال.
    العذراء: إلى متى يا ولدى الحبيب يبقى هذا المكان خراباً.
    رب المجد: إنه وإن كان خراباً إلا أن ذكره سيخلد إلى الأبد وستعمره فئة عظيمة ويكون إسمه مشهوراً.
    قال ذلك وغاب عن عينى هو ووالدته العذراء مريم، هذا ما رأيته وسمعته يا أبى القديس قرياقوس، قد شرحته لقدسك ولم أخف عنك شيئاً.
    فتعجبت كثيراً ومجدت الله الذى يطلع قديسيه على أسراره ونظرت إلى القديس أنطونيوس وقلت له هل تعرف الموضع المذكور جيداً.
    فقال: نعم يا أبى القديس وهو ظاهر لكل إنسان لأنه مرتفع جداً.
    وبعد ذلك أقمنا تلك الليلة نصلى ونسأل الله أن يظهر لنا سر ذلك المكان المقدس.
    ولما أتى الصباح وافانى القس المبارك الذى كان منفرداً فى بعض أماكن الدار وقال ماذا رأيت يا أبى القديس، أجبته أن ما رأيته قد ينطبق تمام الإنطباق على ما سبقت وأخبرتنى به لأن العذراء مريم ظهرت لى وأكدت على أقوالك جميعها إلى أن قالت: إن عهد إبنى إلى جانب الهيكل خذه أيها الأسقف وأظهره لكل واحد تذكاراً لمجيئنا إلى أرض مصر وحلولنا فى هذا المكان المقدس وأقمنا فيه مدة أربعة أيام قضيناها بسكينة عظيمة، واهتم فى تشييد وتعمير تلك البيعة أنت والقس أنطونيوس وستساعدك أهل المدينة أجمعين.
    إلى هنا كلفت القس أنطونيوس بالقيام على عجل لتتميم ما أشارت به العذراء مريم وباركته.


    بئر الماء الموجود بدير الجرنوس



    ثم إنتقلت بعد ذلك العائلة المقدسة من البهنسا إلى بلدة سمالوط حيث جبل الطير












    21- جبل الطير - ديروط أم نخلة - دير أبو حنس - بير السحابة فى أنصنا - كوم ماريا




    بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من بلدة البهنسا سارت فى ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت ناحية الشرق إلى جبل الطير بشرق سمالوط حيث يقع دير العذراء مريم الآن.




    نبذة عن دير العذراء فى جبل الطير



    يقع دير العذراء مريم على بعد 2 كم جنوب معدية بنى خالد، وقد أنشىء للدير طريق خاص من طريق مصر أسوان الشرقى الجديد عند مصنع أسمنت سمالوط.


    ويقع الدير على قمة جبل الطير الملاصق للنيل وهو من أهم محطات العائلة المقدسة فى مصر بعد كنيسة أبى سرجة والدير المحرق.


    الكنيسة تقع فى الجانب الغربى من قرية جبل الطير وبجوار مدافن الأقباط، والكنيسة منحوتة فى الصخر وغالباً ما كانت مدفناً فرعونياً أو رومانياً قديماً وتحول إلى كنيسة، وقد أستبدل السقف الصخرى بسقف مسلح لعمل دور ثانى فى أوائل القرن العشرين.


    يوجد المدخل الأصلى للكنيسة أعلى المغارة التى بجوار الهيكل الرئيسى حيث أن العائلة المقدسة زارت هذا المكان، وتوجد المعمودية داخل أحد الأعمدة الضخمة لصحن الكنيسة.


    " ذكر المقريزى فى كتاب الخطط المقريزية الجزء الرابع" بأنه سمى بجبل الطير نظراً لأن ألوفاً من طير "البوقيرس" كانت تجتمع فيه وهو طير أبيض وله منقار طويل بلون سن الفيل.


    قد إهتم نيافة الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط بتعمير المنطقة وجعلها مزاراً سياحياً يحضر إليها الزائرين من جميع أنحاء العالم.


    يروى أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود مؤلف كتاب كنائس مصر وأديرتها المنسوب خطأ إلى أبى صالح الأرمنى يقول:


    مغارة السيدة العذراء




    فى أثناء سير العائلة المقدسة على شاطىء النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم فذعرت القديسة العذراء مريم، ولكن رب المجد يسوع المسيح له المجد مد يده ومنع الصخرة من السقوط، فأنطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يعرف بإسم " جبل الكف " والكنيسة التى بنتها فيما بعد الملكة هيلانة بإسم "العذراء مريم"0


    شجرة العابد بجبل الطير








    تقع هذه الشجرة على مسافة 2 كم جنوب جبل الطير بجوار الطريق المجاور للنيل والجبل الواصل من جبل الطير إلى نزلة عبيد إلى كوبرى المنيا الجديد.


    والشجرة لها شكل غريب وعجيب فهى من أشجار اللبخ ذات الأوراق الخضراء، ولا يظهر لها أى فرع رئيسى، ولكن جميع فروعها نازلة إلى الأرض ثم صاعدة ثانية بالأوراق الخضراء، لذلك أطلق عليها أهل المنطقة شجرة العابد لأنها تأخذ شكل العابد أو الساجد، وغالباً هذه الشجرة هى التى سجدت للمسيح عند مروره بالأشمونين المجاورة وجاءت قصتها فى ميمر مجىء العائلة المقدسة إلى أرض مصر.




