من هناك من عشيرة بيت شاول اسمه شمعي بن جيرا يسولما جاء الملك داود إلى بحوريم إذا برجل خارج ب وهو يخرج. ويرشق بالحجارة داود وجميع عبيد الملك داود وجميع الشعب وجميع الجبابرة عن يمينه وعن يساره. و هكذا كان شمعي يقول في سبه اخرج اخرج يا رجل الدماء ورجل بليعال. قد رد الرب عليك كل دماء بيت شاول الذي ملكت عوضا عنه وقد دفع الرب المملكة ليد ابشالوم ابنك وها أنت واقع بشرك لأنك رجل دماء. فقال ابيشاي ابن صروية للملك لماذا يسب هذا الكلب الميت سيدي الملك دعني اعبر فاقطع رأسه. فقال الملك ما لي ولكم يا بني صروية دعوه يسب لان الرب قال له سب داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا. وقال داود لابيشاي و لجميع عبيده هوذا ابني الذي خرج من احشائي يطلب نفسي فكم بالحري الان بنياميني دعوه يسب لان الرب قال له. لعل الرب ينظر الى مذلتي و يكافئني الرب خيرا عوض مسبته بهذا اليوم. وإذ كان داود ورجاله يسيرون في الطريق كان شمعي يسير في جانب الجبل مقابله ويسب وهو سائر ويرشق بالحجارة مقابله ويذري التراب. 2 صم 16 : 5 – 13


كثيرا ما نجد ان الانسان ينظر الى سلطانه ونفوذه ويصيبه الكبرياء واخر ينظر الى نفسه ويجد نفسه مستحق العقاب رغم انه لم يفعل شىء ربما ظلمه الناس احيانا .
ولكن مع انسحاق الانسان ومثل ما فعل داود مع شمعى بن جيرا والذى اتهمه بانه قتل شاول .
لم يرد طلبه بقتله مثل ما اشار عليه ابشاى بل رد عليه وقال له نعم انا مستحق هذا فعلا لانى قد لا اكون قتلت ابشلوم بل كنت سبب فى قتل اوريا واخذت امرأته .
ولذلك سب شمعى بن جيرا قد يكون سبب رحمة من الرب .اجعله يسب لانى فعلا مستحق .

هكذا كان داود متواضع رحيم له علاقة قوية مع الرب .


فبادر شمعي بن جيرا البنياميني الذي من بحوريم ونزل مع رجال يهوذا للقاء الملك داود. ومعه ألف رجل من بنيامين وصيبا غلام بيت شاول وبنوه الخمسة عشر وعبيده العشرون معه فخاضوا الأردن أمام الملك. وعبر القارب لتعبير بيت الملك ولعمل ما يحسن في عينيه وسقط شمعي بن جيرا أمام الملك عندما عبر الأردن. وقال للملك لا يحسب لي سيدي أثما ولا تذكر ما افترى به عبدك يوم خروج سيدي الملك من أورشليم حتى يضع الملك ذلك في قلبه. لان عبدك يعلم أنى قد أخطأت وهانذا قد جئت اليوم أول كل بيت يوسف ونزلت للقاء سيدي الملك. فأجاب ابيشاي ابن صروية وقال إلا يقتل شمعي لأجل هذا لأنه سب مسيح الرب. فقال داود ما لي ولكم يا بني صروية حتى تكونوا لي اليوم مقاومين اليوم يقتل أحد في إسرائيل افما علمت أنى اليوم ملك على إسرائيل. ثم قال الملك لشمعي لا تموت وحلف له الملك. 2 صم 19 : 16 – 23



للمرة الثانية يصفح داود عن شمعى بعد انتصاره على ابشلوم وهذه المرة ايضا فى مركز قوة وهو عائد من الانتصار وجميع الاسباط تنظر اليه وتريد ان ترى افعاله وتصرفاته .
وبحكمة داود لم يريد ان يحول فرحة الانتصار الى انقسام بين الاسباط .
وقد كرر ابشاى نفس الطلب بقتل شمعى ولكن الحكمة التى كانت على لسان داود هى ما جعلت السلام يسود .لانه ان قتل من شتمه لابد ايضا ان يقتل من خانه فى المعارك وتحدث الفتنة .



وهوذا معك شمعي بن جيرا البنياميني من بحوريم وهو لعنني لعنة شديدة يوم انطلقت الى محنايم وقد نزل للقائي الى الاردن فحلفت له بالرب قائلا اني لا اميتك بالسيف. والان فلا تبرره لانك انت رجل حكيم فاعلم ما تفعل به واحدر شيبته بالدم الى الهاوية. واضطجع داود مع ابائه ودفن في مدينة داود. 1 مل 2 : 8 – 11



هناك فرق بين ان يرجع شمعى عن شتمه للملك خوفا منه وان يكون هذا نوع من الهروب من العقاب وبداخله شىء اخر ولذلك نصح داود سليمان ابنه ان يحترس منه وان لم يرجع يعاقبه .


وفعلا تم ما قاله داود ونفذه سليمان :
ثم ارسل الملك ودعا شمعي وقال له ابن لنفسك بيتا في اورشليم واقم هناك ولا تخرج من هناك الى هنا او هنالك. فيوم تخرج وتعبر وادي قدرون اعلمن بانك موتا تموت ويكون دمك على راسك. فقال شمعي للملك حسن الامر كما تكلم سيدي الملك كذلك يصنع عبدك فاقام شمعي في اورشليم اياما كثيرة. وفي نهاية ثلاث سنين هرب عبدان لشمعي الى اخيش بن معكة ملك جت فاخبروا شمعي قائلين هوذا عبداك في جت. فقام شمعي وشد على حماره وذهب الى جت الى اخيش ليفتش على عبديه فانطلق شمعي واتى بعبديه من جت. فاخبر سليمان بان شمعي قد انطلق من اورشليم الى جت ورجع. فارسل الملك ودعا شمعي وقال له اما استحلفتك بالرب واشهدت عليك قائلا انك يوم تخرج وتذهب الى هنا وهنالك اعلمن بانك موتا تموت فقلت لي حسن الامر قد سمعت. فلماذا لم تحفظ يمين الرب والوصية التي اوصيتك بها. ثم قال الملك لشمعي انت عرفت كل الشر الذي علمه قلبك الذي فعلته لداود ابي فليرد الرب شرك على راسك. والملك سليمان يبارك وكرسي داود يكون ثابتا امام الرب الى الابد. وامر الملك بناياهو بن يهوياداع فخرج وبطش به فمات وتثبت الملك بيد سليمان.1 مل 2 : 36 – 46




رغم ان سليمان لم يريد قتل شمعى لان داود حلف له لايقتله .اراد ان يحدد اقامته وفى حالة رفض تنفيذ الوصية يكون مستوجب الحكم بالقتل .
وهكذا فعل و شمعى يمثل الانسان والاختيار له يحدد الرب له العلاقة والطريق بعد وقوعة فى الخطية وتوبته ولكنه يختار ان لا ينفذ هذه الوصية .وتكون العاقبة هى السقوط والموت .