    دير أبو حنس


    ويقال أن الطريق الذى سلكته العائلة المقدسة مر على قرية دير أبى حنس Dair Abu Hinnis بالقرب من ملوى Malawi، وتبعد بضعة كيلومترات جنوب منطقة أنطونيو ruins of Antinoe, واليوم دير أبى حنس بلدة يعدد سكانها 22 ألف غالبيتهم مسيحيين، وبها ثلاث كنائس أرثوذكس وكنيستين إنجيليتين، ومن أهم الأماكن التى يعتقد أن العائلة المقدسة مرت بها هو كوم ماريا، أو تل ماريا، وهو تل من الرمال خارج القرية، ويأخذ أهالى القرية من هذا التل أتربه تخصب أرضهم، ويقال أن هذا المكان أستراحت فيه العائلة من عناء السفر، كما يوجد دير قديم يعتقد انه أنشئ بواسطة يوحنا القصير الذى عاش فى وادى النطرون، وقد هرب منها بعد أن هوجمت من البرابرة فى 407 ب. م والكنيسة الحالية يرجح أنها ترجع إلى القرن الخامس الميلادى




    وكنيسة دير أبى حنس (صورة الكنيسة المقابلة)شيقة لدراسة مبانيها وإنشاءاتها فهى أنشأت على الطراز البازيليكى ذات ثلاث قباب، وبمرور الزمن كان الأقباط يسندونها حتى لا تسقط بإنشاءات من الطوب، وبها هيكلين واحد للعائلة المقدسة والآخر ليوحنا القصير، وبالكنيسة أيقونة يرجع تاريخها إلى 1837 م مرسوم بها القديس يوحنا القصير، وهناك ايقونه رسمها أحد اليونانيين فى أورشليم تمثل زيارة قدسية للأقباط فى القرن 19 إلى أورشليم. فى الصورة المقابلة كتابات يونانية يعتقد أنها كتبت للرحلة إلى الأراضى المقدسة


    . وفى خارج قرية دير ابى حنس فى الجبال ما زال باقياً لا يقل عن 37 كهفاً كان يقطنها السواح الأقباط المتعبدين تتواجد على مسافات ولكن كلها فى مساحة 2 كيلوميتر، وعديد منها رسم بداخلها أشكال مسيحية، وهناك كنيسة منحوته فى الصخور يعتقد انها كونت من 2 -3 كهف ترجع إلى القرون الأولى المسيحية ويعتقد انها ترجع غلى القرن الخامس أو السادس الميلادى، ويعتقد بعض الدارسين انها كنيسة الشهداء martyr-church أو كنيسة الشهيد كولوسوس Saint Colluthus وكنيسة الكهف تعرف اليوم بكنيسة يوحنا القصير وهذه الكنيسة مغطاه برسومات ضاربه فى القدم ولكنها باهته، ومعظم الوجوه قد طمست ويعتقد أن ذلك تم فى العصور الإسلامية المختلفة. وعندما تدخل إلى الكنيسة ستجد فى لاروم التى على يمينك رسومات بها زكريا واليصابات ومذبحة حدثت للأطفال بيت لحم لأبرياء الذى أمر بها هيرودس الملك، وهناك صورة أخرة للملاك المبشر جبرائيل وهو واقف امام العذراء مريم، وأخرى لعرس قانا
    مشاركة أو أكثر. لديك الآن 0 مشاركة .






    لتتمكن من مشاهدة الروابط والصور في التواقيع في هذا المنتدى يجب أن يكون لديك 10 مشاركة أو أكثر. لديك الآن 0 مشاركة .







    #33













    22- الأشمونين



    بعد أن إرتحلت العائلة من جبل الطير عبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونين بجوار ملوى.


    نبذة عن بلدة الأشمونين:


    تقع جنوباً على بعد 300 كم من القاهرة.


    كان إسمها باللغة المصرية القديمة "خمنو" التى تعنى ثمانية وذلك لأن أهل هذه المدينة كانوا يعبدون ثمانية آلهة وكان أكبرهم تحوت المرموز إليه بطائر اللقلق وقد تطورت الكلمة فصارت تكتب باللغة القبطية هكذا وقد أندثرت هذه المدينة وحلت محلها مدينة أخرى بنفس الأسم وقد سميت المدينة الجديدة الأشمونيين، وتعنى الأسماء القبطية الجديدة (الثمانية الثانية) أو (أشمون الثانية)


    وفى عهد البطالسة الرومان كان إسمها هرمو بوليس الكبرى. وقد إندثرت المدينة القديمة وحلت محلها مدينة أخرى بنفس الإسم لذلك سميت المدينة الجديدة " أشمونين "


    لقد زارها المؤرخ الأسقف بلاديوس فى أواخر القرن الرابع وقد رأى أوثانها محطمة إتماماً لنبوءة أشعياء النبى"1: 19 ".


    كذلك زارها البابا أثناسيوس الرسولى فى شهر أكتوبر عام 362 م هرباً من الأمبراطور يوليانوس، وقد إلتقى به نيودوروس رئيس دير طابانا الذى يقع بالقرب من سوهاج، وكان قد جاء ليحتفل بقدومه إحتفالاً باهراً


    وقد إستمر البطريرك مدة حتى قتل يوليانوس عام 363 م وتولى عوضاً عنه يوبيانوس الذى نشر حرية الأديان فعاد البابا أثناسيوس الرسولى إلى كرسيه.


    راجع أيضاً قاموس اللغة القبطية تأليف أقلوديوس يوحنا لبيب القاهرة 1611 ش الجزء الخامس ص 80- 81 وسميت هذه المدينة فى العهد اليونانى أثناء الإحتلال البطلمى لمصر بأسم Heropolis Magna وقد كانت الأشمونيين مركزاً لأسقفية قبطية هامة ومن أشهر أساقفتها الأنبا ساويرس المعروف بإبن المقفع فى القرن العاشر الميلادى.


    تقع آثار الأشمونين على مسافة 9 كيلو متراً شمال غرب ملوى وتقع الكنيسة الأثرية التى يسمونها البازيليكا فى نهاية الطريق الأسفلتى للآثار وسط أطلال كثيرة من الأثار الفرعونية المخصصة للآله " تحوت".


    ويشهد بلاديوس.. الكاتب الكنسى المعروف فى القرن الرابع أثناء حديثة عن الأنبا أبولون، بزيارة العائلة االمقدسة للأشمونيين كحادثة معروفة فيقول: " قد رأينا قسيساً آخر أسمه ابولو عاش فى أقليم الصعيد فى منطقة الأشمونيين حيث جاء المخلص مع القديسة مريم ويوسف، إتماماً لنبوءة أشعياء 19: 1 الذى قال: " هوذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر، فتتزلزل أوثان مصر من وجهة ويذوب قلب مصر فى داخلها "


    The Paradise, by PALLADIUS, London,1907, vol. I p. 304


    معجزات الطفل الإلهى فى مدينة الأشمونين


    لقد أجرى الطفل الإلهى معجزات كثيرة فى الأشمونين منها:


    1- حيث كان أهلها يعبدون حصاناً من النحاس، كان يقوم فى مدخل المدينة لحراستها، فتحطم أمام جلال الرب وكذلك سقطت أوثان المعابد وتهشمت وخرجت خدامه الشياطين وبطلت قوته0


    2- وكذلك كان يوجد هناك أشجار ونخل كثير، وكان يتعبد لها الوثنيون فلما مرت العائلة المقدسة أمامها أنحنت نحو الأرض وصارت لأوراقها قوة شفاء الأمراض ببركة رب المجد يسوع المسيح له المجد.


    3- يذكر أبو المكارم أنه كان فى فناء كنيسة العذراء بالأشمونين شجرة سورية الأصل وكانت ثمارها تسمى سابستان (حمراء اللون) وأنها إنحنت لما إقترب منها يسوع، وأن حاكمها أراد قطعها، ولكن البابا أغاثون الأسكندرى ال 39 (658 -677) وقف أسفلها. وأنه عندما تقدم شخص ليقطعها بالبلطة قفزت فى وجهه، فتركها الحاكم ولم يتم قطعها فى حينه، وقد تأيدت هذه الروايات بما عثرت عليه بعثة أثرية فرنسية من مخطوطات الأشمونين (1887م) توضح أن" السيد المسيح أقام موتى، وجعل العرج يمشون، والصم يسمعون، والخرس يتكلمون، والبرص يطهرون.00" وذكر ميناردوس أن خمسة جمال سدت الطريق فى السوق أمام العائلة المقدسة، ونظر إليها يسوع فتحولت إلى أجسام متجمدة كالأحجار.




    شهادة القديس ودامون الأرمنتى فى اليوم الثامن عشر من شهرمسرى المبارك


    ذكر السنكسار القبطى سيرة الشهيد وهذا نصها:


    فى هذا اليوم إستشهد القديس ودامون من مدينة أرمنت، كان فى بيته ومعه ضيوف من عابدى الأوثان فقال بعضهم لبعض " هوذا قد سمعنا أن إمرأة وصلت إلى بلاد الأشمونين، ومعها طفل صغير يشبه أولاد الملوك، وقال آخرون: هل هذا الطفل جاء إلى البلاد المصرية؟ وصار كل منهم يتحدث عن الصبى.


    فلما إنصرف الضيوف نهض ودامون وركب دابته ووصل إلى مدينة الأشمونين ولما وصل أبصر الطفل يسوع مع مريم أمه فسجد له.


    فلما رآه الطفل تبسم فى وجهه وقال له " السلام لك يا ودامون قد تعبت وأتيت إلى هنا لتحقيق ما سمعت من حديث ضيوفك عنى لذلك سأقيم عندك ويكون بيتك مسكناً لى إلى الأبد"0


    فإندهش القديس ودامون وقال: "يا سيدى أنى أشتهى أن تأتى إلى فى بيتى وأكون لك خادماً إلى الأبد".


    فقال له الصبى: "سيكون بيتك مسكناً لى أنا ووالدتى إلى الأبد إذا عدت من هنا وسمع عابدو الأوثان أنك كنت عندنا يعز عليهم ذلك ويسفكون دمك فى بيتك، فلا تخف لأنى أقبلك عندى فى ملكوت السموات إلى الأبد، وأنت تكون أول شهيد فى بلاد الصعيد".


    فقام الرجل وسجد للسيد المسيح فباركه ثم إنصرف راجعاً إلى بيته.


    فلما عاد ودامون إلى أرمنت سمع عابدو الأوثان بوصوله، فجاءوا إليه مسرعين وقالوا: هل الكلام الذى يقولونه عنك صحيح؟


    فقال لهم: نعم أنا ذهبت إلى السيد المسيح وباركنى وقال لى: أنا آتى وأحل فى بيتك مع والدتى إلى الأبد.


    فصرخ كلهم بصوت واحد وأشهروا سيوفهم عليه ونال إكليل الشهادة فى مثل هذا اليوم0


    ولما أبطلت عبادة الأوثان وإنتشرت المسيحية فى البلاد وجعلوا بيته كنيسة على إسم العذراء مريم وإبنها الذى له المجد الدائم وهذه الكنيسة هى التى تسمى " الجيوشنة" وتفسيرها " كنيسة الحى" وهى بدير بأرمنت وهى باقية حتى الأن.


    شفاعته تكون مع جميعنا أمين


    وبعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من الأشمونين سارت إلى فيليس "ديروط الشريف" حالياً






    #34 كنيسة السيدة العذراء بديروط الشريف





    وقيل أن نجاراً كان هناك وقد دعى ديانوس عرف يوسف النجار حيث سبق أن إلتقى به فى أورشليم، وكان له إبن به روح نجس، طرحه على الأرض وقال " ما لنا ولك يا يسوع الناصرى؟ لقد جئت وراءنا لتعذبنا هنا، بعدما تركنا لك أورشليم ". فأمره يسوع المسيح أن يخرس ويخرج منه.0 فآمن به كثير من الحاضرين، وتحطمت أوثان كثيرة هناك وسافروا من ببلاو إلى صنبو وكانت أسقفية قبطية كبيرة ولها دير، ولكنه هجر فى القرن ال15 م، وقد قيل أن العائلة المقدسة قابلت " عرساً " ولكن أهل العروس كانوا حزانى لأن الشيطان أمسك لسانها، فلما دخلت أم النور إلى العرس، حملت العروس الطفل يسوع فإنفلتت عقدة لسانها، وسبحت الله.




    وقد ذكرها أميلينو الفرنسى فى كتابه عن جغرافية مصر فقال: أن اسمها القبطى Terot Sarabian نسبة إلى القديس القديس الأنبا صرابامون الشهيد أسقف نقيوس Sarabamon.


    إذا فإسم ديروط يرجع إلى الإسم القبطى مع تغيير أسم صرابون إلى أسم الشريف وهو يطلق فى اللغة العربية على علية القوم والأولياء.


    وأورد المؤرخ أبو المكارم فى مخطوطة فى القرن 12 الميلادى منية خصيب (مدينة المنيا حالياً) الذى أنشأ هذه المدينة نصرانى وأسمه بأبن خصيب وعرفت بأسمه وكان يسكنها هو وأهله وكان لهم ثروة وعبيد تخدمهم، وكانت منيسة خصيب تعرف قديماً بأسم بوقسيس (والأصح بوفسيس نسبة إلى تلميذ القديس آباهور صاحب دير سوادة أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادى وكانت المنيا تنسب له) وهذه المدينة فى البر الغربى وبها عدة بيع (كنائس) واحده للسيدة العذراء مريم وكنيسة للقديس مار جرجس خارج المدينة وثالثة للملاك ميخائيل وللملاك كنيسة أخرى فى داخل المدينة وواحدة للشهيد مرقوريوس والأخرى لأبوفسيس، وفى البرية كنيسة للقديسة العذراء مريم وأهرى للشهيد مرقوريوس وكنيسة للملاك ميخائيل خارج المدينة على طريق دلجة (دلجة مركز دير مواس المنيا) ودير على أسم الشهيد تادرس خارج تهور - وذكر ان منية خصيب فيها جسد القديس هلبس (هلياس الشهيد من أهل هناس تذكار عيده فى 14 برمهات).. زمن منية خصيب عاد المسيح غلى مصر ومنها إلى الشام فى طريق عودته وهناك أول كنيسة انشأت فى الوجه القبلى وكرزت وكان يطلق عليها قوص قام فى البرية وتفسير قوص قام تعنى المكفن بالحلفاء للصعاليك وقد بناها قوس بن قفط أبن مصرايم وجاء إليها الرب يسوع والسيدة العذراء مريم ب والشيخ البار يوسف عند هروبهم من هيرودس الملك الكافر قاتل الأطفال فى بيت يعلوها ويصعد إليه بدرج (سلم) وفى هذا أنفتحت بنفخة السيد فى الحائط ولم تفتح بيد ولا بآلة من الآلات وفى الكنيسة مذبح واحد وكان تكريزة بحلول الرب يسوع والتلاميذ الكبار فى سحابة على ما شهد به ميمر البابا فيلاتاوس (راجع تكريس الدير المحرق) وهو البطريرك 23 على الماء إلى أن يتقدس والريحان والأوراق والسرج على المنائر وأن ترش بالماء حوائط الكنائس وتقدم إلى بطرس بتكريز كل الكنائس على مثال التكريز الأول بالمحرقة من أعمال الأشمونيين. مدينة ديروط باسم منية بنى خصيب وكانت تعرف قديماً بمنية بوفيس نسبة إلى تلميذ آباهور صاحب دير سوادة.


    ولم تطل مدة إقامة العائلة المقدسة فى ديروط غير أياماً، وتذكر كتب التقليد ان الرب يسوع أجرى آيات وعجائب ومعجزات فيها وشفى كثيرين ولكن لم تذكرها بالتفصيل.


    وبعد إقامة العائلة المقدسة عدة أيام بديروط الشريف أكملت المسيرة جنوباً حتى مدينة



    #35














    24- القوصية



    العائلة المقدسة فى مدينة القوصية


    بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من مدينة ديروط الشريف إتجهوا جنوباً إلى مدينة القوصية.


    وقد ذكر جوتيية فى قاموسه مدينة القوصية فقال:


    أن أسمها الدينى Qest والمدنى Qas والقبطى قوص قام Qouskam


    وفى معجم البلدان "قوصقم" وهى قرية غناء (ملآنة بالزروع) فى صعيد مصر على البر الغربى، وذكرها أيضاً المقريزى فى الخطط المقريزية بأسم قوس قام


    أما إقلاديوس فى القاموس القبطى العربى الجزء الأول فقال: " أن القوصية مشتقة من العبارة الهيروغليفية Kockou أى مقبرة البقر حاتحور المقدسة لدى قدماء المصريين وترمز عندهم للآلهة إيزيس.


    ويرجح نيافة الأنبا غريغوريوس فى كتاب " الدير المحرق " إصدار عام 1992م أن المدينة التى رفضت العائلة المقدسة ليست هى القوصية الحالية وإنما كانت بلدة قديمة أخرى كانت بقربها وصارت خراباً " لفقدانها بركة العائلة المقدسة " وكانت تسمى مدينة قسقام.


    أما بالنسبة للعائلة المقدسة فلم يرحب أهلها بهم وطردوهم، وذلك عندما رأوا معبودهم البقرة " حاتحور " التى ترمز للآلهة إيزيس سقط وتحطم أمام جلال الرب يسوع المسيح، وقد لعن رب المجد هذه المدينة فصارت خراباً.


    وبعد أن لعن الرب هذه المدينة إرتحلت العائلة المقدسة حتى وصلت لقرية مير















    25- قرية ميرة



    مجىء العائلة المقدسة إلى قرية ميرة "مير حالياً"


    بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من مدينة القوصية سارت لمسافة 8 كم حتى وصلت إلى قرية مير غربى القوصية.


    لقد أكرم أهل مير العائلة المقدسة فباركهم رب المجد يسوع المسيح له المجد، ولذلك تعتبر أرض مير الزراعية خصبة وكثيرة الإنتاج الزراعى ويضرب بها المثل فيقال: "الفقير فقرى ولو زرع فى مير".


    ذكر فى تاريخ البطاركة للأستاذ / كامل صالح نخلة بأن البطاركة الآتى أسمائهم من بلدة مير:


    (1) البطريرك البابا غبريال الثامن (97) (1587 - 1603 م)0


    (2) البطريرك البابا متاؤس الرابع (102) (1660 - 1675 م)0


    وإرتحلت العائلة المقدسة بعد ذلك إلى جبل قسقام وسط أرض مصر







    26- جبل قسقام – دير العذراء فى المحرق



    بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من قرية مير إتجهت إلى جبل قسقام الذى يبعد نحو 12 كيلومتر غرب بلدة القوصية التى تقع فى محافظة أسيوط، على بعد 327 كيلو متراً جنوب القاهرة، وعلى بعد 48 كيلو متراً شمال مدينة أسيوط.




    دير السيدة العذراء مريم - المحرق - جبل قسقام





    نبذة عن دير المحرق


    يعتبر جبل قسقام "دير المحرق" من أهم المحطات التى إستقرت فيها العائلة المقدسة، ويشتهر هذا الدير بإسم " دير العذراء مريم " بسبب تاريخه المجيد، تبوأ مركز الصدارة وشرف الإمتياز لأنه كان الموضع المقدس الذى طال مقام العائلة المقدسة فيه أكثر من غيره من الأماكن الأخرى وهى مدة "ستة أشهر وعشرة أيام"، ولذلك أطلق علية بيت لحم الثانى.


    أصبحت القاعة التى أقامت فيها العائلة المقدسة مدتها هى نفس الهيكل الذى يقام فيه القداسات والصلوات بكنيسة العذراء فى الدير حيث أجرى فيها رب المجد وهو طفل عجائب ومعجزات وآيات شفائية عديدة.


    وفى غرب المغارة التى أصبحت كنيسة منقورة فى الصخر بالجبل الغربى، كانت السيدة العذراء تأوى إليها أحياناً، وصار الشعب المسيحى يأتون إلي هذه القبة ويتباركون منها. والدير أساساً أسمه دير العذراء حيث أقامت العذراء مريم فى القاعة والمغارة التى صارت هيكل للكنيسة الأثرية فيه، لهذا تعتبر العذراء شفيعة الدير وشفيعة رهبانه ولآهالى المنطقة المحيطة به، فيقدمون النذور بأسمها وتقوم العذراء بفعل الآيات والعجائب مع محبيها، ولهذا أصبح المكان مقدساً لهذا يطلق عليه القدس الثانى أو جيل الزيتون.


    وفى نفس المكان بنى الشيخ البار يوسف النجار بيتاً صغيراً من الطوب وغطاه بأغصن النخيل، وكانت قاعته العليا يصعد إليها بدرج.




    أقدم مذبح وكنيسة فى مصر والعالم – فى دير المحرق


    تعتبر الغرفة أو المغارة التى سكنتها العائلة المقدسة هى أول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله، التى قيل أن المخلص دشنها بنفسه ورش فى أركانها الماء المبارك بيديه الطاهرتين، وكان رئيسا الملائكة ميخائيل وغبريال يحملان الوعاء الذى يحتوى الماء الذى قدسه رب المجد بذاته.


    وقد دشن السيد المسيح برية قسقام فى الساعة الثالثة (أي التاسعة صباحاً) من نهار اليوم الموافق السادس من هاتور.


    وكلما سكب الماء كان له المجد يقول: " اليدان اللتان خلقتا آدم ونسله وتسمران على خشبة الصليب، تقدسان هذا البيت العظيم".


    وأقام الرب يسوع مذبح الكنيسة وكان بعينيه هو حجر المغارة الذى جلس عليه له المجد وهو طفل


    وموقع مذبح كنيسة العذراء الأثرية تماماً يكون "فى وسط أرض مصر" وعليه إنطبق حرفياً قول الله على لسان نبيه أشعياء النبى:


    فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. (أشعياء 19: 19)


    ويذكر ابو المكارم أنه كان هناك حوض ملأوه ماء فتحول إلى خمر كما تحول خمراً فى عرس قانا الجليل (يوحنا 2: 1- 11)، ولعل ذلك الموقف قد يكون السبب عندما طلبت السيدة العذراء فى عرس قانا الجليل من السيد المسيح أن يفعل شيئاً من أجل أهل العرس وكأنها هنا تذكرت معجزة تحويل الماء إلى خمر فى جبل قسقام.


    وفى مقابل المغارة المقدسة والتى أقامت فيها العائلة المقدسة وأصبحت كنيسة بئ الماء التى أصبحت بركة وأشتهرت البئر بأن كل من يشرب بإيمان من مائها أو يستحم به ويشكوا من أسقامة وأمراضه ينال الشفاء وصار ماء البئر حلواً كماء نهر النيل، لكل من يشرب منه.


    فى نفس المكان أيضاً ظهر ملاك الرب للقديس يوسف النجار فى حلم آمراً إياه قائلاً: "قم وخذ الصبى وأذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى" (مت 2: 20).




    كنيسة العذراء الأثرية فى الجهة الغربية من دير المحرق


    موقع ووصف دير المحرق


    يقع دير العذراء الشهير باسم الدير المحرق عند سفح الجبل الغربى الذى يطلق عليه أهل الصعيد جبل قسقام، ويقع الدير فى محافظة أسيوط بنحو (48) كيلو متراً شمال المدينة المذكورة، ويبعد بحوالى 12 كيلو متراً غرب بلدة القوصية.


    وتمتد الصحراء والتلال والكسبان الرملية غرب الدير بمسافات شاسعة بأمتداد الصحراء، وشمال الدير وشرقة تلتقى عين الإنسان بالحقول الخضراء الجميلة التى تريح النظر وتبهج النفس بفضل وصول مياة النيل حتى هذه الحدود، وبهذا يكون هذا الدير هو الحد الفاصل بين الحياة فى العالم وحياة الوحدة فى البرية.


    ويعتبر الدير المذكور من أوسع وأكبر الأديرة فى الصحراء المصرية بل وفى الشرق كله، إذ تبلغ مساحته حوالى عشرين فداناً.


    ولدير سمعة تاريخية عالية وإشتهر رهبانه بالعلم والتقوى وممارسة الكرازة فى خارج البلاد المصرية حيث وصل بعض الرهبان إلى جنوب أوروبا وسطها وشمالها حتى إيرلندا.


    الرحالة الفرنسى فانسليب VANSLEB زار مدينة قسقام ووجدها خربة وقتئذ، وقد أمضى بالدير شهرا فى عام 1664م.


    وقد زار الرحالة جوليان Jullien دير المحرق عام 1883م وقد قال أن رئيس الدير أبلغه أن دير العذراء هذا من الأديرة التى شيدها الأنبا باخوميوس فى الصعيد، وأنه يمثل الخط الذى يحدها من الشمال، ولذلك سمى ب المقرر ثم حرفت الكلمة إلى المحرق


    راجع Jullien,L ' Egypte, p. 247






    أسماء دير المحرق وأسباب تسميته بهذا الإسم


    1- يسمى دير العذراء نسبة إلى العذراء مريم حيث أقامت العائلة المقدسة فى القاعة أو المغارة التى صارت هيكل الكنيسة الأثرية التى يحيط بها الدير، ولذلك تعتبر شفيعة الدير ورهبانه والمنطقة المحيطة به ولذا تقدم النذور بإسمها وتجرى العجائب فيه لجميع الزوار من جميع الأجناس، ولهذا أصبح المكان مقدساً مثل القدس أو جبل الزيتون.


    2- يسمى دير قسقام أو دير جبل قسقام لأن الدير قائم بجوار مدينة تسمى بإسم قسقام وقد خربت منذ زمن بعيد ولم يبق إلا إسم الجبل الذى يشير إلى إسمها وقد بقى هذا الإسم ليعلن أن الذى لا يكرم الرب يسوع فى الفقراء والمعوزين والغرباء لا يكرمه الرب أيضاً.


    وكلمة قسقام هى كلمة قبطية معناها "مدفن الحلفاء" وذلك لأن فقراء تلك المنطقة كانوا يكفنون موتاهم بالحلفاء (كتاب أبى المكارم " كنائس مصر وأديرتها " المنسوب خطأ لأبى صالح الأرمنى صفحة 98، 99 ")


    ويرجع سبب تسمية الدير بإسم المحرق للأسباب الأتية:


    1. كان الدير يظل فترة طويلة معظم أيام السنة بعيداً عن الماء كما كانت تنصب فيه المياه قبل غيره من الحياض وتحصل تحاريق بالأرض فسمى " حوض المحرق " وقد سمى الدير تبعاً لذلك.


    2. إن الحوض الزراعى الذى أقيم فى وسطه الدير كانت تنمو فيه أعشاب الحلفاء والحشائش الجبلية، ولغزارتها كانوا الفلاحون يحرقونها بالنار ليتخلصوا منها فسمى الدير بالمحرق0


    3. تعرض الدير لهجمات الأعراب واللصوص فهدموه وأحرقوه بالنار التى ظلت آثارها عليه فسمى بالمحرق ثم أعيد بناؤه بعد ذلك.


    4. كذلك روى أن حرباً نشبت بين حاكم مقاطعة الأشمونين وحاكم القوصية أو قسقام فأنتصر حاكم الأشمونين وأحرق قسقام فصارت المنطقة كلها تعرف بالمحرقة وأصبح هذا الدير يعرف بالمحرق على هذا الأساس0


    5. قد ذكر الأب الرحالة " جوليان " " الذى زار الدير عام 1883 م أن رئيس الدير وقتئذ أبلغه أن دير العذراء هذا من أديرة الأنبا باخوميوس التى شيدها فى الصعيد، وأنه يمثل الخط الذى يحدها من الشمال، ولذلك سمى ب " المقرر " ثم حرفت الكلمة إلى المحرق.


    6. قد ذكر صاحب كتاب تاريخ كنائس مصر وأديرتها لأبى المكارم أن سبب تلك التسمية يرجع إلى أنه كان يسكن فى الجهة المجاورة رجل جبار شرير قاسى محب لفعل المعاصى لا يؤمن بالله ولا يخشى عذابه يسمى " خرتبا بن ماليق " فأنزل الله عليه عاصفة أحرقته ولم يبق له أثر لذلك صارت المنطقة تعرف بالمحرقة.




    موت يوسى (أخر حدث للعائلة المقدسة فى جبل قسقام)


    هو من أقارب عائلة يسوع، ولكنة ليس يوسى إبن مريم زوجة كلوبا شقيقة السيدة العذراء الصغرى، لأن يوسى ابن مريم شقيقة العذراء (يوحنا 19: 25) والتى تسمى مريم زوجة كلوبا (أو حلفى)، فهو لم يكن قد ولد بعد، ومذكور فى الإنجيل أنه من أخوة المسيح الأربعة


    (متى 13: 55)، (متى 27: 56)، (مرقس 6: 3)، (مرقس 15: 40- 47).


    ويذكر المؤرخون: أن رجلاً من سبط يهوذا إسمه يوسى وهو من أقارب مريم العذراء ويوسف النجار، جاء من بلاد الشام، وأمكنه بعد تعب كثير أن يصل إلى العائلة المقدسة فى جبل قسقام. وقد أتى ليبلغهم بما فعل هيرودس الملك، وكيف قتل جميع الأطفال التى فى بيت لحم وإذ علم بهروب الطفل الإلهى وأمه، أرسل عشرة جنود للبحث عن الطفل وأسرته والقبض عليهم أحياء ليقتلهم بيديه واحداً واحداً.


    فلما سمعت العذراء مريم هذا الحديث، إنزعجت وأسرعت فإحتضنت الطفل الإلهى وصعدت به إلى سطح الغرفة العليا التى أعدها القديس يوسف النجار له ولأمه للإختباء فيها، فطمأنها الرب يسوع وقال لها: "لا تخافى يا أمى ولا تبكى، فإن بكاءك يحزننى إن الوقت لم يحن بعد ليسلم إبن الإنسان، وسوف لا يعرف الجند مكاننا " وتطلع إلى القديس يوسف النجار وإلى سالومى وقال لهما: لا تخافا ثم وجه الخطاب إلى يوسى لقد تعبت من أجلنا كثيراً وتحملت مشاق السفر أميالاً عدة، إن أجرك كبير.


    ثم قال له: والآن أسترح أنت، وهنا يمكنك أن ترقد. فأطاع يوسى وأخذ حجراً ووضعه تحت رأسه، وأغمض عينيه وما هى إلا فترة قصيرة حتى أسلم الروح (+).


    + ميمر البابا ثيئوفيلوس مخطوط 9/ 14 من مكتبة مخطوطات دير المحرق - وكتاب ميامر وعجائب العذراء مريم ص 96- 98


    + The History of the Virgin Mary related to Timothy, Patriarch of Alexandria. in Legends of Our Lady etc. p. 99




    فنهض القديس يوسف النجار وسالومى وقاما بدفن جثة يوسى بالقرب من البيت


    ووضعا على القبر حجراً مربعاً وكتب عليه يوسف باللغة العبرانية:


    أنا يوسف النجار، الذى من الناصرة، خادم هذا السر العظيم


    أقرر أننى وخطيبتى مريم العذراء وسالومى، ورب المجد


    قضينا فى هذا المكان ستة أشهر وعشرة أيام بذلك الجبل الطاهر وانه فى هذا المكان يرقد يوسى (+)


    + ميمر أنبا قرياقوص أسقف البهنسا - كتاب ميامر وعجائب العذراء ص 111




    أين هو قبر يوسى؟


    يروى التقليد الكنسى أن قبر يوسى موجود بدير المحرق وإن كان غير ظاهر على وجه الأرض أى غير معروف مكانه، ويذكر نيافة الأنبا غريغوريوس بأنه يوجد هناك مخطوطة تشتمل على قراءات دورة عيد الصليب المجيد (مخطوطة رقم 13 د/19 " ورقة 19) بكنيسة العذراء بدير المحرق.


    حسب ترتيب دير سيدتنا العذراء المعروف بدير المحرق بجبل قسقام: على أن يمر الكهنة والرهبان فى دورة عيد الصليب وفى المحطة التاسعة على قبر يوسى بدير المحرق


    وهذا نص التعبير:


    (+) ثم أنهم يتوجهون إلى قبر يوسا.. ويصلون أوشية الإنجيل.. وهناك يقرأون مزمور 117 (118): 19؛ 20 والأنجيل من مار مرقس 6: 1- 6.


    (+) مخطوط رقم 13د/ 19 طقس من مكتبة مخطوطات دير المحرق، وهو المخطوط المستعمل فعلاً قى دورة الصليب، ويوجد الآن فى خزانة كتب كنيسة العذراء الأثرية بالدير ورقة 19 و ورقة 46




    وبحسب التسليم المستقر من شيوخ رهبان الدير، يتوجه الموكب إلى عتبه بارزة مرتفعة عن أرض الدير عند الزاوية الغربية الجنوبية من الحائط الغربى لكنيسة العذراء الأثرية من الخارج، ويقفون هناك يتلون الصلوات دوية الصليب الخاصة بتلك المحطة من محطات الدورة.


    وفى المحطة التاسعة - خلال تلك الدورة - نقرأ فى المخطوطة ما يلى: " إنهم يتوجهون إلى قبر يوسا، عند عتبة بارزة عن أرض الدير، عند– الزاوية الغربية الجنوبية من الحائط الغربى لكنيسة العذراء الأثرية - من الخارج ويتلون صلوات دورة الصليب هناك " (ورقة 46 من نفس المخطوطة السابقة).





    كنيسة السيدة العذراء الجديدة بدير المحرق





    وقيل أن كنيسة العذراء الأثرية المذكورة (فى الجهة الغربية من الدير المحرق) بنيت سنة 60 م بعد مجىء القديس مارمرقس لمصر. وأن السيد المسيح قام بنفسه بتدشينها بالماء، بحضور تلا ميذه، كما جاء فى الرؤيا التى ظهرت فيها أم النور لقداسة البابا ثاؤفيلس (البطريرك 23 فى أواخر القرن الرابع) وقصت عليه تفاصيل الرحلة التاريخية للعائلة المقدسة بمصر، وأعلنت له أن السيد المسيح له المجد هو الذى دشن هذه الكنيسة (كما ذكر فى السنكسار المخطوط والموجود بدير المحرق رقم " 2/9، 3/9 " كما سجله نيافة الأنبا غريغوريوس فى كتابه عن الدير ص 106. والدفنار " 6 هاتور").


    وبعد ذلك قام الأنبا باخوميوس أبو الشركة بإنشاء الدير وأسواره سنة 349 م وقد تم ترميم كنيسة العذراء 5 مرات وترجع الكنيسة الحالية إلى القرن ال 12 -13م




    السيد المسيح يبارك المكان


    من المرجح أن موت يوسى فى هذا المكان كان آخر حدث يحدث للعائلة المقدسة فى هذا المكان لأنه بعد ذلك ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم وأمره بالعودة إلى فلسطين: " فلما مات هيرودس إذا بملاك الرب قد تراءى ليوسف فى الحلم بمصر قائلاً: قم خذ الصبى وامه، واذهب إلى ارض إسرائيل، فإنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبى، فقام وأخذ الصبى وامه وجاء إلى أرض إسرائيل (أنجيل القديس متى 2: 19- 21).


    وقبل أن يغادروا البيت الذى أقاموا فيه وقتاً طويلاً سألت العذراء مريم إبنها الحبيب أن يمنح المكان الذى آواهم بركة خاصة، فأجاب الرب سؤالها وفتح فاه قائلاً:


    فلتدم بركة أبى الصالح والروح القدس فى هذا البيت إلى الأبد إن هذا المكان الذى ترينه يا أمى القديسة ستقام فيه كنيسة، وهذا البيت يكون هيكلاً مكرساً لله يقدمون فيه للرب ذبائح ونذوراً.


    وملاك السلامة يبارك فى كل من يأتى إليه ويسجد فيه بأمانة والذين سيقربون سيظلون ثابتين على الإيمان الأرثوذكسى إلى يوم مجىء الثانى.


    وكل من يأتى إلى هذا البيت بإيمان وعبادة، سأمنحه مغفرة جميع خطاياه إذا إعتزم على عدم العودة إليها، وسأسلكه فى عداد القديسين


    وكل من كان فى شدة أو مرض أو حزن أو ضيق وأتى إلى هذا المكان المقدس وسجد فيه وصلى وطلب أمراً بحسب مشيئة الله، فأنى سأقضى حميع حاجاته وأستجيب لكل طلباته


    وأكراماً لإسمك الطاهر يا والدتى العذراء، أعلمى يا والدتى أن هذا البيت الذى نحن فيه الأن سيكون مأوى للغرباء وسيصبح بيتاً يضم رهباناً قديسين لا يستطيع حاكم على هذه الأرض أن يؤذيهم بشر، لأن هذا البيت قد صار مأوى لنا.


    وكذلك أى إمرأة عاقرة تتضرع إلىَ بقلب طاهر وتتذكر هذا البيت سأعطيها نسلاً


    وكل إمرأة تتعسر فى الولادة وتسألنى بإسمك وتذكر أتعابك معى تخلص سريعاً.


    وكل الذين يأتون إلى هذا المكان بنذورهم وقرابينهم بغسمك الطاهر فسأكتب أسمى على قرابينهم


    راجع: ميمر البابا ثيئوفيلوس مخطوط 9/ 14 من مكتبة مخطوطات دير المحرق - وكتاب ميامر وعجائب العذراء مريم ص 98- 99




    وكان الأهالى يهرعون إلى العائلة المقدسة والطفل الإلهى الرب يسوع وأمه القديسة العذراء مريم لنيل البركة، وقد شاهدوا الكثير من المعجزات التى أجراها الرب وتبارك المكان من تواجدهم فيه وظل المصريون يهرعون إلى هذا المكان وتناقلت أخبار المكان وقداسته ومجئ الرب إليه من جيل إلى جيل حتى بنيت كنيسة فى هذا المكان عندما أعتنق المصريون المسيحية.




    وقد مكثت العائلة المقدسة أطول فترة فى هروبها فى مصر فى الدير المحرق


    ويوجد كهف فى الدير المحرق قدسته العائلة المقدسه لأنها مكثت فيه العائلة المقدسة أطول مدة أقامتها فى مصر وذلك بالقياس إلى أى مكان آخر قصدته فى رحلتها المقدسة، وصار المكان الذى سكنوا فيه هذه المدة (الكهف) هيكلاً تقام فيه الصلوات اليومية بلا إنقطاع بكنيسة العذراء الأثرية بدير المحرق.


    وفى نفس هذه البقعة أيضاً ظهر الملاك ليوسف خطيب مريم العذراء فى حلم أعلمه فيه الملاك بموت هيرودس الذى يريد أن يقتل الصبى، وأمره بالعودة إلى الأراضى المقدسة وذلك حسب النص الذى أورده الكتاب المقدس: "فلما مات هيرودس، وإذا بملاك الرب قد ترائى فى حلم بمصر، قائلاً: قم خذ الصبى وأمه وأذهب إلى أرض إسرائيل، فإنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبى، فقام وأخذ الصبى وأمه، وجاء إلى أرض إسرائيل" (إنجيل متى 2: 1- 8)


    لم يذكر الإنجيل المقدس إسم الملاك وأكتفى بقوله: " فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ترائى ليوسف فى الحلم (متى 2: 19) ولكن بعض المصادر الكنسية ذكرت أنه رئيس الملائكة غبريال ومن هذه المصادر: كتاب الدفنار تحت اليوم الثامن من بؤونة (باللحن الواطس) حيث يذكر مرتين أسم رئيس الملائكة غبريال، المرة الأولى حينما ظهر ليوسف فى الحلم وأمره أن يأخذ الصبى وأمه ويهرب إلى أرض مصر، والثانية حينما ظهر له فى قسقام وأمره أن يأخذ الصبى وأمه ويعود إلى فلسطين.


    كذلك ذكر إسم رئيس الملائكة غبريال (أو جبرائيل) بأنه هو الذى ظهر ليوسف فى قسقام وأمره بالعودة إلى الرض المقدسة، فى ميمر البابا تيموثيؤوس بابا الأسكندرية فى المخطوطات الأثيوبية التى نشرها العلامة BUDGE فى كتاب


    BUDGE (E. A. W.), Legenda of Our Lady, p. 99.


    وتجمع الكثير من المصادر الكنسية والتاريخية على أن منطقة جبل قسقام (الدير المحرق) هى آخر بقعة (فى الصعيد) وصلت إليها العائلة المقدسة، فى رحلتها الخالدة إلى مصر.


    وبعد أن بارك رب المجد هذا المكان سارت العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط حيث يوجد دير العذراء





    [b]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024 - 15:48